الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في تلقين المحتضر لا إله إلا الله
534، 535 - وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقِّنُوا مَوْتاكم: لا إله إلا الله" رواه مسلم والأربعة.
أولًا: حديث أبي سعيد الخدري رواه مسلم 2/ 631 وأبو داود (3117) والترمذي (976) والنسائي 4/ 5 وابن ماجه (1445) وأحمد 3/ 3 والبيهقي 3/ 383 وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 224 كلهم من طريق عمارة بن غزية حدثنا يحيى بن عمارة قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:
…
فذكره مرفوعًا.
قال الترمذي 3/ 359: حديث أبي سعيد حديث حسن غريب صحيح. اهـ.
ثانيًا: حديث أبي هريرة رواه مسلم 2/ 631 وابن ماجه (1444) والبيهقي 3/ 383 كلهم من طريق أبي خالد الأحمر عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله".
ورواه ابن حبان في "الموارد"(719) من طريق محمَّد بن إسماعيل الفارسي عن الثوري عن منصور عن هلال بن يساف عن الأغر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله،
من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يومًا من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه".
قلت: محمَّد بن إسماعيل الفارسي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يغرب. اهـ.
وأخرجه البزار في "مختصر زوائده على الكتب الستة والمسند" 1/ 61 قال: حدثنا أبو كامل حدثنا أبو عوانة عن منصور به مرفوعًا بلفظ: "من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه".
قال البزار عقبه: هذا لا نعلمه يروَى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد.
ورواه عيسى بن يونس عن الثوري عن منصور أيضًا وقد روي عن أبي هريرة موقوفًا ورفعه أصح. اهـ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 17: رواه البزاو والطبراني في "الأوسط" و"الصغير" ورجاله رجال الصحيح. اهـ.
وتعقبه الحافظ ابن حجر في تعليقه على "مختصر زوائد البزار" فقال: له علَّتهُ، رواه حصين عن هلال فأدخل بينه وبين أبي هريرة رجلًا
…
اهـ.
قلت: الموقوف رواه عبد الرزاق 3/ 387 عن الثوري عن حصين ومنصور أو أحدهما عن هلال بن يساف عن أبي هريرة قال: من قال عند موته: لا إله إلا الله أنجته يوما من الدهر، أصابه قبل ذلك ما أصابه.
وله طريق آخر عن أبي هريرة كما سيأتي في أحاديث الباب.
وفي الباب عن أبي هريرة أيضًا وعائشة ومعاذ والمسيب وابن مسعود وابن عمر وصفوان بن عسال:
أولًا: حديث أبي هريرة رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 371 قال: حدثنا وصيف ابن عبد الله الأنطاكي الحافظ نا سليمان بن سيف أبو داود الحراني ثنا سعيد بن سلام العطار ثنا عمر بن محمَّد بن صهبان المدني عن صفوان بن سليم عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله وقولوا: الثبات الثبات، ولا قوة إلا بالله".
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن صفوان إلا عمر. اهـ.
قلت: إسناده واهٍ؛ لأن سعيد بن سلام العطار كذبه ابن نمير.
وقال البخاري: يذكر بوضع الحديث. اهـ.
وقال أحمد بن حنبل: كذاب
…
اهـ.
وقال أيضًا: اضرب على حديثه. اهـ.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث جدًّا. اهـ.
وقال النسائي: بصري ضعيف. اهـ.
وكذلك شيخه عمر بن محمَّد بن صهبان ضعيف، ويقال: عمر بن صهبان.
قال أحمد: لم يكن بشيء أدركته ولم أسمع منه. اهـ.
وقال الدوري عن ابن معين: لا يسوى حديثه فلسًا. اهـ.
وقال معاوية بن صالح عن ابن معين: ليس بذاك. اهـ.
وقال البخاري: منكر الحديث. اهـ.
وقال النسائي: ضعيف. اهـ.
وقال في موضع آخر: متروك الحديث. اهـ.
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث واهي الحديث. اهـ.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث متروك الحديث. اهـ.
وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 323 ولم يذكر العلة الأولى.
وروى ابن حبان في "صحيحه"(719)"الموارد" من طريق محمَّد بن إسماعيل الفارسي حدثنا الثوري عن منصور عن هلال بن يساف عن الأغر عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يومًا من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه".
قال الألباني في "الإرواء" 3/ 150: رجاله كلهم ثقات معرفون غير محمَّد بن إسماعيل هذا، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب كما في "اللسان"
…
اهـ.
وللحديث طريق آخر عن أبي هريرة رواه ابن عدي في "الكامل" في ترجمة عكرمة بن إبراهيم، وذكر الدارقطني في "العلل" 11 / رقم (2241) الاختلاف في إسناده.
ثانيًا: حديث عائشة رواه النسائي 4/ 5 قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب قال: حدثني أحمد بن إسحاق قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا منصور بن صفية عن أُمه صفية بنت شيبة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقنوا هلكاكم قول: لا إله إلا الله".
قلت: رجاله ثقات، وإسناده قوي وصفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى ذكرها ابن حبان في ثقات التابعين، وورد في "صحيح البخاري" التصريح بسماعها فقد ذكر المزي في "الأطراف" 11/ 343 أن البخاري قال في "صحيحه" (1349): قال أبان بن صالح عن الحسن بن مسلم عن صفية بنت شيبة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يا أيها الناس إن الله حرم مكة
…
".
وتعقب الحافظ ابن حجر في التهذيب 12/ 459 بهذا الحديث ابن حبان في ذِكْرِها في التابعين.
