الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الذكر عقب الصلاة المفروضة
322 -
وعن المُغِيرة بن شُعبَةَ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقول في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ مكتوبَةٍ: "لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ، وله الحمدُ وهو على كُلِّ شيءٍ قديرٌ، اللهمَّ لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا مُعطِيَ لما منعتَ، ولا يَنفعُ ذا الجَدِّ مِنكَ الجَدُّ" متفق عليه.
رواه البخاري (844) ومسلم 1/ 414 وأبو داود (1505) والنسائي 3/ 70 وأحمد 4/ 247، 250 وابن خزيمة 1/ 365 وأبو عوانة 2/ 243 والبغوي في "شرح السنة" 3/ 225 كلهم من طريق ورّاد كاتب المغيرة بن شعبة قال: أملى عليَّ المغيرة بن شعبة في كتاب إلى معاوية -أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة:
…
فذكره، الحديث.
* * *
323 -
وعن سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ يتعوذ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ "اللهمَّ إنِّي أَعوذُ بكَ مِن البُخلِ وأعود بكَ مِن الجُبْنِ، وأعوذُ بكَ مِن أنْ أُرَذَ إلى أرذَلِ
العُمُرِ، وأعوذُ بكَ مِن فتنةِ الدُّنيا، وأعوذُ بكَ من عذابِ القبرِ" رواه البخاري.
رواه البخاري (6374) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الحسن عن زائدة عن عبد الملك عن مصعب عن أبيه قال: تعوذ بكلمات كان النبي يتعوذ بهن:
…
فذكره.
قلت: وفي إيراد المصنف هذا الحديث هنا فيه نظر بل الأولى أن يجعل في التشهد لا بعد السلام وقد سبق ذكر أحاديث الدعاء قبل عدة أحاديث، وكذا في باب الدعاء في الصلاة.
* * *
324 -
وعن ثوبانَ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرفَ مِن صلاتِهِ استغفرَ اللهَ ثلاثًا، وقال:"اللهمَّ أنتَ السلامُ ومنكَ السلامُ، تباركتَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ" رواه مسلم.
رواه مسلم 1/ 414 وأبو داود (1513) والترمذي (300) والنسائي 3/ 68 وابن ماجه (928) وأحمد 5/ 275 والدارمي 1/ 311 والبيهقي 2/ 183 وابن خزيمة 1/ 363 كلهم من طريق الأوزاعي عن أبي عمار -اسمه شداد بن عبد الله- عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان به.
* * *
325 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن سَبَّح اللهَ دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ، وحَمدَ اللهَ ثلاثًا وثلاثين، وكبَّرَ الله ثلاثًا وثلاثينَ، فتلكَ تِسعٌ وتِسعونَ، وقال تمامَ المِئةِ: لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، لَهُ الملْكُ، ولَهُ الحمدُ، وهو على كُلِّ شيء قديرٌ، غُفِرَت خَطاياهُ، ولوكانَتْ مِثلَ زَبَدِ البَحْرِ" رواه مسلم، وفي رواية أخرى: أن التكبيرَ أربعٌ وثلاثون.
رواه مسلم 1/ 418 وأحمد 2/ 371، 483 وابن خزيمة 1/ 369 والبيهقي 2/ 187 والبغوي في "شرح السنة" 3/ 228 وأبو عوانة 2/ 247 - 248 كلهم من طريق أبي عبيد المذحِجي عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة به.
قلت: وأما رواية "التكبير أربعٌ وثلاثون" فلم أقف عليها في حديث أبي هريرة بعد البحث، فلعل مراد الحافظ بهذه الرواية هو حديث كعب بن عجرة، لأن لفظه نحو لفظ حديث: أبي هريرة غير أنه قال: "أربع وثلاثين تكبيرة". وسيأتي تخريجه بعد قليل.
* * *
326 -
وعن معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "أُوصِيكَ يا معاذُ: لا تَدَعَنَّ دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ أن تقولَ: اللهمَّ أعِنِّي
على ذكرِكَ وشكرِكَ وحُسْنِ عبادتِكَ" رواه أبو داود والنسائي بسند قوي.
رواه أبو داود (1522) والنسائي 3/ 53 وأحمد 5/ 244 - 245، 247 وابن خزيمة 1/ 369 والحاكم 1/ 407 كلهم من طريق حيوة بن شريح سمعت عقبة بن مسلم التجيبي يقول: حدثني أبو عبد الرحمن الحُبلي عن الصنابحي عن معاذ بن جبل به.
