الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: من أحق بالإمامة
410 -
وعن عمرو بن سَلِمَة قال: قال أبي: جِئتُكُم من عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم حَقًّا، قال:"فإذا حَضَرَتِ الصلاةُ فليُؤَذِّنْ أحدُكم وليؤُمَّكُم أكثرُكُم قرآنًا" قال: فنظروا فلم يكن أحدٌ أكثرَ قرآنًا مني، فقدَّموني، وأنا ابنُ سِتِّ أو سَبعِ سنينَ. رواه البخاري وأبو داود والنسائي.
رواه البخاري (4302) وأبو داود (585) والحاكم 1/ 49 كلهم من طريق حماد بن زيد عن أبي قلابة عن عمرو بن سلمة به مرفوعًا.
ورواه النسائي 2/ 80 من طريق زائدة عن سفيان عن أيوب قال حدثني عمرو بن سلمة بنحوه.
* * *
411 -
وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَؤُمُّ القومَ أقرؤُهم لكتابِ الله، فإن كانوا في القراءةِ سواءً فأعلَمُهم بالسُّنَّةِ، فإن كانوا في السُّنَّةِ سواءً فأقدمُهُم هجرةً، فإن كانوا في الهجرةِ سواءً فأقدمُهم سِلْمًا -وفي رواية: سِنًّا-
ولا يَؤُمَنَّ الرجلُ الرجلَ في سُلطانِهِ، ولا يَقعُدُ في بيتِهِ على تَكرِمَتِهِ إلا بإذنِهِ" رواه مسلم.
رواه مسلم 1/ 465 وأبو داود (582) والترمذي 2351) والنسائي 2/ 76 وابن ماجة (980) وأحمد 4/ 118، 121 وأبو عوانة 2/ 35 كلهم من طريق إسماعيل بن رجاء قال سمعت أوس بن ضمعج قال: سمعت أبا مسعود الأنصاري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
وقد اختلف في متنه على أوجه، قال ابن أبي حاتم في "العلل"(248) سألت أبي عن حديث أوس بن ضمعج عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: قد اختلفوا في متنه، رواه فطن والأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلمهم بالسنة" ورواه شعبة والمسعودي عن إسماعيل بن رجاء لم يقولوا: "أعلمهم بالسنة" قال أبي: كان شعبة يقول: إسماعيل بن رجاء كأنه شيطان من حُسن حديثه، وكان يهاب هذا الحديث يقول حكم من الأحكام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشاركه أحد، قال أبي: شعبة أحفظ من كلهم، قال أبو محمد: ليس قد رواه السُّدي عن أوس بن ضمعج قال: إنما رواه الحسن بن يزيد الأصم عن السدي وهو شيخ أين كان الثووي وشعبة عن هذا الحديث، وأخاف أن لا يكون محفوظًا. اهـ.
* * *
412 -
ولابن ماجه: من حديث جابر "ولا تَؤُمَّنَّ امرأةٌ رَجُلًا، ولا أعرابيٌّ مُهاجِرًا، ولا فاجِرٌ مُؤمِنًا" وإسناده واهٍ.
رواه ابن ماجه (1081) والبيهقي 3/ 171 كلاهما من طريق عبد الله بن محمد العدوي عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن جابر به مرفوعًا.
قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه عبد الله بن محمد العدوي التميمي قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث. زاد أبو حاتم: شيخ مجهول. اهـ.
وقال الدارقطني: متروك. اهـ. وقال مرة: منكر الحديث.
وقال البخاري: لا يتابع على حديثه. اهـ.
وقال وكيع: يضع الحديث. اهـ. وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج بخبره. اهـ.
وقال ابن عبد البر: جماعة من أهل العلم بالحديث يقولون: إن هذا الحديث الذي أخرجه له ابن ماجه من وضع عبد الله بن محمد العدوي، وهو عندهم موسوم بالكذب. اهـ. يعني حديثه السابق.
وكذلك في إسناد الحديث شيخ العدوي وهو علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف وقد سبق بيان حاله (1).
(1) راجع باب: إذا وقع الذباب في الإناء.
ولهذا قال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 1/ 329: هذا يرويه علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن جابر والأكثر يضعف علي بن زيد. اهـ.
وفي الباب عن مالك بن الحويرث وأبي سعيد الخدري وابن عمر وعائشة وعقبة بن عمرو وأنس بن مالك وأبي هريرة.
أولًا: حديث مالك بن الحويرث رواه البخاري (685) ومسلم 1/ 465 - 466 كلاهما من طريق أيوب عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث، قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيمًا رقيقًا، فظن أنا قد اشتقنا أهلنا، فسألنا عن من تركنا من أهلنا، فأخبرناه، فقال:"ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم، وعلِّموهم، ومروهم، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، ثم ليؤمكم أكبركم".
