الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في فضل اتباع الجنائز وصفته
568 -
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "من شَهِدَ الجِنازةَ حتى يُصلَّى عليها فله قِيراطٌ، ومَن شهِدَها حتى تُدفَن فله قِيراطانِ"، فقيل: وما القِيراطانِ؟ قال: "مِثلُ الجبلينِ العظيمينِ". متفق عليه، ولمسلم "حتَّى تُوضَعَ" وللبخاري:"مَن تَبع الجِنازةَ إيمانًا واحتسابًا، وكان معها حتَّى يُصَلَّى عليها ويَفرُغَ من دَفنِها فإنه يَرجِعُ بقِيراطَينِ كُلُّ قيراطٍ مثلُ جبلِ أحدٍ".
رواه البخاري (1325) ومسلم 2/ 652 والنسائي 4/ 76 وأحمد 2/ 401 والبيهقي 3/ 412 كلهم من طريق يونس عن ابن شهاب قال: حدثني عبد الرحمن بن هرمز الأعرج؛ أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط. ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان"، قيل وما القيراطان؟ قال:"مثل الجبلين العظيمين".
ورواه البخاري ومسلم 2/ 653 والنسائي 4/ 76 وابن ماجه 1/ 491 (1539) والبيهقي 3/ 312 وغيرهم كلهم من طريق معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعًا: بنحوه. ولفظ مسلم "حتى توضع في اللحد" وكذا لفظ عبد الرزاق.
ورواه مسلم 2/ 653 والبيهقي 3/ 413 وغيرهم من طريق يزيد ابن كيسان قال: أخبرني أبو حازم عن أبي هريرة به مرفوعًا بنحوه.
ورواه البخاري (47) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن علي المنجوفيُّ قال: حدثنا روح قال: حدثنا عوف عن الحسن ومحمد عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا، وكان معه حتى يُصلَّى عليها ويَفرُغَ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطينِ كلُّ قيراطٍ مثلُ أحد، ومن صلَّى عليها ثم رجع قبل أن تُدفَن فإنه يرجع بقيراطٍ".
* * *
569 -
وعن سالم عن أبيه رضي الله عنه: أنَّه رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعُمرَ يمشون أمامَ الجِنازةِ. رواه الخمسة. وصحَّحه ابن حِبّان، وأعلَّه النسائيُّ وطائفة بالإرسالِ.
رواه أبو داود (3179) والنسائي 4/ 56 والترمذي (1007 - 1008) وابن ماجه (1482) وأحمد 6/ 8 والبيهقي 4/ 23 وابن حبان في "الموارد"(766) كلهم من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكره، الحديث.
قال النووي في "الخلاصة" 2/ 999: رؤاه الثلاثة بأسانيد صحيحة وفي رواية للشافعي والنسائي والبيهقي زيادة "وعثمان".
قلت: رجاله ثقات لكن أُعل الحديث بالإرسال. فقد رواه ابن جريج وزياد بن سعد وسفيان وغيرهم عن الزهري عن سالم عن أبيه هكذا موصولًا وخالفهم جمع من الحفاظ فرووه مرسلًا منهم معمر ومالك ويونس بن يزيد وغيرهم.
فقد رواه الترمذي (1009) قال: حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يمشون أمام الجنازة.
قال الترمذي 3/ 387: حديث ابن عمر هكذا، رواه ابن جريج وزياد بن سعد وغير واحد عن الزهري عن سالم عن أبيه نحو حديث ابن عيينة.
وروى معمر ويونس بن يزيد ومالك وغير واحد من الحُفاظ عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمشي أمام الجنازة، قال الزهري: أخبرني سالم أن أباه كان يمشي أمام الجنازة.
وأهل الحديث كلُّهم يرون أن الحديث المرسل في ذلك أصح. اه.
ثم قال الترمذي أيضًا: سمعت يحيى بن موسى يقول: قال عبد الرزاق قال ابن المبارك: حديث الزّهري في هذا مرسل أصح من حديث ابن عيينة. اه.
وصحح ابن الجوزي المرسل فقال في "التحقيق"(944) عن الموصول: هذا إسناد صحيح فإن قالوا: قد رواه جماعة من الحفاظ عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمرسل أصح، قلنا: الراوي قد يسند الحديث وقد يرسله.
ومن رواه مرفوعًا فقد أتى بزيادة على من أرسله فوجب تقديم قوله. اه.
