الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في صلاة المريض
(1)
329 -
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "صلِّ قائمًا فإنْ لم تَستطعْ فقاعدًا، فإن لم تَستطِعْ فعلى جَنبٍ، وإلا فَأَوْمِ" رواه البخاري.
رواه البخاري (1117) وأبو داود (952) والترمذي (371) والنسائي 3/ 223 والبيهقي 2/ 304 - 305 كلهم من طريق حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن عمران بن حصين به.
ولم أجد أحدًا أخرجه بلفظ "وإلا فأوم" لا في البخاري ولا في غيره فلعله وقع خطأ، قال الصنعاني في سبل السلام 1/ 404 لما ذكر زيادة "فأوم": لم نجده "يعني الحديث" في نسخ "البلوغ" منسوبًا وقد أخرجه البخاري دون قوله: وإلا فأوم". اهـ.
* * *
330 -
وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمريض صَلَّى على وسادةٍ، فرمَى بها، وقال: "صَلِّ على الأرضِ إنِ
(1) سيأتي تكرار هذا الباب عند حديث (440) وقد اضطررت لتكرار هذا الباب تبعًا للحافظ ابن حجر حيث قام في "البلوغ" بتكرار حديث عمران بن حصين وحديث جابر في صلاة المريض.
استطعتَ وإلا فَأَوْمِ إيماءً، واجعلْ سجودَكَ أَخفَضَ مِن رُكوعِكَ" رواه البيهقي بسند قوي، ولكن صحح أبو حاتم وقفه.
رواه البيهقي 2/ 306 قال أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز ثنا يحيى بن جعفر (ح) وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب ثنا أبو بكر الحنفي ثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد مريضًا فرآه يصلي:
…
فذكره.
قال البيهقي 2/ 306: وكذلك رواه محمد البحراني عن أبي بكر الحنفي وهذا الحديث يعد في أفراد أبي بكر الحنفي عن الثوري. اهـ.
ورواه أيضًا البيهقي 2/ 206 من طريق أبي بكر بن خبيب ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا سفيان الثوري به بنحوه.
قلت: الحديث إسناده قوي، لكن تكلم في رفعه.
قال أبو حاتم في "العلل"(307): سئل أبي عن حديث رواه أبو بكر الحنفي عن الثووي عن أبي الزبير عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على مريض وهو يصلي على وسادة. قال: هذا خطأ إنما هو عن جابر قوله، أنه دخل على مريض .. فقيل له فإن أبا أسامة قد روى عن الثوري هذا الحديث مرفوعًا، فقال: ليس بشيء هو موقوف. اهـ.
وسيأتي تخريجه في باب: صلاة المريض عند رقم (441).
وفي الباب عن أنس بن مالك وعائشة وجابر ووائل بن حجر وابن عمر وأحاديث أخرى سبقت في باب: صلاة القاعد.
أولًا: حديث أنس بن مالك رواه البخاري (805) ومسلم 1/ 308 كلاهما من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سقط النبي صلى الله عليه وسلم عن فرسٍ، فجحش شقه الأيمن، فدخلنا عليه نعوده، فحضرت الصلاة، فصلى بنا قاعدًا، فصلينا وراءه قعودًا، فلما قضى الصلاة قال:"إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا صلى قاعدًا فصلوا قعودًا، أجمعون".
ثانيًا: حديث عائشة رواه البخاري (664) ومسلم 1/ 313 كلاهما من طريق الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة، قالت: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال:"مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس" قالت: فقلت: يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف
…
وفيه ذكر قصه مرضه صلى الله عليه وسلم
…
وفيه قالت: فلما دخل في الصلاة -تعني أبا بكر- وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خفةً، فقام يهادى بين رجلين، ورجلاه تَخُطان في الأرض، قالت: فلما دخل المسجد سمع أبو بكر حسَّه، ذهب يتأخر، فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قُمْ عانك، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس عن يسار أبي بكر، قالت: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس جالسًا، وأبو بكر
قائما، يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقتدي الناسُ بصلاة أبي بكر".
وللحديث طرق أخرى.
ثالثًا: حديث جابر رواه مسلم 1/ 309 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ح وحدثنا محمد بن رمحٍ أخبرنا الليث عن أبي الزُّبير عن جابر، قال: اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلينا وراءه، وهو قاعد، وأبو بكر يسمع الناس تكبيره، فالتفت إلينا فرآنا قيامًا، فأشار إلينا فقعدنا، فصلينا بصلاته قعودًا، فلما سلم قال:"إن كدتم آنفًا لتفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعود، فلا تفعلوا ائتَمُّوا بأئمتكم، إن صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإن صلى قاعدًا فصلوا قعودًا".
رابعًا: حديث وائل بن حُجْر رواه ابن ماجه (1224) قال: حدثنا عبد الحميد بن بيان الواسطي ثنا إسحاق الأزرق عن سفيان عن جابر عن أبي حريز عن وائل بن حجر قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى جالسًا على يمينه، وهو وجعٌ.
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه جابر بن يزيد الجعفي، اتهمه ابن علية وابن معين وزائدة وغيرهم.
وقال النسائي: متروك الحديث. اهـ. وقال أحمد: تركه يحيى وعبد الرحمن. اهـ. وأما أبو حريز الراوي عن وائل فقد قال عنه الحافظ في "التقريب"(8044): مجهول. اهـ.
خامسًا: حديث ابن عمر رواه الطبراني في "الكبير"، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني شباب العصفري نا سهل أبو عتاب نا حفص بن سليمان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن عمر قال: عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا من أصحابه مريضًا وأنا معه، فدخل عليه، وهو يصلي على عود، فوضع جبهته على العود فأومأ إليه فطرح العود وأخذ وسادة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دعها عنك -يعني الوسادة- إن استطعت أن تسجد على الأرض وإلا فأومئ إيماءً، وأجعل سجودك أخفض من ركوعك".
قلت: رجاله ثقات وإسناده قوي.
قال الألباني حفظه الله في "السلسلة الصحيحة" 1/ 577: هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات. اهـ.
وسيأتي ذكر أحاديث الباب في باب: صلاة المريض عند الحديث (421).