ونقل المزي في "تحفة الأشراف" 11/ 342 عن البرقاني أنه قال: صفية بنت شيبة ليست بصحابية وحديثها مرسل، وإن كان البخاري أخرجه. اهـ.
ورجح الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 12/ 458 وفي "التقريب"(8622) بأن لها رؤية وأنكر هذا الدراقطني.
وأعله أيضًا المزي بأن في إسناده أبان بن صالح وهو ضعيف. اهـ.
ثالثًا: حديث معاذ رواه أبو داود (3116) والحاكم 1/ 503 كلاهما من طريق عبد الحميد بن جعفر قال: حدثني صالح بن
أبي عريب عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة".
قلت: رجاله لا بأس بهم، غير أن صالح بن أبي عريب واسمه قليب بن حرمل بن كليب لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا غير أن ابن حبان ذكره في "الثقات"، ورمز له الحافظ في "التقريب" (2880): مقبول. اهـ.
قال الألباني حفظه الله في "الإرواء" 3/ 150: رجاله ثقات كلهم غير صالح بن أبي عريب. قال ابن منده: مصري مشهور، وقال ابن القطان: لا يعرف حاله، ولا يعرف من روى عنه غير عبد الحميد بن جعفر. قال الذهبي: قلت: بلى؛ روى عنه حيوة بن شريح والليث وابن لهيعة وغيرهم، له أحاديث وثقه ابن حبان. قلت: فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى. اهـ.
والحديث صححه الحاكم فقال 1/ 503: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي.
رابعًا: حديث المسيب رواه البخاري (1360) ومسلم 1/ 54 كلاهما من طريق ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة. جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أميه بن المغيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عم! قل: لا إله إلا الله. كلمة أشهد لك بها عند الله". فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه، ويعيد له تلك المقالة، حتى
قال أبو طالب آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب، وأبي أن يقول: لا إله إلا الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما والله! لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك". فأنزل الله عز وجل: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)} [التوبة: 113]. وأنزل الله تعالى في أبي طالب فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)} [القصص: 56].
وروى مسلم نحوه عن أبي هريرة.
خامسًا: حديث ابن مسعود رواه الطبراني في "الكبير" 10/ 233 الحديث (10417) قال: حدثنا عبد ابن بن أحمد ثنا سليمان بن أيوب صاحب البصري حدثنا حماد بن زيد عن عاصم بن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود وفعه قال: "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله؛ فإن نفس المؤمن تخرج رشحًا ونفس الكافر تخرج من شدقه كما تخرج نفس الحمار".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 323: رواه الطبراني في "الكبير" وإسناده حسن. اهـ.
قلت: عاصم بن أبي النجود تكلم في حفظه وهو حسن الحديث، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" 5/ 33 (5025).
وقال الألباني حفظه الله في "السلسلة الصحيحة" 5/ 184 (2151) بعد أن عزاه للطبراني في "الكبير": هذا إسناد حسن رجاله كلهم
ثقات على خلاف في عاصم، وهو ابن أبي النجود بسبب حفظه والذي استقر عليه رأي المحققين فيه أنه وسط حسن الحديث حجة ما لم يخالف. اهـ.
سادسًا: حديث ابن عمر رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 370 قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي نا سهل بن عثمان ثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن زاذان عن بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لُقن لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة".
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن عطاء إلا أبو الأحوص. اهـ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 322: فيه عطاء بن السائب، وفيه كلام. اهـ.
قلت: عطاء بن السائب تكلم في حديثه؛ لأنه طرأ عليه اختلاط، لكن رواه الإِمام أحمد 3/ 474 قال: حدثنا حسن بن موسى قال: ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن زاذان أبي عمرو قال: حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من لُقن عند الموت لا إله إلا الله دخل الجنة".
قلت: رجاله لا بأس بهم وحماد بن سلمة سمع من عطاء قبل الاختلاط.
قال ابن الكيال في "الكواكب النيرات" ص 72: قال الطحاوي: وإنما حديث عطاء الذي كان منه قبل تغيره يؤخذ من أربعة لا من
سواهم، وهم شعبة وسفيان الثوري وحماد بن سلمة وحماد بن زيد، وقال حمزة بن محمَّد الكناني في "أماليه": حماد بن سلمة قديم السماع من عطاء.
وقال عبد الحق في "الأحكام": إن حماد بن سلمة سمع منه بعد الاختلاط كما قاله العقيلي. اهـ.
سابعًا: حديث صفوان بن عسال رواه الطبراني في "الكبير" 8/ 80 رقم (7390) قال: حدثنا الحسن بن إسحاق التستري حدثنا المسيب بن واضح حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن ابن عجلان عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن صفوان بن عسال، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على غلام من اليهود وهو مريض فقال: "أتشهد أن لا إله إلا الله". قال: نعم. قال: "أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ " قال: نعم. ثم قبض؛ فوليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون فغسلوه ودفنوه.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 323: رواه الطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن. اهـ.
قلت: المسيب بن واضح السلمي تكلم فيه.
قال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيرًا؛ فإذا قيل له: لم يقبل. اهـ.
وقال الدارقطني: ضعيف. اهـ.
وقال أبو داود: كان يضع الحديث. اهـ.
وقال الدارقطني أيضًا والعقيلي: متروك. اهـ. وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأصل الحديث في "صحيح البخاري"(1356) قال: حدثنا سليمان بن حرب حدَّثنا حماد وهو ابن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض؛ فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده؛ فقعد عند رأسه فقال له: "أسلم"؛ فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم؛ فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقل: "الحمد لله الذي أنقذه من النار".
* * *