وتعقبه ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث" التعليق" 2/ 138.
وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 2/ 137: هكذا رواه ابن عيينة ويحيى بن سعيد ومعمر وموسى بن عقبة وزياد بن سعد ومنصور وابن جريج وغيرهم عن الزهري عن سالم عن أبيه. ورواه مالك عن الزهري مرسلًا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة، والخلفاء هَلُمَّ جَرًّا، وعبد الله بن عمر. وهكذا رواه يونس ومعمر عن الزهري مرسلًا وهو عندهم أصح. اه.
ورواه الطبراني في "الكبير" 12/ 221 رقم (13133) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل حدثني أبي ثنا حجاج بن محمد قال: قرأت على ابن جريج ثنا زياد بن سعد أن ابن شهاب حدثه حدثني سالم عن ابن عمر: أنه كان يمشي بين يدي الجنازة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يمشون أمامها. قال أبي: هذا الحديث. وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو عن الزهري مرسلًا، وحديث سالم فعل ابن عمر، وحديث ابن عيينة كأنه وهم. انتهى كلام الإمام أحمد.
وقال النسائي 4/ 56: هذا خطأ والصواب مرسل. اه.
وقال الألباني حفظه الله في "الإرواء" 3/ 187: توهم ابن عيينة في إسناد هذا الحديث، مما لا وجه له عندي البته، وهو من أعجب
ما رأيت من التوهم بدون حجة، لم ينفرد بإسناده، كما يشير إلى ذلك كلام الترمذي نفسه، وها أنا أذكر ممن وقفت عليه ممن تابعه من الثقات: 1 - 2 - 3: منصور بن المعتمر وزياد بن سعد وبكر بن وائل رواه همام عنهم ثلاثتهم مقرونًا مع سفيان كلهم ذكروا أنهم سمعوا من الزهري يحدث سالمًا
…
أخرجه الترمذي والنسائي والبيهقي
…
4 - ابن أخي الزهري واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم.
قال أحمد 2/ 122: ثنا سليمان بن في داود أنا إبراهيم بن سعد حدثني ابن أخي ابن شهاب عن ابن شهاب عن سالم به.
قلت: وهذا سند صحيح على شرط مسلم
…
انتهى كلام الألباني.
تم ذكر أيضًا متابعة يونس بن عبيد عند الطحاوي ومتابعة عقيل ابن خالد عند الطحاوي وأحمد 2/ 14. ومتابعة العباس بن الحسن عند الطبراني ومتابعة محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وموسى بن عقبة ومتابعة شعيب بن أبي حمزة كلهم عن الزهري به.
قلت: وهذا تتبع جيد من الشيخ الألباني قد لا يظهر له مثيل.
لكن الأئمة حكموا أن المرسل أصح وهم أعلم بعلل الأحاديث من غيرهم.
فقد عاصروا الرواية وعرفوا الشيوخ وحديثهم. والحديث إذا اشتهر إعلاله عند الأئمة فإن جمع الشواهد والمتابعات لا يجدي شيئًا.
نقل أبو داود في "مسائله للإمام أحمد" ص 282 عندما سئل عن حديث "المؤمن يأكل في مِعًى
…
" قال: يطلبون حديثًا من ثلاثين وجهًا أحاديث. وجعل ينكر طلب الطرق نحو هذا. قال: شيء لا ينتفعون به أو نحو هذا الكلام. اه.
وفي الباب عن أبي هريرة وعائشة جميعًا وعن ثوبان وأبى سعيد الخدري وأنس بن مالك وابن عمر.
أولًا: حديث أبي هريرة وعائشة رواه البخاري (1323 - 1324) ومسلم 2/ 653 كلاهما من طريق جرير بن حازم قال سمعت نافعًا يقول: حُدث ابن عمر أن أبا هريرة رضي الله عنهم يقول: من تبع جنازة فله قيراط. فقال: أكثر أبو هريرة علينا فبعث إلى عائشة فسألها فصدقت أبا هريرة. فقال ابن عمر: لقد فرطنا في قراريط كثيرة.
ورواه مسلم 2/ 653 وأبو داود (3169) والبيهقي 3/ 412 كلهم من طريق حيوة بن شريح حدثني أبو صخر -وهو حميد بن زياد- عن يزيد بن عبد الله بن قسيط أنه حدثه أن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص حدثه عن أبيه أنه كان قاعدًا عند ابن عمر
…
فذكره وفيه قصة.
