الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في ذكر الموت
531 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثِروا ذِكْرَ هادمِ اللَّذَّات: الموتِ" رواه الترمذي والنسائي وابن حبان.
رواه الترمذي (2308) وابن ماجه (4258) والنسائي 4/ 4 وأحمد 2/ 293 - 292 والحاكم 4/ 357 وابن حبان "الموارد"(2559) والقضاعي في "مسند الشهاب"(669) وابن عدي في "الكامل" 5/ 222 والطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 8/ 259 كلهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مرفوعًا. زاد ابن حبان والطبراني: "فما ذكره عبد قط وهو في ضيق إلا وَسَّعَه عليه، ولا ذكره، وهو في سعة إلا ضَيَّقَه عليه.
قلت: في إسناده محمد بن عمرو بن علقمة هو ثقة في نفسه لكن في حديثه شيء.
قال ابن أبي خيثمة: سئل ابن معين عن محمد بن عمرو فقال: ما زال الناس يتقون حديثه. قيل له وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من روايته ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة. اهـ.
قال الجوزجاني: ليس بقوي الحديث ويُشتهَى حديثه. اهـ.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث يكتب حديثه وهو شيخ. اهـ.
وقال النسائي: ليس به بأس. اهـ.
وقال مرة: ثقة. اهـ.
وقال ابن عدي: له حديث صالح وقد حدث عنه جماعة من الثقات كل واحد يتفرد عنه بنسخة، ويغرِب بعضهم على بعض، وروى عنه مالك في "الموطأ" وأرجو أنه لا بأس به. اهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال يخطئ. اهـ.
وروى له البخاري مقرونًا بغيره ومسلم في المتابعات.
وقد حسن الترمذي الحديث فقال 7/ 71: هذا حديث حسن غريب. اهـ.
وفي بعض النسخ زيادة: صحيح. اهـ.
وتعقبه الألباني في "الإرواء" 3/ 145 فقال: بل هو حديث صحيح فإن له شواهد كثيرة. اهـ.
وبالغ الحاكم 4/ 357 فقال: صحيح على شرط مسلم. اهـ. ووافقه الذهبي.
ومعلوم أن محمد بن عمرو لم يخرج له مسلم إلا في المتابعات.
وصححه النووي في "الخلاصة" 2/ 891 فقال: رواه أبو داود والترمذي النسائي وابن ماجه بأسانيد صحيحة. اهـ. وكذا قال في "الأذكار".
وقال النووي في "المجموع" 5/ 105: رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه بأسانيد صحيحة على شرط البخاري ومسلم. اهـ.
وأعله الدارقطني بالإرسال فقال عن هذا الحديث في "العلل" 8 / رقم (1397): يرويه محمد بن عمرو. واختلف عنه فرواه الفضل ابن موسى وعبد العزيز بن مسلم ومحمد بن إبراهيم بن عثمان والد أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة والعلاء بن محمد بن سيار وسليم بن أخضر وحماد بن سلمة من رواية محمد بن الحسن الكوفي الأسدي التل ويعلي بن عبادة عنه، وعبد الرحمن بن قيس الزعفراني عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
ورواه أبو أسامة وغيره عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلًا والصحيح المرسل. اهـ.
وسبقه إلى هذا الإعلال الإمام أحمد فقال أبو داود في "مسائل الإمام أحمد" ص 303: سمعت أحمد ينكر حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أكثروا من ذكر هاذم اللذات
…
" قال: هذا هو من قبل محمد بن عمرو يعني توصيله. اهـ.
وقال أبو داود في "مسائله للإمام أحمد"(1922)(1): سمعت أحمد يُنكر حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
(1) طبعة طارق عوض.
"أكثروا ذكر هاذم اللذات؛ الموت" قال: هذا هو من قبل محمد بن عمرو -يعني-: توصيله. اهـ.
وقد ذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 235 - 236 وقال: رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه. ورواه الطبراني في "الأوسط" بإسنادٍ حسن، وابن حبان في "صحيحه"
…
اهـ.
