الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في النهي عن سب الأموات
595 -
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا الأمواتَ فإنَّهم قد أفْضَوْا إلى ما قَدَّمُوا" رواه البخاري، وروى الترمذي عن المغيرة نحوه لكن قال:"فَتَؤذُوا الأحياءَ".
رواه البخاري (1393) والنسائيُّ 4/ 53 وأحمد 6/ 180 والبيهقيُّ 4/ 75 كلهم من طريق الأعمش عن مجاهد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدَّموا".
قال البخاري: ورواه عبد الله بن عبد القُدّوس ومحمد بن أنس عن الأعمش.
تابعه علي بن الجعد وابن عرعرة وابن أبي عديّ عن شعبة. اه.
وقد اختلف في سماع مجاهد من عائشة فجرم يحيى بن معين وأبو حاتم ويحيى بن سعيد وشعبة بأنّه لم يسمع من عائشة، وخالفهم ابن المديني فقال: لا أنكر أن يكون مجاهد يلقى جماعة من الصحابة وقد سمع من عائشة. اه.
لهذا تبع البخاري شيخه ابن المديني فأخرج حديثه عنها، قال العلائي في "جامع التحصيل" ص 273: حديثه عنها في "الصحيحين" وقد صرح في غير حديث بسماعه منها. اه.
أما حديث المغيرة فقد رواه الترمذي (1983) وابن حبَّان في "الموارد"(1987) والقضاعي في "مسند الشهاب"(925) كلهم من طريق أبي داود الحفري قال: حدثنا سفيان عن زياد بن علاقة أنَّه سمع المغيرة بن شعبة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء".
وعند ابن حبَّان قال: الملائي وأبو داود الحفري به.
وعند أحمد 4/ 252 من طريق وكيع ثنا سفيان به.
ورواه أيضًا 4/ 252 والطبراني في "الكبير" 20/ 420 من طريق أبي نعيم ثنا سفيان به.
ورواه أيضًا 4/ 252 من طريق عبد الرحمن ثنا سفيان عن زياد ابن علاقة قال: سمعت رجلًا عند المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 76: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. اه.
قلت: لكن اختلف في إسناده.
قال الترمذي 6/ 202 وقد اختلف أصحاب سُفيان في هذا الحديث فروى بعضهم مثل رواية الحفري، وروى بعضهم عن سفيان عن زياد بن علاقة قال: سمعت رجلًا يحدث عند المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. اه.
وقال ابن عبد الهادي في "المحرر" 1/ 133 وفي سنده اختلاف. اه.
وفي الباب عن ابن عباس وصخر بن وداعة الغامدي وعائشة وابن عمر:
أولًا: حديث ابن عباس رواه النسائي 8/ 33 قال: أخبرنا أحمد ابن سليمان قال: أنبأنا عبيد الله عن إسرائيل عن عبد الأعلى أنَّه سمع سعيد بن جبير يقول: أخبرني ابن عباس: أن رجلًا وقع في أبٍ كان له في الجاهلية؛ فلطمه العباس فجاء قومه؛ فقالوا: ليلطمنه كما لطمه؛ فلبسوا السلاح، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فصعد المنبر فقال:"أيها الناس أيُّ أهلِ الأرض تعلمون أكرمُ على الله عز وجل؟ " فقالوا: أنت فقال: "إن العباس مني وأنا منه، لا تُسُبُّوا موتانا فتؤذوا أحياءنا" فجاء القوم فقالوا: يا رسول الله نعوذ بالله من غضبك استغفر لنا.
قلت: في إسناده عبد الأعلى بن عامر الثعلبي الكوفي. قال عمرو بن علي: كان عبد الرحمن لا يحدث عنه، وكان يحيى يحدثنا عنه. اه.
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ضعيف الحديث. اه.
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث ربما رفع الحديث وربما وقفه. اه.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي. اه.
وكذا قال النسائي وزاد. ويكتب حديثه. اه.
وقال ابن عديّ: يحدث بأشياء لا يتابع عليها، وقد حدث عنه الثقات. اه.
وقال ابن معين: ليس بذاك القوي. اه.
وقال العقيلي: تركه ابن مهدي والقطان. اه.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي عندهم
…
أه.
ثانيًا: حديث صخر بن وداعة رواه الطبراني في "الكبير" 8/ رقم (7278) وفي "الصغير" 1/ 212 قال: حدثنا عبد الله بن محمَّد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمَّد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان بن عيينة عن يعلي بن عطاء عن عمارة بن حديد عن صخر وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء".
