المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: ما جاء في عدم جواز صلاة المنفرد خلف الصف - التبيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام - جـ ٤

[خالد بن ضيف الله الشلاحي]

فهرس الكتاب

- ‌باب صفة الصلاة

- ‌باب: جامع في صفة الصلاة

- ‌باب: ما جاء في دعاء الاستفتاح

- ‌باب: ما جاء في الاستعاذة في الصلاة

- ‌باب: ما جاء في تكبيرة الإحرام

- ‌باب: ما جاء في رفع اليدين إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع

- ‌باب: ما جاء في صفة وضع اليدين في الصلاة

- ‌باب: وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة

- ‌باب: من قال بترك قراءة البسملة أو الجهر بها في الصلاة

- ‌باب: من قال إن البسملة آية من الفاتحة

- ‌باب: الجهر بالتأمين في الصلاة

- ‌باب: ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة

- ‌باب: القراءة في الظهر والعصر

- ‌باب: ما جاء في القراءة في صلاة المغرب والعشاء والفجر

- ‌باب: ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة

- ‌باب: الدعاء في الصلاة

- ‌باب: ما يقال في الركوع والسجود

- ‌باب: ما يقول المصلي بعد الاعتدال من الركوع

- ‌باب: أعضاء السجود

- ‌باب: هيئة السجود

- ‌باب: ما جاء في صلاة القاعد، وبيان صفة قعوده

- ‌باب: الدعاء بين السجدتين

- ‌باب: جلسة الاستراحة

- ‌باب: استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة

- ‌باب: ما جاء في ترك القنوت

- ‌باب: ما جاء في صفة دعاء القنوت

- ‌باب: ما جاء في وضع اليدين قبل الركبتين وبيان الخلاف في ذلك

- ‌باب: ما جاء في الإشارة في التشهد

- ‌باب: ما جاء في صيغ التشهد

- ‌باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد

- ‌باب: الدعاء في التشهد

- ‌باب: ما جاء في صفة التسليم من الصلاة

- ‌باب: الذكر عقب الصلاة المفروضة

- ‌باب: ما جاء في استحباب قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة

- ‌باب: جامع في الأمر بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة وغيرها