قلت: إسناده قوي، وهو إلى الصحة أقرب.
وقد صححه ابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 282، وقال الحاكم 1/ 407: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي.
وتعقبه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 283 لما نقل كلام الحاكم قال: أما صحيح فصحيح، وأما على شرطهما ففيه نظر، فإنهما لم يخرجا لعقبة ولا البخاري لشيخه ولا أخرجا من رواية الصنابحي عن معاذ شيئًا. اهـ. وقد صححه النووي في "الأذكار" ص 142. وقال الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله في "الفتاوى" 4/ 260: أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد صحيح، اهـ.
وفي الباب عن عبد الله بن الزبير وأبي هريرة وكعب بن عجرة وزيد بن ثابت وابن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص.
أولًا: حديث عبد الله بن الزُّبير رواه مسلم 1/ 415 - 416 وأبو داود (1507) والنسائي 3/ 70 والبيهقي 2/ 184 - 185 كلهم من
طريق هشام بن عروة عن أبي الزُّبير، قال: كان ابن الزبير يقول دبر كل صلاة، حين يسلِّم:"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون" وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُهلِّلُ بهن دبر كل صلاة.
ثانيًا: حديث أبي هريرة رواه البخاري (843) ومسلم 1/ 416 كلاهما من طريق سُمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدُّثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال، يحُجُّون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون، قال:"ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم مَن سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه، إلا من عمل مثله؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثًا وثلاثين" فاختلفنا بيننا، فقال بعضنا: نسبح ثلاثًا وثلاثين، ونحمد ثلاثًا وثلاثين ونكبر أربعًا وثلاثين، فرجعت إليه، فقال: تقول: "سبحان الله والحمد لله والله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاث وثلاثين".
ثالثًا: حديث عائشة رواه مسلم 1/ 414 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا: حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن عبد الله بن الحارث عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم، لم يقعد إلا
مقدار ما يقول: "اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام"، وفي رواية ابن نمير "يا ذا الجلال والإكرام".
رابعًا: حديث كعب بن عجرة رواه مسلم 1/ 418 والترمذي (3412) والنسائي 3/ 75 وأبو عوانة 2/ 246 والبيهقي 2/ 187 وعبد الرزاق 2/ 236 كلهم من طريق الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مُعقباتٌ لا يخيب قائلهن أو فاعلهن، دبر كل صلاة مكتوبة، ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميده وأربع وثلاثون تكبيرة".
خامسًا: حديث زيد بن ثابت رواه النسائي 3/ 76 والترمذي (3413) وأحمد 5/ 184 وابن خزيمة 1/ 370 والحاكم 1/ 383 كلهم من طريق هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح عن زيد بن ثابت قال: أُمروا أن يُسبِّحوا دُبُرَ كُلِّ صلاة ثلاثًا وثلاثين ويحمدوا ثلاثًا وثلاثين ويكبروا أربعًا وثلاثين، فأُتي رجل من الأنصار في منامه فقيل له: أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسبِّحوا دُبُرَ كل صلاة ثلاثًا وثلاثين وتحمدوا ثلاثًا وثلاثين وتكبروا أربعًا وثلاثين؟ قال: نعم، قال: فاجعلوها خمسًا وعشرين، واجعلوا فيها التهليل، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال:"اجعلوها كذلك".
قلت: رجاله ثقات وإسناده قوي، وهو إلى الصحة أقرب.
قال الترمذي 9/ 115: هذا حديث حسن صحيح. اهـ. وقال الحاكم 1/ 383: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذا اللفظ
…
اهـ. ووافقه الذهبي.
وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 262 - 263 رجاله رجال الصحيح إلا كثير بن أفلح وقد وثقه النسائي والعجلي ولم أر لأحد فيه كلامًا، ولحديثه هذا شاهد عن ابن عمر. اهـ. وسيأتي ذكر هذا الشاهد في الحديث الآتي.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في "مجموع مؤلفاته" 8/ 481: إسناده جيد. اهـ.