ثانيًا: حديث ثوبان رواه مسلم 2/ 654 والبيهقي 3/ 412 كلاهما من طريق شعبة قال: حدثني قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى على جنازة فله قيراط فإن شهد دفنها فله قيراطان. القيراط مثل أحد".
ثالثًا: حديث أبي سعيد الخدري رواه أحمد 3/ 27 قال: حدثنا سليمان بن داود ثنا وهيب عن عمرو بن يحيى الأنصاري (ح). وأبو سلمة ثنا سليمان بن بلال عن عمرو بن يحيى عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من جاء إلى جنازة فمشى معها من أهلها حتى يصلي عليها فله قيراط ومن انتظر حتى تدفن أو يفرغ منها فله قيراطان مثل أحد".
قلت: رجاله ثقات غير أن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام الإسرائيلي فيه جهالة وذكره ابن حبان في "الثقات" وذكر له البخاري حديثًا وقال: لا يتابع عليه ولا يصح. اه.
ورواه أحمد 3/ 20 قال: حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد بنحوه.
قلت: الصحيح أن الإمام أحمد رواه عن يزيد بن هارون عن الفضيل به كما في "أطراف المسند" للحافظ ابن حجر 6/ رقم (8369) وعلى هذا نبه محققه.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 29: إسناده حسن. اه.
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه عطية العوفي قال عنه الإمام أحمد: هو ضعيف الحديث ثم بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي ويسأله عن التفسير. اه.
وقال أبو زرعة: لين. اه.
وقال أبو حاتم: ضعيف، يكتب حديثه وأبو نضره أحب إليَّ منه. اهـ.
وقال النسائي: ضعيف. اه.
وفضيل بن مرزوق اختلف فيه. فقد وثقه الثوري وابن عيينة وابن معين وقال أحمد: لا أعلم إلا خيرًا. اه.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: صالح الحديث صدوق يهم كثيرًا يكتب حديثه قلت: يحتج به؟ قال: لا. اهـ.
وقال النسائي: ضعيف. اه.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. اه.
رابعًا: حديث أنس بن مالك رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 415 قال: حدثنا محمد بن نوح ثنا محمد بن بكار العبسي ثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة عن أبيه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تبع جنازة فصلى عليها، فله قيراط من الأجر، فإن انتظرها حتى يقضي قضاءها فله أجران". قالوا: وما القيراط؟ يا رسول الله! قال: "مثل أحد".
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن عطاء، إلا ابنه. اه.
قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه روح بن عطاء بن أبي ميمونة
ضعفه ابن معين. وقال الإمام أحمد: منكر الحديث. اه.
وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان يخطئ. اه.
وذكره الساجي في "الضعفاء" ورماه بالقدر. اه.
وقال البزار: ليس بالقوي. اه. وقال ابن الجارود: ضعيف. اه.
وروى أبو يعلى كما في "المقصد العلي"(469) قال: حدثنا الفضل بن الصباح حدثنا أبو عبيدة عن محتسب قال: حدثني يزيد الرقاشي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يشهد جنازة امرئ مسلم إلا كان له قيراط من الأجر، فإن قعد حتى يسوَّى عليها كان له قيراطان من الأجر، كل قيراط مثل أحد".
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه محتسب وهو ابن عبد الرحمن أبو عائذ قال الذهبي في الميزان: لين. اه.
وقال ابن عدي: يروي عن ثابت أحاديث ليست بمحفوظة. اه.
وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 30. وتصحف محتسب إلى محسب والصواب محتسب.
خامسًا: حديث ابن عمر رواه الطبراني في "الأوسط " كما في "مجمع البحرين" 2/ 415 قال: حدثنا معاذ ثنا أمية بن بسطام ثنا يحيى بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى على جنازة فله قيراط، ومن قعد حتى تدفن فله قيراطان" قالوا: مثل قراريطنا هذه؟ قال: "لا، بل مثل أحد".
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن نافع إلا إسماعيل، تفرد به يحيى. اه.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 30: رجاله ثقات. اه.
ورواه أحمد 2/ 16 قال: ثنا يحيى عن إسماعيل حدثني سالم بن عبد الله عن ابن عمر بنحوه.