- ‌باب: ما جاء في صلاة المريض

- ‌باب سجود السهو وغيره

- ‌باب: جامع في سجود السهو في حال الزيادة أو النقص

- ‌باب: من شك في صلاته فلم يدرِ كم صلى

- ‌باب: جامع

- ‌فصل في سجود التلاوة وسجود الشكر

- ‌باب: ما جاء في سجدة الانشقاق والعلق

- ‌باب: ما جاء في سجدة {ص}

- ‌باب: ما جاء في سجدة سورة النجم

- ‌باب: ما جاء في سجدتي سورة الحج

- ‌باب: ما جاء في سجدة سورة النحل وأن السجود غير واجب

- ‌باب: التكبير للسجود

- ‌باب: سجود الشكر

- ‌باب صلاة التطوع

- ‌باب: في السنن والرواتب، وفضل التطوع

- ‌باب: الصلاة قبل العصر

- ‌باب الصلاة قبل المغرب

- ‌باب: ما جاء في تخفيف ركعتي الفجر وما يقرأ فيهما

- ‌باب: ما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر

- ‌باب: ما جاء في أن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى

- ‌باب: الحث على قيام الليل

- ‌باب: ما جاء في عدد الوتر

- ‌باب: ما جاء أن الوتر سنة

- ‌باب: ما جاء في وجوب الوتر

- ‌باب: ما جاء في عدد الوتر والحث عليه

- ‌باب: ما جاء فيما يقرأ في الوتر

- ‌باب: ما جاء في وقت الوتر وقضائه

- ‌باب: ما جاء في مشروعية صلاة الضحى

- ‌باب: ما جاء فيمن أنكر شرعية صلاة الضحى

- ‌باب: ما جاء في وقت صلاة الضحى

- ‌باب: ما جاء في عدد ركعات الضحى

- ‌باب صلاة الجماعة والإمامة

- ‌باب: جاء في فضل صلاة الجماعة

- ‌باب: التشديد على تارك الجماعة، أو تأخير الصلاة عن وقتها

- ‌باب: ما جاء في إعادة الصلاة لسبب

- ‌باب: الأمر باتباع الإمام في أفعاله

- ‌باب: استحباب صلاة النافلة في بيته

- ‌باب: تخفيف الإمام في القيام، وإتمام الركوع والسجود

- ‌باب: من أحق بالإمامة

- ‌باب: ما جاء في تسوية الصف وإتمامه

- ‌باب: فضل الصف الأول

- ‌باب ما جاء في موقف المأمومين في الصلاة

- ‌باب: جواز صلاة المنفرد خلف الصف

- ‌باب: ما جاء في عدم جواز صلاة المنفرد خلف الصف

- ‌باب: استحباب إتيان الصلاة بسكينة ووقار والنهي عن إتيانها سعيًا

- ‌باب: الاثنين فما فوقهما جماعة

- ‌باب: المرأة تؤم النساء

- ‌باب: ما جاء في إمامة الأعمى

- ‌باب: إمامة البر والفاجر

- ‌باب: المسبوق ببعض صلاته يصنع كما يصنع الإِمام

الفصل: ‌باب: ما جاء في عدم جواز صلاة المنفرد خلف الصف

‌باب: ما جاء في عدم جواز صلاة المنفرد خلف الصف

418 -

وعن وابصَةَ بن مَعبَدٍ رضي الله عنه: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يُصلِّي خَلفَ الصَّفِّ وحده، فأمرَه أن يُعيدَ الصلاةَ.

رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسَّنه، وصحَّحه ابن حبان.

رواه أحمد 4/ 228 وأبو داود (682) والترمذي (231) والبيهقي 3/ 104 وابن حبان 3/ 311 (2196) وفي "الموارد"(403) وابن حزم في "المحلى" 4/ 52 والطبراني 22 / رقم (371) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 393 والبغوي في "شرح السنة" 3/ 378 كلهم من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة به.

ورواه عن شعبة كبار أصحابه منهم غندر ويحيى القطان وأبو داود الطيالسي وغيرهم.

قلت: إسناده قوي، وعمرو بن راشد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 330 وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 232 ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "كاشفه": ثقة. اهـ.

ص: 514

ووثقه ابن حزم في "المحلى" 4/ 53 ونقل عن أحمد أنه وثقه، وفي "مسائل أحمد برواية ابنه عبد الله" 3/ 916 - 917 (1233) قال أبو ثور: يا أبا عبد الله: من عمرو بن راشد؟ فقال: سبحان الله، أما سمعت حديث شعبة

ثم قال أبي: هو رجل معروف أو مشهور. اهـ. وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 1/ 356: عمرو بن راشد المذكور في حديث شعبة وثقه أحمد بن حنبل. اهـ.

وقال الألباني في "الإرواء" 2/ 323: رجاله ثقات غير عمرو وهو مجهول العدالة، أورده ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" على قاعدته! ومع ذلك فإنه يستشهد به كما أشار إليه الحافظ ابن حجر بقوله فيه: مقبول. يعني عند المتابعة، وقد توبع كما سيأتي فالحديث صحيح. اهـ

وحسن إسناده الشيخ ابن باز في "الفتاوى" 4/ 425.

ونقل الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 38 عن البزار أنه قال: أما حديث عمرو بن راشد، فإن عمرو بن راشد رجل لا يعلم حدث إلا بهذا الحديث، وليس معروفًا بالعدالة، فلا يحتج بحديثه. اهـ.

قلت: عرفه غيره ووثق كما سبق.

وقد توبع فقد رواه الترمذي (230) وابن ماجه (1004) والدارمي 1/ 294 وأحمد 4/ 228 وابن حبان 3/ 2197 311 والبيهقي 3/ 104 والحميدي 2/ 392 (884) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 393 كلهم من طريق حصين بن عبد الرحمن السلمي عن هلال بن يساف، قال: أخذ زياد بن أبي الجعد بيدي ونحن بالرقة فقام

ص: 515

بي على شيخٍ يقال له: وابصة بن معبد من بني أسد فقال زياد: حدثني هذا الشيخ: أن رجلًا صلى خلف الصف وحده -والشيخ يسمع- فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة.

ورواه عن حصين جمع من التقات منهم شعبة والثوري وزائدة بن قدامة وعبد الله بن إدريس وابن عيينة وغيرهم.

قلت: حصين بن عبد الرحمن السلمي ثقة لكن طرأ عليه اختلاط بآخره فقد وثقه ابن معين وأبو زرعة.

