الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في اتباع النساء الجنائز
570 -
وعن أُمِّ عطِيَّةَ رضي الله عنها قالت: نُهِينا عن اتِّباعِ الجَنائزِ ولم يُعزَم علينا. متفق عليه.
رواه البخاري (1278) ومسلم 2/ 646 وأبو داود (3167) وابن ماجه (1577) والبيهقي 4/ 77 كلهم من طريق حفصة عن أم عطية به.
ورواه أحمد 6/ 408 وعبد الرزاق 3/ 454 وغيرهما من طريق محمد بن سيرين عن أم عطية به.
ورواه ابن الجارود في "المنتقى"(531) من طريق هشام عن حفصة ومحمد بن سيرين معا عن أم عطية به.
وفي الباب عن علي وعبد الله بن عمرو بن العاص وأنس بن مالك وابن عمر.
أولًا: حديث علي رواه ابن ماجه (1578) قال: حدثنا محمد بن المُصفى ثنا أحمد بن خالد ثنا إسرائيل عن إسماعيل بن سلمان عن دينار أبي عمر عن ابن الحنفية عن علي قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا نسوة جلوس. فقال: "ما يجلسكن؟ " قلن: ننتظر الجنازة. قال: "هل تغسلن" قلن: لا، قال:"هل تحملن؟ " قلن: لا. قال: "هل تُدلين فيمن يُدلي؟ " قلن: لا. قال: "فارجعن مأزورات، غير مأجورات".
قلت: إسناده ضعيف. فإن فيه إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة الأزرق. تكلم فيه. قال ابن معين: ليس حديثه بشيء. اه.
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. واهي الحديث. اه.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. اه.
وقال ابن نمير والنسائي: متروك. اه.
وقال الدارقطني: ضعيف أورد له البخاري حديث عليٍّ "الشاةُ بركة" وابن ماجه: حديث عليٍّ في النهي عن اتباع النساء الجنائز. اه.
ولهذا قال عبد الحق في "الأحكام الوسطى" 2/ 138: إسماعيل ابن سلمان ضعيف، ولا يصح فيه شيء. اه.
قال البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه": في إسناده دينار بن عمر أبو عمر، وهو وإن وثقه وكيع وذكره ابن حبان في "الثقات"، فقد قال أبو حاتم: ليس بالمشهور. وقال الأزدي: متروك. وقال الخليلي في "الإرشاد": كذاب. وإسماعيل بن سليمان قال فيه أبو حاتم: صالح لكن ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ. وباقي رجاله ثقات. اه.
قلت: وهم رحمه الله في إسماعيل فقال: إسماعيل بن سليمان وهو الكحال قال عنه أبو حاتم: صالح وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ. والصواب أن إسماعيل هو ابن سلمان بن أبي المغيرة الأزرق التميمي وهو معروف بالرواية عن دينار بن عمر وعنه إسرائيل وقد أخرج له ابن ماجه بخلاف إسماعيل بن سليمان
الكحال فلم يرو له ابن ماجه شيء بل هو من رجال أبي داود والترمذي. وسبق كلام الدارقطني في إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة: أن ابن ماجه روى له حديث عليٍّ في النهي عن اتباع الجنائز. اه.
ولهذا قال النووي في "الخلاصة" 2/ 1004: رواه ابن ماجه بإسناد ضعيف، من رواية إسماعيل بن سلمان الأزرق وهو ضعيف. اهـ.
ثانيًا: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رواه أبو داود (3123) والنسائي 4/ 27 والبيهقي 4/ 77 والحاكم 1/ 529 كلهم من طريق ربيعة بن سيف المعافري عن أبي عبد الرحمن الحلبي عن عبد الله ابن عمرو بن العاص قال: قبرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني ميتًا- فلما فرغنا انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرفنا معه، فلما حاذى بابه وقف فإذا نحن بامرأة مقبلة قال: أظنه عرفها، فلما ذهبت إذ هي فاطمة عليها السلام فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما أخرجك يا فاطمة من بيتك؟ " قالت: أتيت يا رسول الله أهل هذا البيت فرحمت إليهم ميتهم، أو عزيتهم به، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فلعلك بلغت معهم كدى"، قالت: معاذ الله! وقد سمعتك تذكر فيها ما تذكر، قال:"لو بلغت معهم كدى، ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك" ولم يذكر أبو داود "ما رأيت الجنة
…
" وعند أبي داود فسألت ربيعة عن الكُدَى فقال: القبورُ فيما أحسب.
