الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء أن الوتر سنة
369 -
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ليس الوتْرُ بِحَتْمٍ كهيئةِ المَكتوبةِ، ولكن سُنَّةٌ سَنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه التِّرمذيُّ وحسنه النَّسائيّ والحاكم وصححه.
رواه التِّرمذيُّ (453) والنَّسائيُّ 3/ 228 ابن ماجة (1169) وأحمد 1/ 98 وابن خزيمة 2/ 136 - 137 كلهم من طريق أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب به موقوفًا.
قلت: إسناده ليس بالقوي، لأن فيه أبا إسحاق السبيعي اختلط بآخره، وأيضًا هو مشهور بالتدليس وصفه به النَّسائيّ وغيره.
وفيه أيضًا عاصم بن ضمرة أحيانًا لا يحتمل تفرده، وقد سبق الكلام عليه (1) في أول كتاب التطوع عند حديث:"رحم الله امرأ صَلَّى قبل العصر أربعًا".
وسئل الدارقطني في "العلل" 4 / رقم (439) عن حديث عاصم بن ضمرة عن علي قال: الوتر سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بحتم
…
فقال: هو حديث يرويه أبو إسحاق السبيعي عنه، حدث به عن أبي إسحاق جماعة من الرفعاء، منهم منصور بن المعتمر وسفيان الثوري وشعبة وزكريا بن أبي زائدة وإسرائيل وزهير وابن عيينة
(1) راجع باب: فضل السحور.
وشريك وعلي بن صالح وأبو نوفل علي بن سليمان .. وعبد الحميد بن الحسن وسلمة بن صالح ومحمد بن جابر وأبو بكر بن عياش وأبان بن تغلب واتفقوا على قول واحد عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي.
واختلف عن سفيان الثوري وعن منصور بن المعتمر.
فقال جرير: عن منصور عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة.
وقال أبو حفص الأبار: عن منصور عن أبي إسحاق عن الحارث أو عن عاصم بن ضمرة.
وأما أصحاب الثوري فاتفقوا عنه على عاصم بن ضمرة إلَّا عبد الله بن المبارك ومعاوية بن هشام فإنهما قالا: عن الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي، والمحفوظ قول من قال: عن عاصم بن ضمرة عن علي، والله أعلم. انتهى كلام الدارقطني.
* * *
370 -
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قامَ في شهرِ رمضانَ، ثم انتظروهُ مِن القَابِلَةِ فلم يخرُجْ، وقال:"إنِّي خَشِيتُ أن يُكتَبَ عليكُمُ الوتْرُ" رواه ابنُ حِبّانَ.
رواه ابن حبان "الموارد"(920) قال: أخبرنا أبو يعلى حدَّثنا أبو الربيع الزهراني حدَّثنا يعقوب بن عبد الله القمي حدَّثنا عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله قال: صَلَّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر
رمضان ثماني ركعات وأوتر فلما كانت الليلة القابلة اجتمعنا في المسجد، ورجونا أن يخرج فيصلي بنا، فأقمنا فيه حتَّى أصبحنا، فقلنا: يا رسول الله، رجونا أن تخرج فتصلي بنا، فقال:"إنِّي كرهت -أو خشيت- أن يكتب عليكم الوتر".
ورواه الطّبرانيّ في "المعجم الصَّغير"(526) قال: حدَّثنا عثمان بن عبيد الله الطَّلحي الكوفيِّ، حدَّثنا جعفر بن حميد حدَّثنا يعقوب القمي به.
قال الطّبرانيّ عقبه: لا يروى عن جابر إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به يعقوب وهو ثقة. اهـ.
قلت: مدار الحديث على عيسى بن جارية الأنصاري المدني قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ليس بذاك لا أعلم أحدًا روى عنه غير يعقوب. اهـ.
وقال الدوري عن ابن معين: عنده مناكير حدث عنه يعقوب القمي وعنبسة قاضي الري. اهـ. وقال أبو زرعة. لا بأس به. اهـ. وقال الآجري عن أبي داود: منكر الحديث. اهـ. وذكره الساجي والعقيلي في "الضعفاء". وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة. اهـ. وذكره ابن حبان في "الثقات".
ولهذا قال الهيتمي في "مجمع الزوائد" 3/ 172: فيه عيسى بن جاريه وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين. اهـ.
وأصل الحديث في "صحيح البُخاريّ" بلفظ: "إلَّا أني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان" يعني قيام الليل، وسيأتي.
وقد تعقب الصنعاني الحافظ ابن حجر فقال في "سبل السَّلام" 2/ 19: أبعد المصنف النجعة والحديث في البُخاريّ إلَّا أنَّه بلفظ: "أن تفرض عليكم صلاة الليل".اهـ.
