الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في صنع الطعام لأهل الميت
592 -
وعن عبدِ الله بن جَعفرٍ رضي الله عنهما قال: لَمَّا جاءَ نَعيُ جَعْفَرٍ حينَ قُتِل، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اصنَعُوا لآل جَعفرٍ طعامًا؛ فقد أتاهُم ما يَشغَلُهُم" أخرجه الخمسة إلا النسائي.
رواه أبو داود (3132) والترمذي (998) وابن ماجه (1610) وأحمد 1/ 205 والبغويُّ في "شرح السنة" 5/ 460 والحاكم 1/ 527 كلهم من طريق جعفر بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر به مرفوعًا.
قلت: رجاله ثقات غير أن خالد بن سارة ويقال: ابن عبيد بن سارة المخزومي المكي لم أجد من وثقه غير أن ابن حبَّان ذكره في "الثقات"، لكن مثله يقبل حديثه حيث إن الترمذي قوَّى حديثه فقال 3/ 380: هذا حديث حسن صحيح. اه.
وأيضًا روى عنه عطاء بن أبي رباح.
ولهذا قال الذهبي في "الميزان" 1/ 630: ما وثق، لكن يكفيه أنَّه روى عنه أيضًا عطاء. اه.
وقال في "الكاشف"(1323) وثق. اه.
وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 146: صححه ابن السكن. اه.
وقال الحاكم 1/ 528: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اه.
ووافقه الذهبي.
ولما نقل ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 3/ 403 قول عبد الحق: جعفر ثقة .. تعقبه فقال: كذا قال ولم يبين لم لا يصح، وذلك أن خالد بن سارة لا تعرف حاله، وروى عنه ابنه وعطاء بن أبي رباح قاله البخاري، وأهمله ابن أبي حاتم كسائر من يجهل أحوالهم، ولا أعلم له إلا حديثان هذا أحدهما. اه.
وفي الباب عن أسماء وأثر عائشة وعمر بن الخطّاب:
أولًا: حديث أسماء رواه ابن ماجه (1611) قال: حدثنا يحيى ابن خلف أبو سلمة قال: ثنا عبد الأعلى عن محمَّد بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن أم عيسى الجرار قالت: حدثتني أم عون ابنة محمَّد بن جعفر عن جدتها أسماء بنت عميس قالت: لما أصيب جعفر رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فقال: "إن آل جعفر قد شغلوا بشأن ميتهم؛ فاصنعوا لهم طعامًا" قال عبد الله: فما زالت سُنَّة حتى كان حديثًا فترك.
قلت: في إسناده أم عيسى الجزار ويقال: الخزاعية لا يعرف حالها كما قال الحافظ في "التقريب"(8754)، وأما أم عون بنت محمَّد بن جعفر بن أبي طالب فقد رمز لها الحافظ في "التقريب"(8750) مقبولة. اه. وسبق الكلام على حالها.
ثانيًا: أثر عائشة رواه البخاري (5417) ومسلم 4/ 1736 كلاهما من طريق الليث بن سعد قال: حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثمَّ تفرقن إلا أهلها وخاصتها، أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت، ثمَّ صنع ثريد؛ فَصُبَّت التلبينة عليها ثمَّ قالت: كلن منها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض، تذهب بعض الحزن".
ثالثًا: أثر عمر بن الخطّاب رواه أحمد بن منيع كما في "المطالب" 833 قال: حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال: كنت أسمع عمر رضي الله عنه يقول: لا يدخل أحد من قريش في باب إلا دخل معه ناس، فلا أدري ما تأويل قوله، حتى طعن عمر رضي الله عنه فأمر صهيبًا رضي الله عنه أن يصلي بالناس ثلاثًا، وأمر أن يجعل للناس طعامًا، فلما رجعوا من الجنازة جاؤوا وقد وُضعت الموائد؛ فأمسك الناس عنها للحزن الذي هم فيه، فجاء العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال: يا أيها الناس قد مات
…
الحديث.
قلت: إسناده ضعيف؛ لأن فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف كما سبق (1).
* * *
(1) راجع باب: إذا وقع الذباب في الإناء.