الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: المسبوق ببعض صلاته يصنع كما يصنع الإِمام
427 -
وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتَى أحدُكم الصلاةَ والإمامُ على حالٍ، فليَصنَعْ كما يصنَعُ الإمامُ" رواه الترمذي بإسناد ضعيف.
رواه الترمذي (591) قال: حدثنا هشام بن يونس الكوفي حدثنا المحاربي عن الحجاج بن أرطاة عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن علي به.
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه الحجاج بن أرطاة، قال ابن معين: صدوق، ليس بالقوي يدلس. اهـ. وقال ابن المديني: تركت الحجاج عمدًا ولم أكتب عنه حديثًا قط. اهـ. وقال أبو زرعة: صدوق يدلس. اهـ. وقال أبو حاتم: صدوق يدلس عن "الضعفاء" يكتب حديثه .. اهـ. وقال ابن المبارك: كان الحجاج يدلس
…
اهـ.
وقال النسائي: ليس بالقوي. اهـ. وقال ابن حبان: تركه ابن المبارك وابن مهدي ويحيى بن القطان ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل. اهـ.
لهذا قال الترمذي 2/ 183: هذا حديث غريب لا نعلم أحدًا أسنده إلا ما روي من هذا الوجه. اهـ. قلت: كذلك مما قد يعل به أن المحاربي وهو عبد الرحمن بن محمَّد بن زياد وإن كان ثقة
من رجال الجماعة إلا أن أبا حاتم قال: صدوق إذا حدث عن الثقات
…
وهو هنا قد حدث عن الحجاج، والله أعلم.
وفي الباب عن أبي بكرة وأبي هريرة وأبي قتادة والمغيرة بن شعبة ومعاذ بن جبل وابن مغفل.
أولًا: حديث أبي بكرة في قصة ركوعه لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم راكعًا، وهو عند البخاري وقد سبق في باب: جواز صلاة المنفرد خلف الصف.
ثانيًا: حديث أبي هريرة رواه البخاري (636) ومسلم 1/ 420 كلاهما من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا" واللفظ لمسلم.
وروى أبو داود (893) والحاكم 1/ 216 و 273 - 274 والبيهقي 2/ 89 والدارقطني من طرق عن سعيد بن أبي مريم أخبرنا نافع بن يزيد حدثني يحيى بن أبي سليمان عن زيد بن أبي العتاب وابن المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئًا، ومن أدرك ركعة فقد أدرك الصلاة" وفي رواية لأبي داود "من أدرك الركوع، أدرك الركعة".
وقد حسن إسناده الشيخ محمَّد بن عبد الوهاب كما في "مجموع مؤلفاته" 9/ 47.
قال الحاكم: صحيح الإسناد ويحيى بن أبي سليمان من ثقات المصريين
…
اهـ. ووافقه الذهبي. وأشار البيهقي إلى ضعفه فقال: تفرد به يحيى بن أبي سليمان المديني، وقد روي بإسناد آخر أضعف من ذلك عن أبي هريرة. اهـ.
قلت: وجه ضعفه، أن فيه يحيى بن أبي سليمان لم يوثقه غير ابن حبان والحاكم.
وضعفه البخاري فقال: منكر الحديث. اهـ. وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بالقوي، يكتب حديثه. اهـ.
وبه أعله النووي في "الخلاصة" 2/ 671، وقد تابعه عبد العزيز بن رفيع عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه أخرجه البيهقي.
قال الألباني في "الإرواء" 2/ 261: هو شاهد قوي، فإن رجاله كلهم ثقات، وعبد العزيز بن رفيع تابعي جليل روى عن العبادلة: ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وغيرهم من الصحابة وجماعة من كبار التابعين، فإن كان شيخه، وهو الرجل الذي لم يسمه صحابيًّا فالسند صحيح، لأن الصحابة كلهم عدول فلا يضر عدم تسميتهم كما هو معلوم، وإن كان تابعيًّا، فهو مرسل لا بأس به كشاهد؛ لأنه تابعي مجهول، والكذب في التابعين قليل كما هو معروف
…
اهـ.
