الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الصلاة قبل العصر
358 -
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ اللهُ امْرَأ صلَّى أربعًا قبلَ العصرِ" رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن خزيمة وصححه.
رواه أبو داود (1271) والترمذي (430) وأحمد 2/ 117 وابن حبان "الموارد"(616) والبيهقي 2/ 473 وابن خزيمة 2/ 206 والبغوي في "شرح السنة" 3/ 470 كلهم من طريق سليمان بن داود الطيالسي قال: حدثنا محمد بن مسلم بن مهران القرشي قال: حدثني جدي أبو المثنى عن ابن عمر به.
قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 13: فيه محمد بن مهران وفيه مقال، لكن وثقه ابن حبان وابن عدي. اهـ.
قلت: ابن حبان لم يوثقه مطلقًا بل ذكره في كتابه "الثقات" وقال: يخطئ. اهـ.
وأما ابن عدي فقد ذكره في "الكامل" 6/ 243 فقال: ومحمد بن مسلم بن مهران هذا ليس له من الحديث إلا اليسير، ومقدار ما له من الحديث لا يتبين صدقه من كذبه. اهـ فكأنه توقف في حاله.
ووثقه ابن معين فقال: لا بأس به. اهـ. وكذا قال الدارقطني.
وذكر الحديث عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 2/ 70 وسكت عنه.
وتعقبه ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 4/ 192 - 193 فقال: سكت عنه متسامحًا فيما أرى لكونه من رغائب الأعمال، وهو حديث يرويه أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا محمد بن مهران القرشي حدثني جدي أبو المثنى عن ابن عمر، محمد بن المثنى القرشي يكنى أيضًا أبا المثنى وهو محمد بن مهران بن مسلم كذا يقول ابن معين وقال غيره: محمد بن مهران بن مسلم بن المثنى، وابن أبي حاتم وأبو أحمد يقولان: محمد بن مسلم بن مهران بن مسلم بن المثنى، ومسلم بن المثنى هو جده، يكنى أبا المثنى وهو مؤذن مسجد الكوفة وهو ثقة، فأما حفيده محمد بن مهران فوثقه ابن معين وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال عمرو بن علي: روى عنه أبو داود الطيالسي أحاديث منكرة، ولم يرضه يحيى القطان، وهذا الحديث، كما ترى هو من رواية أبي داود الطيالسي عنه وقد ذكره أبو أحمد في جملة ما أورد مما أنكر عليه، وقال في بابه: إن حديثه يسير لا يتبين به صدقه من كذبه. اهـ.
قلت: فالحديث ظاهر إسناده قوي ورجاله وثقوا لكن انتقد على بعضهم بعض الأحاديث كما سبق تم أيضًا روى الثقات عن ابن عمر حديثه في التطوع ولم يذكروا التطوع قبل العصر.
قال ابن القيم في "الهدي" 1/ 311: وقد روى أحمد وأبو داود والترمذي من حديث ابن عمر "رحم الله
…
"، وقد اختلف في هذا فصصحه ابن حبان، وعلله غيره، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: سألت أبا الوليد الطيالسي عن حديث محمد بن مسلم بن
المثنى عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "رحم الله
…
" فقال: دع ذا، فقلت: إن أبا داود قد رواه، فقال أبو الوليد: كان ابن عمر يقول: حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات في اليوم والليلة فلو كان هذا لعده
…
اهـ.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب وأم حبيبة.
أولًا: حديث علي بن أبي طالب رواه أحمد 1/ 85، 160 والترمذي (429، 598 - 599) وابن ماجه (1161) كلهم من طريق أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال: سألنا عليًّا عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من النهار؟ فقال: إنكم لا تطيقون ذاك، فقلنا: من أطاق ذاك منا، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت الشمس من هاهنا كهيئتها من هاهنا عند العصر صلى ركعتين، وإذا كانت الشمس من هاهنا كهيئتها من هاهنا عند الظهر صلى أربعًا، وصلى أربعًا قبل الظهر وبعدها ركعتين، وقبل العصر أربعًا، يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين والمرسلين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين.
قال الترمذي 2/ 187: هذا حديث حسن، وقال إسحاق بن إبراهيم: أحسن شيء رُوي في تطوع النبي صلى الله عليه وسلم في النهار هذا، وروي عن عبد الله بن المبارك: أنه كان يضعف هذا الحديث، وإنما ضعفه عندنا -والله أعلم- لأنه لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه عن عاصم بن ضمرة عن علي، وعاصم بن ضمرة هو ثقة عند بعض أهل العلم، قال علي بن المديني: قال يحيى بن
سعيد القطان: قال سفيان: كنا نعرف فضل حديث عاصم بن ضمرة على حديث الحارث. اهـ.
قلت: عاصم بن ضمرة مختلف فيه ولعل حديثه لا ينزل عن رتبة الحسن، لكن إذا انفرد عن علي فإن الأصل أنه لا يحتمل تفرده.
قال ابن عدي: يتفرد عن علي بأحاديث والبلية منه. اهـ.
وقد أنكر شيخ الإسلام هذا الحديث فقد قال ابن القيم في "زاد المعاد" 1/ 311: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية ينكر هذا الحديث ويدفعه جدًّا، ويقول: إنه موضوع ويذكر عن أبي إسحاق الجوزجاني إنكاره. اهـ.
ثانيًا: حديث أم حبيبة بنت أبي سفيان رواه أبو يعلى كما في "المطالب"(620) قال: حدثنا هارون بن معروف ثنا يحيى بن سليم قال: سمعت محمد بن سعيد المؤذن يحدث عن عبد الله بن عنبسة قال: سمعت أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حافظ على أربع ركعات قبل العصر بنى الله له بيتًا في الجنة"، قلت: إسناده ضعيف لأن فيه يحيى بن سليم وعبد الله بن عنبسة.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 222 وقال: رواه أبو يعلى وفيه ابن سعد المؤذن. اهـ. والمحفوظ عن أم حبيبة عدم ذكر سنة للعصر، كما سبق جمع طرقه عند الحديث (356).
* * *