وفي الباب عن ابن عمر وابن مسعود أيضًا وعن أنس وعمر بن الخطاب:
أولًا: حديث ابن عمر رواه القضاعي في "مسند الشهاب" 1/ 392 والطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 8/ 259 كلاهما من طريق أبي عامر الأسدي عن عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا ذكر هاذم اللذات - يعني الموت- فإنه ما كان في كثير إلا قلله ولا قليل إلا جزأه".
قال الطبراني عقبه: لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 108: فيه من لا يعرف. اهـ.
قلت: لعله يريد أبا عامر القاسم بن محمد الأسدي ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 119 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا، وحسنه الهيثمي فقال في "مجمع الزوائد" 10/ 309 إسناده حسن. اهـ.
وقال الألباني في "الإرواء" 3/ 146: رجاله موثقون غير القاسم
…
اهـ.
وروى البخاري (6416) قال: حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو المنذر الطفاوي عن سليمان الأعمش قال: حدثني مجاهد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمَنكِبي فقال: "كن في الدُّنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك.
ثانيًا: حديث ابن مسعود رواه البخاري (6417) قال: حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال: حدثني أبي عن منذر عن ربيع بن خثيم عن عبد الله رضي الله عنه قال: خطَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم خطًّا مُربعًا وخطَّ خطًّا في الوسط خارجًا منه، وخط خُطُطًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال:"هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به -أو: قد أحاط به- وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخُطُطُ الصغار الأعراض؛ فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا".
ثالثًا: حديث أنس بن مالك رواه البخاري (6418) قال: حدثنا مسلم حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال: خط النبيُّ صلى الله عليه وسلم خطوطًا فقال: "هذا الأمل وهذا أجله؛ فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب".
وروى الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 8/ 259 وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 252 والبزار في "مختصر زوائد مسند
البزار على الكتب الستة والمسند" 2/ 466 كلهم من طريق مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقوم من الأنصار يضحكون فقال: "أكثروا من ذكر هادم اللذات".
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن ثابت إلا حماد، تفرد به مؤمل. اهـ.
قلت: مؤمل بن إسماعيل العدوي مولى آل الخطاب البصري تُكُلِّم فيه.
قال البخاري عنه: منكر الحديث. اهـ.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه فعظمه ورفع من شأنه إلا أنه يهم في الشيء. اهـ.
وقال الدارقطني: ثقة كثير الغلط. اهـ.
وقال ابن نافع: صالح يخطئ. اهـ.
وقال محمد بن نصر المروزي: المؤمل إذا انفرد بحديث وجب أن يتوقف ويثبت فيه لأنه كان سيئ الحفظ كثير الغلط. اهـ.
وقد نقل الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 108 عن ابن السكن تصحيحه، وحسن المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 236 الحديث فقال: رواه البزار بإسناد حسن. اهـ.
وكذا فعل الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 308.
وقال الألباني في "الإرواء" 3/ 146: هذا سند صحيح على شرط مسلم. اهـ.
وفي تحسين الحديث أو تصحيحه نظر؛ لأن فيه مؤمل وهو إن كان توبع فإن الإمام أبا حاتم أنكره فقال كما في "العلل" 2/ 131: هذا حديث باطل. اهـ.
رابعًا: حديث عمر بن الخطاب رواه أبو نعيم في "الحلية" 6/ 355 قال: حدثنا أبو زيد محمد بن جعفر بن علي المنقري حدثنا علي بن العباس البجلي حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن الزهري حدثنا عبد الملك بن يزيد حدثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا ذكر هاذم اللذات" قلنا: يا رسول الله! وما هاذم اللذات؟ قال: "الموت".
قال أبو نعيم عقبه: غريب من حديث مالك تفرد به جعفر عن عبد الملك. اهـ.
قلت: إسناده ضعيف؛ فإن عبد الملك بن يزيد مجهول روى خبرًا موضوعًا، رواه ابن الجوزي في "الموضوعات".
وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 667: عبد الملك بن يزيد روى عن أبي عوانه بخبر باطل في ترك التزويج لا يُدرَى من هو
…
اهـ.
* * *