ثالثًا: حديث أبي قتادة رواه مسلم 1/ 421 قال: حدثني إسحاق بن منصور أخبرنا محمَّد بن المبارك الصوري، حدثنا ابن سلام عن يحيى بن أبي كثير أخبرني عبد الله بن أبي قتادة، أن أباه أخبره،
قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع جلبة، فقال:"ما شأنكم؟ " قالوا: استعجلنا إلى الصلاة، قال:"فلا تفعلوا، إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما سبقكم فأتموا".
ورواه البخاري (909) من طريق يحيى بن أبي كثير به بلفظ مختصر.
رابعًا: حديث المغيرة بن شعبة رواه مسلم 1/ 317 - 318 قال: حدثني محمَّد بن رافع وحسن بن علي الحلواني جميعًا عن عبد الرزاق، قال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، حدثني ابن شهاب عن حديث عباد بن زياد، أن عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره أن المغيرة بن شعبة أخبره: أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك، قال المغيرة فتبرز رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
وفيه قال: فأقبلت معه حتى نجدُ الناس، قد قدَّموا عبد الرحمن بن عوف فصلى لهم، فأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى الركعين، فصلى مع الناس الركعة الآخرة، فلما سلَّم عبد الرحمن بن عوف قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلاته، فأفزع ذلك، فأكثروا التسبيح، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته أقبل عليهم ثم قال:"أحسنتم" أو قال: "قد أصبتم"، يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها.
خامسًا: حديث معاذ بن جبل البيهقي 2/ 296 من طريق عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال فذكر حال القبلة وحال الأذان، فهذان حالان، قال: وكانوا يأتون الصلاة وقد سبقهم النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الصلاة، فيشير
إليهم كم صلى بالأصابع واحدة ثنتين فجاء معاذ وقد سبقه النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الصلاة، فقال: لا أجده على حال إلا كنت عليها ثم قضيت فدخل في الصلاة فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قام معاذ يقضي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد سن لكم معاذ فهكذا فافعلوا" وكذا ذكره الترمذي (591) عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى عن معاذ بنحوه مختصرًا.
ورواه أبو داود (507) من طريق المسعودي عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى به.
قلت: المسعودي واسمه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي صدوق وقد اختلط قبل موته، لكن رواه أبو داود (506) من طريق شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت ابن أبي ليلى به بنحوه.
قلت: رواية ابن أبي ليلى عن معاذ منقطعة.
قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 6/ 235: قال ابن المديني: لم يسمع من معاذ بن جبل وكذا قال الترمذي في "العلل الكبير" وابن خزيمة. اهـ.
لكن قال البيهقي 2/ 296: رواه شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن حدثنا أصحابنا قال: كان الرجل إذا جاء فذكر معناه، وذلك أصح لأن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك معاذًا. اهـ.
والحديث ضعفه النووي فقال في "الخلاصة" 2/ 672: رواه الترمذي بإسناد ضعيف. اهـ.
سادسًا: حديث ابن مغفل أخرجه إسحاق بن منصور المروزي في "مسائل أحمد وإسحاق" 1/ 127 / 1 مصورة المكتب، كما عزاه الألباني إليه في "الإرواء" وفي "السلسلة الصحيحة" 3/ 185 فقال إسحاق: حدثنا محمد بن رافع قال: ثنا حسين بن علي عن زائدة قال: ثنا عبد العزيز بن رفيع عن ابن مغفل المزني قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا وجدتم الإمام ساجدًا فاسجدوا أو راكعا فاركعوا، أو قائمًا فقوموا ولا تعتدوا بالسجود إذا لم تدركوا الركعة".
قلت: رجاله ثقات، قال الألباني حفظه الله في "السلسلة الصحيحة" 3/ 185: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، رجال الشيخين. اهـ.
ورواه البيهقي 2/ 89 من طريق شعبة عن عبد العزيز بن رفيع عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره.
وجزم الألباني أن الرجل الذي لم يسم عند البيهقي إنما هو ابن مغفل.
وفي الباب آثار عن الصحابة خرجها الألباني حفظه الله في "الإرواء" 2/ 262 - 263.
* * *