ورواه أيضًا 2/ 31 - 32 قال: ثنا يزيد أنا إسماعيل عن سالم البراد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
وقد ورد في صفة المشي مع الجنازة أحاديث نذكر هنا عن ابن مسعود والمغيرة بن شعبة وأبي هريرة وأنس بن مالك.
أولًا: حديث عبد الله بن مسعود رواه أحمد 1/ 394 وأبو داود (3184) والترمذي (1011) وابن ماجه (1484) كلهم من طريق يحيى بن عبد الله التيمي -الجابر عن أبي ماجدة عن ابن مسعود قال: سألنا نبينا عن المشي مع الجنازة. فقال: "ما دون الخبب إن يكون خيرًا تعجل إليه، وإن يكن غير ذلك فبعدًا لأهل النار، والجنازة متبوعة ولا تُتْبَعُ، ليس معها من تقدمها".
وعند الترمذي بلفظ "ليس منا من تقدمها" ونحوه لأحمد.
قلت: إسناده ضعيف. لأن فيه يحيى الجابر. قال يحيى بن معين: ليس بشيء. اه.
وقال ابن حبان: يروي المناكير لا يجوز الاحتجاج به بحال. اه.
وأيضًا أبو ماجدة مجهول. قال أبو داود 2/ 223 لا يعرف. اه.
وقال الترمذي 3/ 389: سمعت محمد بن إسماعيل يضعف حديث أبي ماجدة هذا. وقال محمد: قال الحميدي: قال ابن عيينة: قيل ليحيى: من أبو ماجدة هذا؟ قال: طائر طار فحدثنا. اه. يشير إلى جهالته.
والحديث أعله ابن الجوزي في "التحقيق"(949) والبيهقي بما ذكرنا.
وقال النووي في "الخلاصة" 2/ 996 - 997: حديث ضعيف، رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، واتفقوا على ضعفه، وأن أبا ماجدة مجهول منكر الحديث
…
اه.
وفيه علة أخرى، وقد سبق بيانها، كما في باب: ما جاء في الإسراع بالجنازة.
ثانيًا: حديث المغيرة بن شعبة رواه أحمد 4/ 247 وأبو داود (3180) والترمذي (1031) والنسائي 4/ 56، 58 كلهم من طريق زياد بن جبير عن أبيه عن المغيرة بن شعبة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الراكب خلف الجنازة والماشي حيث شاء منها".
قلت: إسناده قوي. قال الترمذي 3/ 704: هذا حديث حسن صحيح. اه
عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" 2/ 141: حديث المغيرة رواه في السنن بطرق وفي لفظه اختلاف. اه.
ثالثًا: حديث أبي هريرة رواه أحمد 2/ 531 وأبو داود (3171) كلاهما من طريق حرب يعني ابن شداد ثنا يحيى حدثني باب بن عمير حدثني رجل من أهل المدينة عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تتبع الجنازة بصوت ولا نار". زاد أحمد "ولا يمشي بين يديها".
قلت: شيخ باب بن عمير وأبوه لم يعرفوا. لهذا قال ابن الجوزي في "التحقيق" 2/ 140 مع "التنقيح": أما حديث أبي هريرة ففيه رجلان مجهولان. اه.
رابعًا: حديث أنس رواه الترمذي (1010) وفي "العلل الكبير" ص 144 وابن ماجه (1483) كلهم من طريق محمد بن بكر البرساني أنبأ يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أنس بن مالك. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يمشون أمام الجنازة.
قلت: إسناده معلول. فقد نقل الترمذي عن البخاري أنه أخطأ فيه البرساني، ورجح أن الحديث مرسل .. وجعل الإمام أحمد الخطأ من يونس فقد قال أبو داود كما في "مسائله للإمام أحمد" (1920): سمعت أحمد ذكر له حديث محمد بن بكر البرساني عن يونس عن الزهري عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يمشون أمام الجنازة؟ فقال: هذا -يعني الوهم- من يونس؛ لعله حدثه حفظًا. اه.
وقال الألباني في "الإرواء" 3/ 191: عقب نقله سؤال الترمذي للبخاري: محمد بن بكر مع أنه ثقة محتج به في "الصحيحين" فإنه لم ينفرد به، بل تابعه أبو زرعة قال: أنا يونس بن يزيد؛ لكنه زاد في آخره "وخلفها" أخرجه الطحاوي بسند صحيح ولا علة له عندي، إلا أن يكون الزهري لم يسمعه من أنس والله أعلم. اه.