وقال أبو حاتم: صدوق ثقة في الحديث وفي آخر عمره ساء حفظه. اهـ.

لكن روى عنه هذا الحديث كلٌّ من شعبة عند أحمد، والثوري عند البيهقي 3/ 104 وزائدة وهشيم عند الطحاوي 1/ 294.

وعبثر بن القاسم كما عند الدارمي 1/ 294.

وخالد الواسطي كما عند الطبراني في "الكبير" 22/ 142 وروايتهم عن حصين بن عبد الرحمن الذي يظهر أنها كانت قبل الاختلاط.

قال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" ص 312. ط. السامرائي: قال يزيد بن الهيثم عن يحيى بن معين: ما روى هشيم وسفيان عن حصين صحيح، ثم إنه اختلط وقال أيضًا يزيد: قلت ليحيى بن معين: عطاء بن السائب وحصين اختلطا؟ قال: نعم، قلت: من أصحهم سماعًا؟ قال: سفيان أصحهم يعني الثوري، وهشيم في حصين، قلت: فجرير؟ فكأنه لم يلتف إليه، وقال أحمد في رواية

ص: 516

الأثرم: هشيم لا يكاد يسقط عليه شيء من حديث حصين ولا يكاد يدلس عن حصين، وقد خرجا في "الصحيحين" حديث حصين بن عبد الرحمن من رواية جماعة من أصحابه منهم: شعبة وسفيان وخالد الواسطي وعبثر بن القاسم وهشيم

اهـ.

وقال أيضًا ابن رجب 313: وقد أنكر ابن المديني وغيره أن يكون حصين اختلط قالوا: ولكن ساء حفظه كما قاله أبو حاتم. اهـ.

قلت الذي يظهر أنه تغير حفظه في آخر عمره، قاله أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 1/ 2 / 193.

ونقل ابن الكيال في "الكواكب النيرات" ص 24 عنه قال: قال يزيد بن هارون: إنه اختلط، وقال النسائي: تغير. اهـ.

ورجح الترمذي حديث حصين قال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 212 - 213: اختلف أصحاب الحديث في حديث حصين بن عبد الرحمن وعمرو بن مرة عن هلال بن يساف، فرأى بعض أهل الحديث أن رواية عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن وابصة بن معبد أصح من حديث حصين، ومنهم من قال: حديث حصين عن هلال بن يساف عن زياد بن أبي الجحد عن وابصة أصح، وحديث حصين أصح عندي من حديث عمرو بن مرة وأشبه، لأنه روي من غير طريقهما عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة. اهـ.

وقال الألباني في "الإرواء" 2/ 324: وعلى كل حال فرواية حصين أرجح من رواية عمرو بن مرة، لأنه لم ينفرد بذكر زياد بن أبي الجعد بل إنه قد توبع. اهـ.

ص: 517

ونقل الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 38 عن البزار أنه قال: أما حديث حصين، فإن حصينًا لم يكن بالحافظ، فلا يحتج بحديثه في حكم. اهـ.

قلت: وهذا غريب منه رحمه الله، فإن الأئمة وثقوه ولا أعلم من ضعفه إلا لما طرأ عليه في آخر عمره، قال الإِمام أحمد: ثقة من كبار أصحاب الحديث. اهـ. وسماع من ذكرنا قديم. ورجح أبو حاتم والإمام أحمد الطريق الأول.

فقال ابن أبي حاتم في "العلل"(271): سألت أبي عن حديث رواه حصين عن هلال بن يساف عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة: أن رجلًا صلى خلف الصف وحده فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد، ورواه عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت لأبي: أيهما أشبه، قال: عمرو بن مرة أحفظ. اهـ.

وقال الدارمي 1/ 295: كان أحمد بن حنبل يثبت حديث عمرو بن مرة وأنا أذهب إلى حديث يزيد بن زياد بن أبي الجعد. اهـ.

وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 1/ 356: هلال ثقة وزياد ثقة، وقد أسندوا الحديث والاختلاف الذي فيه لا يضره. اهـ.

ووجح ابن حبان وابن حزم الطريقين، فقد قال ابن حبان 3/ 312: سمع هذا الخبر هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة بن معبد وسمعه من زياد بن أبي الجعد عن وابصة، والطريقان جميعًا محفوظان. اهـ.