ورواه ابن عديّ في "الكامل" 4/ 255 من طريق عبد الله بن محمَّد بن سعيد بن أبي مريم ثنا الفريابي عن سفيان الثوري عن شعبة عن يعلي بن عطاء عن عمارة بن حديد عن صخر الغامدي؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء".
قال ابن عديّ: ويروي شعبة هذا الحديث عن الأعمش عن مجاهد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم فأحسن ظننا بابن أبي مريم أنَّه دخل له في حديث إن لم يكن تعمد وإنما الإسناد: "بارك لأمتي في بكورها".
وقال عن عبد الله بن محمَّد بن سعيد بن أبي مريم مصري يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل، وقال: يحدث بالأباطيل. اه.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 76: فيه عبد الله بن محمَّد ابن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. اه.
ثالثًا: حديث عائشة رواه أبو داود الطيالسي رقم (3494) قال: حدثنا إياس بن أبي تميمة عن عطاء: أن رجلًا ذكر عند عائشة فلعنته أو سبته فقيل لها: إنه قد مات؛ فقالت: أستغفر الله له؛ فقيل لها: يا أم المؤمنين لعنتيه ثمَّ استغفرت له؛ فقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تذكروا موتاكم إلا بخير".
قلت: رجاله ثقات، وإياس بن أبي تميمة فيروز أبو مخلد البصري وثقه ابن معين وأحمد وأبو حاتم.
قال العجلوني في "كشف الخفاء" 1/ 106: إسناده جيد. اه.
وروى أبو داود (4899) وقال: حدثنا زهير بن حرب ثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات صاحبكم فدعوه ولا تقعوا فيه".
ورواه الترمذي (3892) والدارميُّ 2/ 59 والبيهقيُّ 7/ 468 كلهم من طريق محمَّد بن يوسف الفريابي أخبرنا سفيان عن هشام به وليس فيه "ولا تقعوا فيه".
قلت: رجاله ثقات، لكن أعل بالإرسال.
قال الترمذي 9/ 399: هذا حديث حسن غريب وصحيح من حديث الثوري، وروي هذا عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. اه.
رابعًا: حديث ابن عمر رواه أبو داود (4900) والترمذي (1029) والحاكم 1/ 542 والبيهقيُّ 4/ 75 وابن حبان في "الموارد"(1986)
كلهم من طريق محمَّد بن العلاء بن كريب حدثنا معاوية بن هشام عن عمران بن أنس عن عطاء عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساوئهم".
قال الحاكم 1/ 542: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اه.
ووافقه الذهبي.
قلت: في إسناده عمران بن أنس المكي.
قال الترمذي 3/ 395: هذا حديث غريب، وسمعت محمدًا يقول: عمران بن أنس المكي منكر الحديث. اه.
وقال العقيلي في "الضعفاء" 3/ 296: لا يتابع على حديثه. اه.
وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 423، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 293 ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
والحديث ذكره عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" وسكت عنه.
وتعقبه ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 4/ 212 - 213 فقال: كذا ذكره مسكوتًا عنه، وهو إنما يرويه معاوية بن هشام عن عمران بن أنس المكي عن عطاء. وعمران بن أنس أبو أنس مكي أهمله ابن أبي حاتم؛ كأنه لم يعرف حاله، وذكره البخاري بحديث عن عائشة ثمَّ قال: لا يتابع عليه، وذكره الترمذي في "جامعه" عن البخاري أنَّه قال: عمران بن أنس المكي منكر الحديث وهو
القائل: كل من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه، وقد كنت ظننت أنَّه خفى على أبي محمَّد أمر عمران بن أنس هذا واختلط عليه بعمران بن أبي أنس البصري فإذا به لما ذكر الحديث في كتابه "الكبير" اتبعه ما ذكر الترمذي عن البخاري؛ فلا أدري كيف سكت عنه هنا، وهو من أحاديث أحكام التكليف فاعلمه. اه.
وقال النوويّ في "الأذكار" ص 140 - 141 و"الخلاصة" 2/ 942: رواه أبو داود والترمذي بإسناد ضعيف. ضعفه الترمذي. اه.
خامسًا: أثر عبد الله بن عمرو رواه ابن أبي شيبة 3/ 167 قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: ساب الميت كالمشرف على التهلكة.
قلت: رجاله ثقات، وإسناده قوي ظاهره الصحة.
* * *
كتاب الزكاة