سادسًا: حديث ابن عمر رواه النسائي 3/ 76 قال أخبرنا عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثني علي بن الفضيل بن عياض عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر: أنَّ رجلًا رأى فيما يرى النائم قيل له بأي شيء أمركم نبيكم صلى الله عليه وسلم؟ قال: أمرنا أن نسبح ثلاثًا وثلاثين ونحمد ثلاثًا وثلاثين ونكبر أربعًا وثلاثين فتلك مئة، قال: سبحوا خمسًا وعشرين واحمدوا خمسًا وعشرين وكبروا خمسًا وعشرين وهللوا خمسًا وعشرين فتلك مئة، فلما أصبح ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"افعلوا كما قال الأنصاري".
قلت: رجاله ثقات، وأقلهم مرتبة عبد العزيز بن أبي رواد وهو لا بأس به.
فقد وثقه ابن معين وأبو حاتم ويحيى القطان، وقال النسائي: ليس به بأس. اهـ.
وقال أحمد: كان رجلًا صالحًا وكان مرجئًا وليس هو في التثبت مثل غيره. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 263 عن هذا الحديث: حسن من هذا الوجه. اهـ.
سابعًا: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رواه أبو داود (5065) والنسائي 3/ 74 وابن ماجه (926) وأحمد 2/ 160 - 161، 204 - 205 وعبد الرزاق 2/ 423 والبيهقي 2/ 187 كلهم من طريق عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خَصلَتان أو خَلَّتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة، هما يسيرٌ، ومن يعمل بهما قليل، يسبح في دبر كل صلاة عشرًا، ويحمد عشرًا، ويكبر عشرًا، فذلك خمسون ومئة باللسان، وألف وخمس مئة في الميزان، ويكبر أربعًا وثلاثين إذا أخذ مضجعه ويحمد ثلاثًا وثلاثين ويسبح ثلاثًا وثلاثين، فذلك مئة باللسان وألف في الميزان" فلقد رأيت رسول الله يعقدها بيده، قالوا: يا رسول الله كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل؟ قال: "يأتي أحدكم -يعني الشيطان- في منامه فينومه قبل أن يقوله، ويأتيه في صلاته فيذَكِّره حاجةً قبل أن يقولها".
قلت: إسناده صحيح، وعطاء بن السائب اختلط بآخره، لكن رواه عنه الأعمش والثوري وحماد بن زيد وشعبة وهم ممن سمع منه قبل الاختلاط.
وقد صححه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 266.
وقبله الترمذي كما في "تحفة الأحوذي" 9/ 355.
وحسن إسناده أيضًا النووي في "الأذكار" ص 142 وقال في "الخلاصة" 1/ 472 - 473: رواه الثلاثة بإسناد صحيح، إلا أن عطاء بن السائب، وفيه اختلاف بسبب الاختلاط، وقد أشار أيوب السختياني إلى صحة هذا الحديث. اهـ.
وصححه الذهبي كما في "تلخيصه على المستدرك".
وقد تفرد الأعمش عن عطاء بزيادة "يعقد التسبيح بيمينه" وقد رواه عن عطاء جمع لم يذكروا هذه الزيادة، منهم جرير بن عبد الحميد وحماد بن زيد وإسماعيل ابن علية ومحمد بن فضيل وأبو الأجلح وشعبة ومعمر بن راشد وسفيان الثوري وأبو يحيى التيمي.
وحسن هذه الزيادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في "مجموع مؤلفاته"(1027).
وروى ابن أبي شيبة 1/ 303 في باب: ماذا يقول الرجل إذا انصرف.
نا عبد الله بن نمير قال: حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة قال: حدثني شيخ عن صلة بن زفر قال: سمعت ابن عمر يقول في دبر الصلاة: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ياذا الجلال والإكرام، ثم صليت إلى جنب عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فسمعته يقولهن، فقلت له: إني سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول مثل الذي تقول، فقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقولهن.
قلت: في إسناده رجل لم يسم، لكن وقع في النسخة الملحقة مع "المطالب" عند الحديث (534) عن عمرو بن مرة عن صلة بن زفر هكذا ولم يذكر "عن شيخ".
وبمثل هذا رواه الطبراني في كتاب "الدعاء" 2/ 1095 (650) في باب: جامع القول في أدبار الصلوات، قال: حدثنا العباس بن محمد المجاشعي الأصبهاني حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني حدثنا يوسف بن خالد السمتي عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن صلة بن زفر عن عبد الله بن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر الصلاة:
…
قلت: في إسناده يوسف بن خالد السمتي، وهو متروك، كما سبق (1)، والحديث ثابت من غير هذا الوجه كما سبق.
* * *
(1) راجع باب: الحج عرفة.