قلت: وفي تعقبه نظر لأنَّ البُخاريّ لم يخرجه من حديثٌ جابر ولا بلفظ ذكر الوتر.
* * *
371 -
وعن خارجةَ بن حُذافَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ أمدَّكُمْ بصلاةٍ هي خيرٌ لكم مِن حُمْرِ النِّعَمِ" قلنا: وما هي يا رسول الله قال: "الوتْر، ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر" رواه الخمسة إلَّا النَّسائيّ، وصححه الحاكم.
رواه التِّرمذيُّ (452) وأبو داود (1418) وابن ماجة (1168) والحاكم 1/ 448 - 449 والبيهقيّ 2/ 478 والبغوي في "شرح السنة" 4/ 101 كلهم من طريق اللَّيث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن راشد الزوفي عن عبد الله بن أبي مرَّة الزوفي عن خارجة بن حذافة به مرفوعًا.
قلت: عبد الله بن راشد الزوفي لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وقد ذكره البُخاريّ في "التَّاريخ الكبير" 5/ 88 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وكذا ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 52.
ونقل ابن الجوزي عن الدارقطني أنَّه ضعفه.
وتعقبه ابن عبد الهادي في "التنقيح" 2/ 1047 فقال: قوله في عبد الله بن راشد ضعفه الدارقطني وهم بين، فإنَّه إنَّما ضعف عبد الله بن راشد البصري مولى عثمان بن عفَّان الراوي عن أبي سعيد الخدري وأمَّا راوي حديث خارجة فهو الزوفي أبو الضَّحَّاك المصري. اهـ.
ولهذا قال الحافظ ابن حجر في "التقريب"(3303): مستور. اهـ.
وأعله البُخاريّ في "التَّاريخ الكبير" 5/ 88 بعدم معرفة سماع عبد الله بن راشد الزُّوفي من ابن أبي مرَّة.
وقال أيضًا في "التَّاريخ الكبير" 5/ 192 - 193: عبد الله بن أبي مرَّة روى عنه عبد الله بن راشد، قاله ليث عن يزيد بن أبي حبيب هو الزوفي ولا يعرف إلَّا بحديث الوتر ولا يعرف سماع بعضهم من بعض. اهـ. وأبعد الحاكم فقال: صحيح الإسناد. اهـ. ووافقه الذهبي، وتعقبه الألباني فقال في "الإرواء" 2/ 157: هذا من عجائبه، فقد قال في ترجمة ابن راشد الزوفي وقد ذكر له هذا الحديث: رواه عنه يزيد بن أبي حبيبٌ وخالد بن يزيد، قيل: لا يعرف سماعه من ابن أبي مرَّة -الأصل أبي هريرة- قلت: ولا هو بالمعروف وذكر ابن حبان في "الثقات". اهـ.
وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 2/ 43: هذا حديثٌ في إسناده عبد الله بن راشد الدوسي عن عبد الله بن أبي مرَّة
الزوفي ولم يسمع منه، وليس له إلَّا هذا الحديث، وكلاهما ليس ممن يحتج به ولا يكاد ورواه عبد الله بن أبي مرَّة عن خارجة، ولا يعرف له سماع من خارجة. اهـ.
وقال النووي في "المجموع" 4/ 18 في إسناد هذا الحديث: ضعيفٌ، وأشار البُخاريّ وغيره من العلماء إلى تضعيفه، قال البُخاريّ: فيه رجلان لا يعرفان إلَّا بهذا الحديث ولا نعرف سماع رواية بعضهم من بعض. انتهى ما نقله وقاله النووي، ونحوه قال في "الخلاصة" 1/ 550، وأعله ابن الجوزي في "التحقيق" بابن إسحاق.
وفيه نظر لأنَّه تابعه اللَّيث بن سعد.
لهذا تعقبه ابن عبد الهادي في "التحقيق" 2/ 1047 فقال: تضعيف المؤلف لابن إسحاق ليس بشيء، وقد تابعه اللَّيث بن سعد عن يزيد بن حبيب. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير": ضعفه البُخاريّ، وقال ابن حبان: إسناده منقطع ومتن باطل. اهـ.
وقال التِّرمذيُّ: حديثٌ غريب، لا نعرفه إلَّا من حديث يزيد بن أبي حبيب. اهـ.
وقال الألباني في "الإرواء" 2/ 157: يزيد ثقة وقد تابعه خالد بن يزيد .. وإنَّما العلة فيمن فوقه. اهـ.