ص: 518

وقال ابن حزم في "المحلى" 4/ 53: ورواية هلال بن يساف حديث وابصة مرة عن زياد بن أبي الجعد ومرة عن عمرو بن راشد قوة للخبر، وعمرو بن راشد ثقة، وثقه أحمد بن حنبل وغيره. اهـ.

وقال أحمد بن شاكر في تعليقه على "المحلى" 4/ 54: وقد ظن بعض المحدثين أن هذا اختلاف على هلال يضعف به الخبر وهو ظن خطأ، بل هو انتقال من ثقة إلى ثقة فيقوى به الحديث كما قال المؤلف. اهـ.

وقد توبع حصين بن عبد الرحمن فقد رواه عبد الرزاق 2/ 59 قال: أخبرنا الثوري عن معمر عن منصور عن هلال بن يساف عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة به.

لكن وقع في هذا الإسناد اختلاف.

فقد رواه ابن الجارود في "المنتقى"(319) من طريق عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري عن منصور به.

ورواه الطبراني 22 / رقم (375) من طريق عبد الرزاق ثنا معمر والثوري عن منصور به.

قلت: زياد بن أبي الجعد اسمه رافع الكوفي ذكره ابن حبان في "الثقات" ورمز له الحافظ ابن حجر في "التقريب"(2062) بأنه: مقبول. اهـ.

ورواه أحمد 4/ 228 قال: حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن شمر بن عطية عن هلال بن يساف عن وابصة بن معبد به.

ص: 519

وتابع شمرَ بن عطية الحجاجُ بن أرطاه كما عند الطبراني 22 / رقم (287).

لكن نقل الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 38 عن البزار أنه قال: هلال لم يسمع من وابصة. اهـ.

وقد توبع هلال بن يساف في رواية هذا الحديث عن زياد بن أبي الجعد فقد رواه أحمد 4/ 228 والدارمي 1/ 295 وابن حبان 3/ 312 (2198) والدارقطني 1/ 262، 263 والبيهقي 3/ 105 من طرق عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن عمه عبيد بن أبي الجعد عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة بنحوه.

قلت: يزيد بن زياد بن أبي الجعد وثقه أحمد وابن معين والعجلي وأبو حاتم.

ونقل الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 38 عن البزار أنه قال: أما حديث يزيد بن زياد، فلا نعلم أحدًا من أهل العلم إلا وهو يضعف أخباره، فلا يحتج بحديثه. اهـ وهذا فيه تأمل وعمه عبيد صدوق وقد توبع يزيد بن زياد، فقد رواه الطبراني 22 / رقم (385، 386) كان طريق الأعمش عن عبيد بن أبي الجعد عن وابصة بنحوه، وفيه عنعنه الأعمش. واختلف فيه على الأعمش.

فقد رواه الطبراني 22 / رقم (388) من طريقه عن عبيد بن أبي الجعد عن سالم بن أبي الجعد عن وابصة.

ولما ذكر الألباني حفظه الله في "الإرواء" 2/ 324: إسناد يزيد قال: هذا سند جيد رجاله كلهم ثقات غير زياد بن أبي الجعد، فإن

ص: 520

القول فيه كالقول في عمرو بن راشد وأنه مجهول كما تقدم لكن لم ينفرد به زياد بل تابعه هلال بن يساف في المعنى

اهـ.

وقال البيهقي في "المعرفة": إنما لم يخرجاه صاحبا "الصحيح"، لما وقع في إسناده من الاختلاف. اهـ.

وقد ذكر الترمذي الاختلاف في سند الحديث فقال 1/ 305: اختلف أهل العلم في هذا فقال بعضهم: حديث عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة بن معبد: أصح، وقال بعضهم: حديث حُصين عن هلال بن يساف عن زياد بن أبي الجحد عن وابصة بن معبد: أصح، قال أبو عيسى: وهذا عندي أصح من حديث عمرو بن مرة؛ لأنه قد روي من غير حديث هلال بن يساف عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة. اهـ. وحسنه الترمذي 1/ 304.

وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح" 2/ 1137: قال الإِمام أحمد: حديث وابصة حسن، وقال ابن المنذر: ثبته أحمد وإسحاق. اهـ. ولما رواه الإِمام أحمد 4/ 228 من طريق حصين عن هلال به قال عبد الله: وكان أبي يقول بهذا الحديث. اهـ.

ونقل شيخ الإِسلام في "الفتاوى" 23/ 393 تصحيح الأئمة لحديث وابصة.

وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 1/ 355: في إسناد حديث وابصة اضطراب وأثبته جماعة. اهـ

ص: 521

وأجاب ابن القيم على مَن أعله فقال في "تهذيب السنن" 1/ 336 - 337: وقد أعل الشافعي حديث وابصة فقال: قد سمعت من أهل العلم بالحديث من يذكر أن بعض المحدثين يدخل بين هلال بن يساف ووابصة رجلًا، ومنهم من يرويه عن هلال عن وابصة سمعه منه، وسمعت بعض أهل العلم منهم كان يوهنه بما وصفت، وأعله غيره بأن هلال بن يساف تفرد به عن وابصة والعلتان جميعًا ضعيفتان: فأما الأولى: فإن هلال بن يساف رواه عن عمرو بن راشد عن وابصة وعن زياد بن أبي الجعد عن وابصة، ذكر ذلك ابن حبان في "صحيحه"، وقال: سمع هذا الخبر هلال بن يساف من عمرو بن راشد وسمعه من زياد بن أبي الجعد كلاهما عن وابصة، وقال: هما طريقان محفوظان، فإدخال زياد وعمرو بن راشد بين هلال ووابصة لا يوهن الحديث شيئًا، أما العلة الثانية: فباطلة، وقد أشار ابن حبان إلى بطلانها، فقال: ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هلال بن يساف تفرد بهذا الخبر، ثم ساق من حديث عبيد بن أبي الجعد عن أبيه زياد بن أبي الجعد عن وابصة

فذكره، فالحديث محفوظ. اهـ.

وللحديث طرق أخرى فيها مقال، فقد رواه الطبراني 22 / رقم (396) من طريق عمر بن علي المقدمي ثنا أشعث بن سوار عن بكير بن الأخنس عن حنش بن المعتمر عن وابصة بنحوه، قلت: أشعث بن سوار ضعيف كما سبق (1) وقد اختلف عليه.

(1) راجع باب: ما قيل في وجوب العمرة وباب: من أدرك ركعة من الجمعة.

ص: 522

فقد رواه الطبراني 22 / رقم (397) من طريق حفص بن غياث عن أشعث بن سوار عن بكير بن سوار عن بكير بن الأخنس عن حنش بن المعتمر عن وابصة بنحوه.

قال ابن أبي حاتم في "العلل"(281): سألت أبي عن حديث رواه عمر بن علي عن أشعث بن سوار عن بكير بن [الأخنس] عن حنش بن المعتمر عن وابصة بن معبد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلًا صلى خلف الصف وحده، قال أبي رواه بعض الكوفيين عن أشعث عن بكير عن وابصة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبي: أما عمر فمحله الصدق، وأشعث هو أشعث بن سوار، قال أبو محمَّد: قلت لأبي: حنش أدرك وابصة؟ قال: لا أُبعده. اهـ.

وقال أيضًا أبو حاتم (474) لما سئل عن حديث عمر بن علي عن أشعث بن سوار عن بكير بن الأخنس عن حنش بن المعتمر عن وابصة قال: رواه بعض الكوفيين عن أشعث عن بكير عن وابصة عن النبي صلى الله عليه وسلم .. قال: أبي: أما محمَّد فمحله الصدق، ولولا تدليسه لحكمنا إذ جاء بالزيادة غير أنا نخاف أن يكون أخذه من غير ثقة، وأشعث هو أشعث قلت: حنش أدرك وابصة قال: لا أبعده. اهـ.

* * *

419 -

وله عن طَلْقٍ: "لا صلاةَ لمُنفَرِدٍ خلفَ الصَّفِّ".

رواه ابن ماجه (1003) وأحمد 4/ 23 وابن حبان "الموارد"(401) وابن خزيمة 3/ 30 وابن سعد في "الطبقات" 5/ 551

ص: 523

والبيهقي 3/ 105 والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 394 وابن حزم في "المحلى" 4/ 53 كلهم من طريق ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر قال: حدثني عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه علي بن شيبان -رجل من بني حنيفة وكان ممن وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم - قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، نظر إلى رجل خلف الصف وحده فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هكذا صليت؟ " قال: نعم. قال: "فأعد صلاتك، فإنه لا صلاة لفردٍ خلف الصف وحده".

