الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الاثنين فما فوقهما جماعة
422 -
وعن أُبَيِّ بنِ كعبٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاةُ الرجلِ مع الرجلِ أزكى من صلاتِه وحدَه، وصلاتُه مع الرجلينِ أزكَى من صلاتِه مع الرجلِ، وما كان أكثرَ فهو أحبُّ إلى اللهِ عز وجل" رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان.
سبق تخريجه في باب: التشديد على تارك الجماعة.
وفي الباب عن مالك بن الحويرث وابن عباس وأبي موسى الأشعري وجابر وأنس بن مالك وأبي سعيد الخدري وعمرو بن شعيب وأبي أمامة.
أولًا: حديث مالك بن الحويرث رواه البخاري (685) ومسلم 1/ 465 - 466 وأبو داود (589) والترمذي (205) والنسائي 2/ 77 وابن ماجه (979) كلهم من طريق أبي قلابة عن مالك بن الحويرث، قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شيبةٌ متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رحيمًا رقيقًا، فظن أنا قد اشتقنا أهلنا، فسألنا عن من تركنا من أهلنا فأخبرناه، فقال:"ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم، وعلموهم ومروهم، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم ثم ليؤمكم أكبركم".
ثانيًا: حديث ابن عباس رواه البخاري (183) و (992) و (1198) و (4570) و (4571) و (4572) ومسلم (763)(182) من طريق مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن ابن عباس في قصة نومه عند خالته ميمونة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه البخاري (698) ومسلم (763) و (184) من طريق عبد ربه بن سعيد عن مخرمة بن سليمان به ورواه البخاري (138) ومسلم (763)(186) من طريق سفيان عن عمرو بن دينار عن كريب به ورواه البخاري (726) من طريق داود عن عمرو بن دينار به.
ورواه البخاري (728) من طريق عاصم عن الشعبي عن ابن عباس بلفظ: فأخذ بيدي -أو بعضدي- حتى أقامني عن يمينه، وقال بيده من ورائي.
ثالثًا: حديث أبي موسى الأشعري رواه ابن ماجه (972) قال: حدثنا هشام بن عمار ثنا الربيع بن بدر عن أبيه عن جده عمرو بن جراد عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اثنان فما فوقهما جماعة".
ورواه الدارقطني 1/ 280 والطحاوي 1/ 308 والبيهقي 3/ 69 وابن عدي في "الكامل" 3/ 989 من طريق الربيع بن بدر به.
قلت: إسناده ضعيف، لأن الربيع بن بدر بن عمرو بن جراد ضعيف.
قال ابن عدي: لا أعلم يرويه بهذا الإسناد غير الربيع بن بدر. اهـ. وقد ضعفه الأئمة، قال ابن معين: ليس بشيء وقال مرة: ضعيف. اهـ. وقال البخاري: ضعفه قتيبة. اهـ. وقال أبو داود: ضعيف. اهـ. وقال النسائي ويعقوب بن سفيان وابن خراش: متروك. اهـ. وقال أبو حاتم: لا يشتغل به ولا بروايته فإنه ضعيف الحديث ذاهب الحديث. اهـ. وقال البيهقي: كذلك رواه جماعة عن عليلة وهو الربيع بن بدر وهو ضعيف. اهـ. وأما جده عمرو بن جراد التميمي، قال الذهبي: هو وابنه بدر مجهولان. اهـ. وقد أعل البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه" فقال: الربيع ووالده بدر ضعيفان. اهـ. وتعقبه الألباني فقال في "الإرواء" 2/ 248: بدر لم يضعفه أحد وإنما علته أنه لا يعرف، قال الذهبي: لا يدرى حاله فيه جهالة، وقال الحافظ ابن حجر: مجهول. اهـ. ثم قال الألباني: ومثله عمرو بن جراد جد الربيع، فالإسناد واهٍ جدًّا. اهـ. وقال الذهبي عن عمرو بن جراد في "الميزان" 3/ 251: لا ندري من هو؟ . اهـ. لهذا قال النووي في "المجموع" 4/ 196 وفي "الخلاصة" 2/ 674: رواه ابن ماجه والبيهقي بإسناد ضعيف جدًّا. اهـ.
رابعًا: حديث جابر رواه ابن ماجه (974) وابن خزيمة 3/ 18 وأحمد 3/ 326 كلهم من طريق أبي بكر الحنفي ثنا الضحاك بن عثمان ثنا شرحبيل، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب، فجئت فقمت عن يساره، فأقامني عن يمينه.
قلت: في إسناده شرحبيل وهو ابن سعد أبو سعد الخطمي كما صرح به ابن خزيمة 3/ 18 وهو ضعيف، قال مالك عنه: ليس بثقة. اهـ.
وقال ابن معين: ليس بشيء، ضعيف. اهـ. وقال النسائي: ضعيف. اهـ.
وقد طرأ عليه اختلاط كما قال ابن سعد.
وقال ابن عدي: له أحاديث وليست بالكثيرة وفي عامة ما يرويه نكارة. اهـ.
وبه أعل الحديث البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه" فقال: في إسناده شرحبيل ضعيف، ضعفه غير واحد بل اتهمه بعضهم بالكذب. اهـ.
وفي الباب عن جابر سبق في باب موقف المأمومين من الإِمام.
خامسًا: حديث أنس بن مالك رواه مسلم 1/ 457 - 458 قال: حدثني زهير بن حرب حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا سليمان عن ثابت عن أنس، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا، وما هو إلا أنا وأمي وأم حرام خالتي، فقال:"قوموا فلأصلِّي بكم" في غير وقت صلاةٍ، فصلّى بنا، فقال رجل لثابت: أين جعل أنسًا منه؟ قال: جعله على يمينه، ثم دعا لنا، أهل البيت، بكل خيرٍ من خير الدنيا والآخرة، فقالت: أمي يا رسول الله! خُوَيدِمُكَ، ادع الله له، قال: فدعا لي بكل خير، وكان في آخر ما دعا لي به:"اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه".