وقد صحح الألباني حفظه الله الحديث فقال في "الإرواء" 2/ 156: صحيح دون قوله: "هي خير لكم من حمر النعم". اهـ.
وضعف الحديث الشَّيخ محمَّد بن عبد الوهاب كما في "مجموع مؤلفاته" 8/ 579.
وللحديث شواهد ذكرها الألباني في "الإرواء" 2/ 158.
* * *
372 -
وروى أحمد عن عمرِو بن شعيب عن أبيه عن جَدِّه نحوَه.
رواه أحمد 2/ 180، 208 قال: حدَّثنا يزيد بن هارون أنا الحجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل قد زادكم صلاة وهي الوتر".
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه الحجاج بن أرطأة قال أحمد: لا يحتج به. اهـ.
وضعفه أيضًا ابن المديني والنَّسائيُّ ويعقوب بن شيبة وغيرهم.
وبه أعله ابن الجوزي في "التحقيق مع التنقيح" 1/ 506.
ورواه الدارقطني 2/ 31 قال: حدَّثنا محمَّد بن مخلد ثنا حمزة بن العباس ثنا عبداد ثنا أبو حمزة قال: سمعت محمَّد بن عبيد الله يحدث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: مكثنا زمانًا لا نزيد على الصلوات الخمس، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعنا، فحمَّد الله وأثنى عليه، ثم قال:"إن الله قد زادكم صلاة، فأمرنا بالوتر".
قلت: محمَّد بن عبيد الله هو العرزمي.
لهذا قال الدارقطني 2/ 31: محمَّد بن عبيد الله العرزمي ضعيف. اهـ.
وقال عنه أحمد: ترك النَّاس حديثه. اهـ. وضعفه أيضًا النَّسائيّ، وسبق الكلام عليه (1).
وبه أعله ابن الجوزي في "التحقيق مع التنقيح" 1/ 506.
ورواه أحمد 2/ 206 من طريق المثني بن الصباح عن عمرو بن شعيب به.
وإسناده كذلك ضعيف لأن المثني ضعيف كما سبق بيانه في كتاب الصيام.
وقال النووي في "المجموع" 4/ 19 - 21: في إسناده المثني بن الصباح وهو ضعيف. اهـ. وقال في "الخلاصة" 1/ 551: حديث ضعيف. اهـ.
وفي الباب عن ابن عباس وطلحة بن عبيد الله وعبد الله بن مسعود وعلي بن أبي طالب وابن عباس وأنس بن مالك.
أولًا: حديث ابن عباس رواه البُخاريّ (1295) ومسلم 1/ 51 كلاهما من طريق زكريا بن إسحاق عن يَحْيَى بن عبد الله بن صفي عن أبي معبد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا إلى اليمن فقال: "ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلَّا الله وأني
(1) راجع باب: إيجاب الحج بالزاد والراحلة، وباب: ما جاء أن الوتر سنة.
رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة
…
".
وفي الباب حديث آخر عن ابن عباس وسيأتي بعد قليل.
ثانيًا: حديث طلحة بن عبيد الله رواه البُخاريّ (46)، (2678) ومسلم 1/ 40 - 41 كلاهما من طريق مالك بن أنس عن أبي سهيل عن أبيه، أنَّه سمع طلحة بن عبيد الله يقول: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس، نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتَّى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خمس صلوات في اليوم والليلة" فقال: هل عليَّ غيرهن؟ قال: "لا، إلَّا أن تطوع".
ثالثًا: حديث عبد الله بن مسعود رواه أبو داود (1417) وابن ماجه (1170) كلاهما من طريق عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو حفص الأبار عن الأعمش عن عمرو بن مرَّة عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، نحو حديث علي الآتي.
وفيه فقال الأعرابي: ما تقول؟ قال: "ليس لك ولا لأصحابك".
قلت: إسناده منقطع فإن أبا عبيدة واسمه عامر لم يسمع من أبيه شيئًا نص عليه ابن أبي حاتم في "المراسيل" والترمذي والحافظ ابن حجر كما في "تهذيب التهذيب" 5/ 65 - 66 وغيرهم.
وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 2/ 46: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه. اهـ.
وقال المنذري في "مختصر السنن" 2/ 121: تقدم أن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، فهو منقطع. اهـ.
وسئل الدارقطني في "العلل" 5 / رقم (892) عن تحديث أبي عبيدة عن عبد الله عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذكره فقال: يرويه عمرو بن مرَّة واختلف عنه.
فرواه أبو سنان سعيد بن سناد عن عمرو بن مرَّة.
ورواه الأعمش والثوري واختلف عنهما.