ولم أجده عن طلق كما قال الحافظ في "البلوغ" فالذي يظهر أنه وهم منه رحمه الله أو من غيره من النساخ، والله أعلم، وقال الألباني في "الإرواء" 2/ 329: عزاه الحافظ في "البلوغ" لابن حبان عن طلق بن علي وهو وهم. اهـ.

قلت: رجاله ثقات، وإسناده قوي، قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 1/ 339: إسناده صحيح ورجاله ثقات. اهـ.

وقال الألباني في "الإرواء" 2/ 329: هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات كما قال البوصيري في "الزوائد". اهـ.

وقال الشيخ محمَّد بن عبد الوهاب كما في "مجموع مؤلفاته" 9/ 67: رواته ثقات. اهـ.

قال ابن حزم: ملازم ثقة، وثقه ابن أبي شيبة وابن نمير وغيرهما، وعبد الله بن بدر ثقة مشهور، وما نعلم أحدًا عاب عبد الرحمن بأكثر من أنه لم يرو عنه إلا عبد الله بن بدر وهذا ليس جرحه. اهـ.

ص: 524

ونقل الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 39 عن البزار أنه قال: عبد الله بن بدر ليس بالمعروف، إنما حدث عنه ملازم بن عمرو ومحمد بن جابر فأما ملازم فقد احتمل حديثه، وإن لم يحتج به، وأما محمَّد بن جابر فقد سكت الناس عن حديثه، وعلي بن شيبان لم يحدث عنه إلا ابنه، وابنه هذه صفته، وإنما يرتفع جهالة المجهول إذا روى عنه ثقتان مشهوران فأما إذا روى عنه من لا يحتج بحديثه لم يكن ذلك الحديث حجة، ولا ارتفعت جهالته. اهـ. قلت: فيه تأمل من وجوه:

أولًا: عبد الله بن بدر ثقة وثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما وروى عنه ملازم بن عمرو ومحمد وعمر ابنا جابر وعكرمة بن عمار وياسين بن معاذ الزيات.

ثانيًا: ملازم بن عمرو وثقه الأئمة كأحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني وابن نمير وابن أبي شيبة.

ثالثًا: عبد الرحمن بن علي بن شيبان الحنفي اليمامي روى عنه ابنه يزيد وعبد الله بن بدر الحنفي ووعلة بن عبد الرحمن، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 105 ووثقه أيضًا العجلي وأبو العرب التميمي وابن حزم كما سبق، ولهذا قال الحافظ ابن حجر: ثقة. اهـ.

رابعًا: علي بن شيبان صحابي لا تضر جهالته.

وقال شيخ الإِسلام في "الفتاوى" 23/ 393 عن هذا الحديث وحديث وابصة: وقد صحح الحديثين غير واحد من أئمة الحديث، وأسانيدهما مما تقوم بهما الحجة. اهـ.

ص: 525

وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح" 2/ 1138: إسناده قوي، وقال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: حديث ملازم بن عمرو يعني هذا الحديث في هذا أيضًا حسن، قال: نعم. اهـ.

وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان وحسن الحديث النووي في "المجموع" 4/ 298.

* * *

420 -

وزاد الطبرانيُّ في حديث وابصة "ألا دَخلتَ معهُم أو اجترَرْتَ رَجُلًا؟ ".

رواه الطبراني في "الكبير" 22/ 145 - 146، 394 والبيهقي 3/ 105 وأبو يعلى في "مسنده" 3/ 162 (1588) كلهم من طريق السري بن إسماعيل عن الشعبي عن وابصة قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا صلى خلف الصفوف وحده فقال: "أيها المصلي وحده ألا وصلت إلى الصف أو جررت إليك رجلًا فقام معك، أعد الصلاة".

قلت: السَرِي بن إسماعيل الهمداني الكوفي ابن عم الشعبي، متروك، قال عنه يحيى بن سعيد: استبان لي كذبه في مجلس. اهـ.

وقال عمرو بن علي: ما سمعت عبد الرحمن ذكره قط وكان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه. اهـ.

وقال صالح بن أحمد عن أبيه: ليس بالقوي، وهو أحب لي من عيسى الخياط. اهـ.

ص: 526

وقال أبو طالب عن أحمد: ترك الناس حديثه. اهـ. وقال ابن معين: ليس بشيء. اهـ.

وقال أبو حاتم: ذاهب دون مجالد. اهـ. وقال النسائي: متروك. اهـ. كذا قال أبو داود.

