الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: التكبير للسجود
347 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقرأُ علينا القرآن، فإذا مَرَّ بالسجدةِ كَبَّرَ وسَجَدَ وسَجَدْنا معه.
رواه أبو داود بسند فيه لين.
رواه أبو داود (1413) قال: حدثنا ابن الفرات أبو مسعود الرازي، أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر به.
قال أبو داود عقبه: قال عبد الرزاق: وكان يعجبه هذا الحديث، وقال أيضًا أبو داود: يعجبه لأنه كبَّر. اهـ. ورواه البيهقي 2/ 325 من طريق أبي داود به.
ورواه عبد الرزاق 3/ 345 من طريق العمري به.
قال النووي في "المجموع" 4/ 58: رواه البخاري ومسلم بلفظه إلا قوله: "كبر" وليس في روايتهما، وهذا اللفظ في رواية أبي داود وإسنادها ضعيف. اهـ.
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه عبد الله بن عمر وهو ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمن العمري، وسكت عن بيان حاله البيهقي وتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي مع السنن" 5/ 325 فقال: في سنده عبد الله بن عمر أخو عبيد الله متكلم فيه ضعفه ابن المديني وكان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه، وقال ابن
حنبل: كان يزيد في الأسانيد، وقال صالح بن محمد: لين مختلط الحديث. اهـ.
وبه أعله الألباني حفظه الله في "الإرواء" 2/ 224 وفي "تمام المنة" ص 267.
وقال النووي في "المجموع" 4/ 64: رواه أبو داود بإسناد ضعيف. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 10: فيه العمري عبد الله المكبر وهو ضعيفًا، وأخرجه الحاكم من رواية العمري أيضًا لكن وقع عنده مصغرًا وهو الثقة. اهـ. وقال النووي في "الخلاصة" 2/ 624: إسناده ضعيف. اهـ.
قلت: رواه الحاكم 1/ 344 من طريق عيسى بن يونس ثنا عبيد الله بن عمر به بلفظ: كنا نجلس عند النبي صلى الله عليه وسلم فيقرأ القرآن فربما مر بسجدة فيسجد ونسجد معه.
قلت: وعلى فرض أن ذكر العمري المصغر هنا محفوظ فإن الحديث ليس في متنه ذكر التكبير كما هو ظاهر.
ولما ذكر الألباني في "الإرواء" 2/ 225 إسناد عبد الله بن عمر قال: قد خالفه أخوه عبيد الله الثقه، فرواه عن نافع نحوه، ولم يذكر التكبير فيه كما سبق
…
فدل على أن ذكر التكبير فيه منكر كما تقتضيه قواعد علم الحديث
…
اهـ.
ولهذا ضعف الحديث الألباني بزيادة ذكر التكبير فقال في "ضعيف أبي داود"(140): منكر بذكر التكبير والمحفوظ دونه. اهـ.
وقال أيضًا حفظه الله في "تمام المنة" ص 268: أن الحاكم ليس في روايته "كبر" وهو موضع الشاهد من الحديث، وهو إنما رواه من طريق عبيد الله بن عمر العمري، وهو المصغر وهو ثقة، بخلاف أخيه عبد الله المكبر، فهو ضعيف كما تقدم، والحديث في "الصحيحين" أيضًا وغيرهما، من طريق عبد الله المصغر، لا المكبر، فهو من أدلة ضعفه. اهـ.
وفي الباب أثر عن أبي عبد الرحمن السلمي وابن سيرين وأبي قلابة.
أولًا: أثر أبي عبد الرحمن السلمي رواه ابن أبي شيبة 2/ 2 والطبراني في "الكبير" 9/ 161 من طريق عبد السلام بن حرب عن عطاء بن السائب قال: كنا نقرأ على أبي عبد الرحمن السلمي ونحن نمشي فإذا مرَّ بالسجدة كبر وأومأ وسلم، وزعم أن ابن مسعود كان يصنع ذلك.
قلت: عطاء بن السائب كان قد اختلط ولم يعرف رواية عبد السلام عنه هل سمع قبل الاختلاط أم بعده؟
لهذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 287: عطاء بن السائب فيه كلام لاختلاطه، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.
ثانيًا: أثر عن ابن سيرين وأبي قلابة، رواه عبد الرزاق في "المصنف" (5930) قال: أخبرنا معمر عن قتادة عن ابن سيرين وأبي قلابة: كانا إذا قرآ بالسجدة يكبران، إذا سجدا ويسلمان إذا فرغا.
قلت: رجاله ثقات أئمة، وظاهر إسناده الصحة.