وأعله النسائي فقال في "السنن" 4/ 28: ربيعة ضعيف. اه.
ونقل في "التهذيب" 3/ 221 عن النسائي أنه قال: ليس به بأس. اه.
وقال البخاري: عنده مناكير. اه. وقال الدارقطني: مصري صالح. اه.
وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطى كثيرًا. اه.
وقال ابن يونس: في حديثه مناكير. اه.
وقال البخاري في "الأوسط": روى أحاديث لا يتابع عليها. اه.
وقال الحاكم 1/ 530: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. اه.
قلت: ربيعة بن سيف لم يخرج له الشيخان بل هو من رجال أبي داود والترمذي والنسائي.
وبه أعله عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 2/ 152: في إسناده ربيعة بن سيف، وربيعة هذا ضعيف الحديث عنده مناكير. اه.
وقد ضعفه أيضًا النووي فقال في "الخلاصة" 2/ 1005: رواه أبو داود والنسائي وغيرهما بإسناد ضعيف. اه.
ثانيًا: حديث أنس بن مالك رواه أبو يعلى كما في "المقصد"(450) قال: حدثنا أحمد بن المقدم العجَلي حدثنا محمد بن حمران حدثنا الحارث بن زياد عن أنس بن مالك قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فرأى نسوة. فقال: "أتحملنه؟ " قلن: لا. قال: "تدفننه؟ " قلن: لا. قال: "فارجعن مأزورات غير مأجورات".
قلت: إسناده ضعيف؛ لأن فيه الحارث بن زياد. قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 433: الحارث بن زياد عن أنس بن مالك، ضعيف مجهول. اه.
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 75: الحارث بن زياد قال: دخلت على أبي عازب مسلم بن عمرو في مرضه. روى عنه أبو نعيم: سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: مجهول. اه.
وذكر الحديث الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 28 وقال: رواه أبو يعلى وفيه الحارث بن زياد. قال الذهبي: ضعيف. اه.
رابعًا: حديث ابن عمر رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 427 قال: حدثنا موسى بن عيسى الجزري البصري ثنا صهيب بن محمد بن عباد بن صهيب ثنا عباد بن صهيب عن الحسن بن ذكوان عن سليمان بن الربيع عن عطاء عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس للنساء أجر في اتباع الجنائز".
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن عطاء إلا سليمان، تفرد به الحسن بن ذكوان. اه.
قلت: إسناده ضعيف. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 28: فيه مجاهيل. اه.
والذي يظهر أنه يشير إلى كلٍّ من شيخ الطبراني وسليمان بن الربيع لأنني لم أجد لهما ترجمة، وكذا صهيب بن محمد بن صهيب ذكره الحافظ ابن حجر في "اللسان" 3/ 242 وقال: له ذكر في ترجمة عمه عباد بن صهيب. اه.
قلت: وعباد بن صهيب البصري متروك قال البخاري: تركوه، كثير الحديث. اه.
وقال أحمد: ما كان بصاحب كذب. اه.
وقال عبد الرحمن بن أحمد عن أبيه: رأيته بالبصرة، وكانت القدرية تبجله. اه.
وقال أبو بكر ابن أبي شيبة: تركنا حديثه قبل أن يموت بعشرين سنة. اه.
وقال النسائي: ليس بثقة. اه.
وقال الساجي عني بطلب الحديث ورحل وكتب عنه الناس وكان قدريًا وكان يحدث عن كل من لقي، وكانت من الكذب. اه.
* * *