وقال ابن عدي: أحاديثه التي يرويها لا يتابعه عليها أحد خاصة عن الشعبي، فإن أحاديثه عنه منكرات وهو إلى الضعف أقرب. اهـ.

لهذا قال البيهقي 3/ 105 عن الحديث: انفرد به السري بن إسماعيل وهو ضعيف. اهـ.

ولما ذكر الحافظ ابن حجر الحديث في "تلخيص الحبير" 2/ 38 قال: فيه السري بن إسماعيل، وهو متروك. اهـ.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 96: رواه أبو يعلى وفيه السري بن إسماعيل وهو ضعيف. اهـ.

وقد توبع السري بن إسماعيل، فقد رواه الطبراني في "الكبير" 22 / رقم (392) من طريق سهل بن عامر البجلي ثنا عبد الله بن نمير عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي به، بنحوه.

قلت: وهذه المتابعة لا يفرح بها، لأن سهل بن عامر البجلي واهي الحديث، قال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه. اهـ.

وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، روى أحاديث بواطيل أدركته بالكوفة، وكان يفتعل الحديث. اهـ.

ص: 527

وروى أبو داود في "المراسيل"(83) قال: حدثنا الحسن بن علي حدثنا يزيد بن هارودى أخبرنا الحجاج بن حسان عن مقاتل بن حيان -رفعه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء رجل فلم يجد أحدًا، فليختلج إليه رجلًا من الصف فليقم معه، فما أعظم أجر المختلج".

قلت: في إسناده مقاتل بن حيان وسبق الكلام عليه.

قال النووي في "الخلاصة" 2/ 720: حديث ضعيف مرسل، رواه أبو داود في "المراسيل" والبيهقي. اهـ.

وفي الباب عن ابن عباس وأبي هريرة.

أولًا: حديث ابن عباس رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 91 قال: حدثنا عبد السلام بن سهل السكري ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا عبد الحميد الحماني عن النضر أبي عمر عن عكرمة عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يصلي خلف الصف وحده، فقال:"أيها المنفرد بصلاتك أعد صلاتك".

قال الطبراني عقبه: لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد تفرد به الحماني. اهـ.

قلت: إسناده واهٍ، فإن عبد الحميد اختلف فيه، فقد وثقه ابن معين وأيضًا في رواية عن النسائي والرواية الأخرى قال: ليس بقوي. اهـ.

وضعفه الإِمام أحمد وابن سعد والعجلي وفي رواية البرقي عن ابن معين قال: ثقة ولكنه ضعيف العقل، اهـ. وقال أبو داود: كان داعية في الإرجاء. اهـ.

ص: 528

وآفة الحديث شيخه النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز الكوفي، قال الإِمام أحمد: ضعيف الحديث ليس بشيء. اهـ.

ونحوه قال ابن معين.

وفي رواية الدوري عن ابن معين قال: لا يحل أن يروى عنه. اهـ.

وقال أبو زرعة: لين الحديث. اهـ. وقال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف الحديث. اهـ.

وقال مرة: ضعيف الحديث. اهـ. وقال عثمان بن أبي شيبة: كان ابنه أيضًا كذابًا. اهـ.

وقال النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه. اهـ. وقال مرة: متروك الحديث. اهـ.

ولهذا ضعف الحديث الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 96 فقال: فيه النضر أبو عمر أجمعوا على ضعفه. اهـ. وضعفه أيضًا الألباني في "الإرواء" 2/ 327.

وللحديث طريق آخر عند الطبراني في "الأوسط" من طريق بشر بن إبراهيم حدثني الحجاج بن حسان عن عكرمة به، لكن إنّهم بوضع الحديث.

ثانيًا: حديث أبي هريرة رواه الطبراني في "الأوسط" 5 / رقم (5323).

قال: حدثنا محمَّد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا عبد الله بن محمَّد بن القاسم العبادي البصري ثنا يزيد بن هارون أنا محمَّد بن إسحاق

ص: 529

عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يصلي خلف الصفوف وحده، فقال. "أعد الصلاة".

قال الطبراني عقبه: لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد تفرد به العبادي. اهـ.

قلت: عبد الله بن محمَّد بن القاسم العبادي، ضعيف جدًّا، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 96 ووافقه الألباني في "الإرواء" 2/ 328.

* * *

ص: 530