ثانيًا: حديث أبي سعيد الخدري رواه مسلم 1/ 464 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم".
ثالثًا: حديث ابن عمر رواه البخاري (692) وأبو داود (588) كلاهما من طريق أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: لما قدم المهاجرون الأولون العُصبة -موضع بقباء- قَبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنًا.
رابعًا: حديث عائشة في قصة مرض الرسول صلى الله عليه وسلم وإمامة أبي بكر بأمرٍ من النبي صلى الله عليه وسلم وكان رضي الله عنه ذا علم بالسنة.
خامسًا: حديث عقبة بن عمرو رواه الحاكم 1/ 370 قال: حدثنا أبو أحمد الحسين بن علي التيمي رحمه الله ثنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي ثنا المنذر بن الوليد الجارودي ثنا يحيى بن زكريا بن دينار الأنصاري ثنا الحجاج عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن عقبة بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤم القوم أقدمهم هجرةً، فإن كانوا في الهجرة سواء فأفقههم في الدين، فإن كانوا في الدين سواء، فأقرؤهم للقرآن، ولا يؤم الرجل في سلطانه ولا يقعد على تكرمته إلا بإذنه".
قلت: إسناده ضعيف جدًّا، لأن فيه الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف كما سبق (1).
لهذا قال الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 25 عن الحديث: معلول بالحجاج بن أرطاة. اهـ.
ثم إن الثقات رووه عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود، فجعلوا الحديث من مسند أبي مسعود الأنصاري، فقد رواه شعبة والأعمش هكذا كما عند مسلم 1/ 465 وأبي في اود (582 - 584) والترمذي (235) والذي يظهر والله أعلم أن الحجاج أخطأ في هذا الحديث فجعله من مسند عقبة بن عمرو (2).
(1) راجع باب: ما جاء أن الوتر سنة.
(2)
استدراك: عقبة بن عمرو هو أبو مسعود الأنصاري البدري.
سادسًا: حديث أنس رواه الحارث كما في "المطالب"(434) قال: حدثنا داود بن المحبر ثنا عنسبة بن عبد الرحمن عن علَّاق بن أبي مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إمام القوم وافدهم إلى الله عز وجل فقدموا أفضلكم".
قلت: إسناده واهٍ، لأن فيه داود بن المحبر وهو متهم وعنسبة بن عبد الرحمن متروك، واتهمه بعضهم وعلاق مجهول.
ورواه أحمد 3/ 163 قال: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج قال لي عبد الملك: إن أنس بن مالك قال عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يؤم القوم أقرؤهم للقرآن".
قلت: إسناده ضعيف، قال ابن أبي حاتم في "العلل" (476) سألت أبي عن حديث رواه عبد الرزاق عن ابن جريج عن عبد الملك عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يؤم القوم أقرؤهم للقرآن" قلت لأبي: من عبد الملك هذا؟ قال: مجهول. اهـ.
سابعًا: حديث أبي هريرة رواه البزار في "مسنده" كما في "كشف الأستار" 1/ 229 (466) قال: حدثنا محمد بن حميد القطان الجنديسابوري حدثنا عبد الله بن رشيد حدثنا محمد بن الزبرقان حدثنا ثور بن يزيد عن مهاصر بن حبيب عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سافرتم فليؤمكم أقرؤكم، وإن كان أصغركم، وإذا أمكم فهو أميركم".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 64: إسناده حسن. اهـ.
قلت: شيخ البزار لم أجد من ترجم له وباقي رجاله لا بأس بهم.
وقد اختلف في إسناده فروي مرسلًا.
فقد رواه عبد الرزاق 2/ 395 (3812) عن الثوري عن ثور عن مهاصر عن أبي سلمة مرسلًا بنحوه.
ورواه ابن أبي شيبة 1/ 344 عن وكيع عن ثور الشامي عن مهاصر بن حبيب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلًا بنحوه.
قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 84: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه حاتم بن إسماعيل عن محمد بن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمهم أحدهم فقالا: روى حاتم هذا الحديث بإسنادين، وقال بعضهم: عن حاتم عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي سعيد، وقال بعضهم: عن أبي هريرة، والصحيح عندنا والله أعلم عن أبي سلمة عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، قال أبي: ورواه يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الصحيح، ومما يقوي قولنا أن معاوية بن صالح وثور بن يزيد وفرج بن فضالة، حدثوا عن المهاصر بن حبيب عن أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، هذا الكلام، قال أبو زرعة: وروى أصحاب ابن عجلان هذا الحديث عن أبي سلمة مرسلًا
…
اهـ.
* * *