الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في كراهية النعي
555 -
وعن حذيفة رضي الله عنه: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان ينهَى عن النَّعْيِ. رواه أحمد والترمذي وحسنه.
رواه أحمد 5/ 385، 406 والترمذي (986) وابن ماجه (1476) كلهم من طريق حبيب بن سليم العبسي عن بلال بن يحيى العبسي عن حذيفة بن اليمان قال: إذا مت فلا تؤاذنوا بي. إني أخاف أن يكون نعيًا. فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النعي.
قلت: رجاله ثقات غير أن حبيب بن سليم العبسي الكوفي لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا غير أن ابن حبان ذكره في "الثقات".
وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 102 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وقد حسن الترمذي حديثه هذا.
ورواه عن حبيب بن سليم كلٌّ من عبد الله بن المبارك وعبد القدوس بن بكر، ابن خنيس ووكيع.
ويشهد له حديث عبد الله بن مسعود رواه الترمذي (984) قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا حكام بن سلم وهارون بن المغيرة عن عنبسة عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والنعي، فإن النعي من عمل الجاهلية". قال عبد الله: والنعي أذان بالميت.
قلت: إسناده ضعيف؛ لأن فيه محمد بن حميد بن حيار التميمي أبو عبد الله الرازي شيخ الترمذي، اختلف فيه والأقرب تضعيفه.
وقد سبق الكلام عليه في الباب السابق.
وكذلك في إسناده أبو حمزة الأعور اسمه ميمون القصاب الكوفي، قال أبو موسى: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن سفيان عن أبي حمزة قط. اهـ.
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ضعيف الحديث. اهـ. وقال مرة: متروك الحديث. اهـ.
وقال ابن أبي خثيمة عن ابن معين: ليس بشيء لا يكتب حديثه. اهـ.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي، يكتب حديثه. اهـ.
وقال البخاري: ليس بذاك. اهـ. وقال مرة: ضعيف ذاهب الحديث. اهـ.
وقال الدارقطني: ضعيف جدًّا. اهـ.
ورواه الترمذي (985) من طريق سفيان الثوري عن أبي حمزة عن إبراهيم عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، ولم يرفعه ولم يذكر فيه: النعي أذان بالميت.
قال الترمذي 3/ 366: وهذا أصح من حديث عنبسة عن أبي حمزة وأبو حمزة ميمون الأعور. وليس بالقوي عند أهل الحديث. اهـ. وقال أيضًا: حديث عبد الله حديث حسن غريب. اهـ.
وقال عبد الحق في "الأحكام الوسطى" 2/ 121: يروى موقوفًا عن عبد الله، والموقوف أصح. اهـ.
وسئل الدارقطني في "العلل" 5 / رقم (796) عن حديث علقمة عن عبد الله قال: الأذان من النعي والنعي من عمل الجاهلية. فقال: حدثنا القاضي أبو عمر ومحمد بن مخلد قالا: ثنا أحمد بن منصور ثنا يزيد بن أبي حكيم ثنا سفيان عن منصور وأبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: الأذان من النعي والنعي من عمل الجاهلية. قال إبراهيم: إذا كان عندك من يحمل جنازتك فلا يؤذن بها أحد. كذا قال العدني ووهم.
والصواب عن ميمون أبي حمزة وكذلك قال: وكيع ويزيد بن هارون وغيرهم عن الثوري.
وكذلك قال إسرائيل عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم والنعي فإنه من أمر الجاهلية". قال أبو سعيد الأشج عن أبي خالد أو غيرهما عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه نهى عن النعي وقال: "من أمر الجاهلية" والصحيح من قول عبد الله. انتهى كلام الدارقطني.
وسيأتي أحاديث الباب عنه عند حديث (586) في باب: ما يكره من النياحة على الميت.
* * *