ورواه مسلم 1/ 458 وأبو داود (609) وابن ماجه (975) كلهم من طريق شعبة عن عبد الله بن المختار، سمع موسى بن أنس يحدث عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى به وبأمه أو خالته، قال: فأقامني عن يمينه وأقام المرأة خلفنا.
وروى ابن عدي 3/ 120 من طريق عباد الدورقي ثنا محمَّد بن الصلت حدثنا سعيد بن زربي عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الاثنان جماعة والثلاثة جماعة" ثم ضعفه ابن عدي بتضعيف سعيد بن زربي.
وقال ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 3/ 230 وعباد لم أجد له ذكرًا ولا أعرفه في غير هذا. اهـ. وقال الألباني في "الإرواء" 2/ 249: سعيد هذا واه جدًّا، قال البخاري: عنده عجائب، وكذا قال أبو حاتم وزاد: من المناكير
…
اهـ.
وضعف هذا الحديث النووي في "الخلاصة" 2/ 674 وفي "المجموع" 4/ 196.
سادسًا: حديث أبي سعيد الخدري رواه أبو داود (574) والترمذي (220) وأحمد 3/ 64، وابن الجارود (335) وابن خزيمة 3/ 63 وابن حبان 4/ 58 والحاكم 1/ 209 والبيهقي 2/ 303 والبغوي في "شرح السنة" 3/ 436 كلهم من طريق سليمان الأسود عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر رجلًا يصلي وحده فقال: "ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه".
قلت: رجاله ثقات، وإسناده صحيح وأبو المتوكل الناجي هو علي بن داود وهو ثقة.
قال الترمذي 1/ 291: حديث حسن. اهـ.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، سليمان الأسود هذا هو سليمان بن سحيم، قد احتج مسلم به وبأبي المتوكل، وهذا حديث أصل في إقامة الجماعة في المساجد مرتين. اهـ. ووافقه الذهبي.
قلت: وفي هذا نظر، لأن سليمان الأسود غير سليمان بن سحيم الذي احتج به مسلم ولم يحتج بالأول كما نبه عليه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "الترمذي" 1/ 432.
وأما سليمان الأسود فقد روى له أبو داود والترمذي وهو ثقة لهذا قال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 210: سألت محمدًا عن حديث سليمان الأسود عن أبي المتوكل عن أبي سعيد
…
فذكره، فقال: سليمان الأسود هو سليمان الناجي وقد روى عن أبي المتوكل غير هذا الحديث
…
اهـ.
ولما نقل الألباني في "الإرواء" 2/ 316 قول الحاكم: صحيح على شرط مسلم
…
تعقبه فقال: إنما هو صحيح فقط، فإن سليمان هذا ليس ابن سحيم، وإنما هو الناجي كما جاء به مصرحًا في سند أحمد، وهو أبو محمَّد البصري وهو ثقة اتفاقًا. اهـ.
ورواه أحمد 3/ 85 قال: ثنا علي بن عاصم أنا سليمان الناجي به بنحوه.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 45: رجاله رجال الصحيح. اهـ.
وتعقبه الألباني في "الإرواء" 2/ 316 فقال: علي بن عاصم لم يرو له الشيخان شيئًا، ثم هو ضعيف من قبل حفظه فلا يحتج به إذا تفرد وإن كان حديثه أتم. اهـ.
وقد اختلف في إسناده، فقال الدارقطني في "العلل" 11 / رقم (2331) لما سئل عن هذا الحديث: يرويه سليمان الأسود الناجي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد، رواه عنه وهيب وسعيد بن أبي عروبة، واختلف عن سعيد، فرواه أصحاب سعيد عنه عن سليمان الناجي، ورواه خالد بن عبد الله الواسطي من رواية محمَّد عن سعيد عن قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد، وتابعه سعد وبه عن عباد بن العوام عن سعيد عن قتادة كلاهما وهم، والصحيح قول من قال: عن سعيد عن قتادة عن سليمان الناجي، وحدث معلى بن عباد وكان ضعيفًا عن شعبة عن قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري وسليمان التيمي يروي هذا الحديث عن أبي عثمان مرسلًا. اهـ.
سابعًا: حديث عمرو بن شعيب رواه الدارقطني 1/ 281 قال: حدثنا محمَّد بن مخلد ثنا إبراهيم بن راشد حدثنا الحسن بن عمرو السدوسي، ثنا عثمان بن عبد الرحمن المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اثنان فما فوقهما جماعة".
قلت: إسناده ضعيف جدًّا، لأن فيه عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقاص، قال ابن معين: لا يكتب حديثه كان يكذب. اهـ. وقال مرة: ضعيف. اهـ.
وقال ابن المديني: ضعيف جدًّا. اهـ. وقال البخاري: تركوه. اهـ.
والحديث ضعفه الألباني في "الإرواء" 2/ 249 فقال: هذا إسناد واهٍ جدًّا، فإن المدني هذا متروك. اهـ.
ثامنًا: حديث أبي أمامة رواه أحمد 5/ 254 من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن زيد الألهاني عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الاثنان فما فوقهما جماعة".
قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه علي بن يزيد الألهاني ضعيف جدًّا وسبق الكلام عليه (1).
ورواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 30 - 31 من طريق مسلمة بن علي عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الاثنان فما فوقهما جماعة".
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن يحيى إلا مسلمة بن علي الخشني. اهـ. ومسلمة بن علي متروك كما قال النسائي والدارقطني وغيرهما، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 45.
* * *
(1) راجع باب: فضل من صام يومًا في سبيل الله.