فرواه أبو حفص الأبار وسفيان بن عيينة وإبراهيم بن طهمان عن الأعمش عن عمرو بن مرَّة عن أبي عبيدة عن عبيد الله.
واختلف عن ابن عيينة، فأرسله عنه الحميدي وابن أبي عمر.
ووصله إسماعيل ابن بنت السدي وداد بن حماد بن فرافضة وعبد الجبار.
فأمَّا الثوري فأسنده عنه عمرو بن أبي قيس وعبد المجيد بن أبي رواد والنعمان بن عبد السَّلام وموسى بن أعين وشك فيه عبدْالله.
ورواه ابن مهدي ومحمد بن كثير وغيرهما عن الثوري مرسلًا.
وقال أيوب بن سويد عن الثوري عن الأعمش عن عمرو بن مرَّة عن أبي عبيدة عن عبد الله، وزاد: الأعمش، ورواه زائدة وغيره عن الأعمش مرسلًا.
واختلف عن علي بن بذيمة، فرفعه أبو خيثمة مصعب بن سعيد عن موسى بن أعين عنه، وتابعه هاشم بن القاسم عن محمَّد بن سلمة عنه.
وأرسله أحمد بن حنبل وغيره عنه والمرسل هو المحفوظ.
وقال أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن مهدي سألت سفيان عن حديث عمرو بن مرَّة هذا فقال: لم أسمعه من عمرو بن مرَّة. انتهى ما قاله ونقله الدارقطني.
رابعًا: حديث علي بن أبي طالب رواه أحمد 1/ 110 قال: حدَّثنا علي بن بحر ثنا عيسى بن يونس ثنا زكريا عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أهل القرآن أوتروا فإن الله عز وجل وتر يحب الوتر".
قلت: إسناد ضعيف، وقد سبق الكلام عليه في أول حديث في هذا الباب.
خامسًا: حديث ابن عباس رواه أحمد 1/ 231 قال: حدَّثنا شجاع بن الوليد عن أبي جناب الكلبي عن عكرمة عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ثلاث هن عليَّ فرائض وهن لكم تطوع: الوتر والنحر وصلاة الضحى".
ورواه البيهقي 9/ 264 من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد به.
قلت: إسناده ضعيف جدًّا، لأنَّ فيه أبا جناب واسمه يَحْيَى بن أبي حية.
قال يَحْيَى القطان: لا أستحل الرِّواية عنه. اهـ. وقال الفلاس: متروك. اهـ.
ولهذا تعقب ابن التركماني البيهقي فقال: في سنده أبو جناب بن أبي حية الكلبي سكت عنه البيهقي هنا وضعفه فيما مضى في باب: لا فرض أكثر من الخمس، وفي كتاب "الضعفاء" لابن الجوزي: كان يَحْيَى القطان يقول: لا أستحل أن أروي عنه، وقال عمرو بن علي: متروك الحديث، وقال يَحْيَى وعثمان بن سعيد النَّسائيّ والدارقطني: ضعيف، وقال ابن حبان: كان يدلس على الثقات ما سمع من الضعفاء فالتزقت به المناكير التي يرويها عن المشاهير فحمل عليه أحمد بن حنبل حملًا شديدًا. اهـ.
وقال عبد الحق في "الأحكام الوسطى" ص 132: أبو جناب هذا لا يؤخذ من حديثه إلَّا ما قال فيه حدَّثنا، لأنَّه كان يدلس وهو أكثر ما عيب به، ولم يقل في هذا الحديث. نا عكرمة، ولا ذكر ما يدل عليه. اهـ. قال النووي في "المجموع" 8/ 386: رواه البيهقي بإسناد ضعيف، ورواه أيضًا في كتابه "الخلافيات" وجرح بضعفه. اهـ. وقال في "الخلاصة" 1/ 551: حديث ضعيف، ضعفه البيهقي، وآخرون لضعف أبي جناب، وأجمعوا على تدليسه، وقد قال: عن عكرمة. اهـ.
ورواه أحمد 1/ 232 قال: حدَّثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت بركعتي الضحى وبالوتر ولم يكتب".
ورواه أحمد 1/ 317 قال: ثنا هاشم بن القاسم ثنا إسرائيل به.
قلت: إسناده كذلك ضعيف لأن مداره على جابر الجعفي وقد سبق الكلام عليه (1).
سادسًا: حديث أنس رواه أحمد بن منيع كما في "المطالب"(633) قال: حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا عبد الله بن محرز عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت بالوتر والأضحى ولم يعزم".
قلت: إسناده ضعيف جدًّا، لأن فيه عبد الله بن محرز.
* * *
(1) راجع باب: ما جاء في الوضوء من لحوم الإبل، وباب: صلاة المريض.