الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في الدعاء في صلاة الجنازة
564 -
وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: صَلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جِنازَةٍ فحفظتُ مِن دعائه: "اللَّهمَّ اغفِرْ له وارحَمْه، وعافِه واعفُ عنه، وأكرِمْ نُزُلَهُ، ووَسِّع مُدْخلَه، واغسِلْه بالماء والثلج والبَرَدِ، ونَقِّهِ من الخطايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدنسِ، وأبدِلْهُ دارًا خيرًا من دارِه، وأهلًا خيرًا من أهلِه، وأدخِلْه الجنةَ، وقِهِ فتنة القبرِ وعذابَ النارِ". رواه مسلم.
رواه مسلم 2/ 662 والنسائي 4/ 73 وابن ماجه (1500) وأحمد 6/ 23 والبيهقي 4/ 40 والبغوي في "شرح السنة" 5/ 356 كلهم من طريق حبيب بن عبيد عن جبير بن نفير. سمعه يقول: سمعت عوف بن مالك يقول: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول:"اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه. وأكرم نزله. ووسع مدخله. واغسله بالماء والثلج والبرد. ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارًا خيرًا من داره. وأهلًا خيرًا من أهله وزوجًا خيرًا من زوجه. وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر (أو: من عذاب النار) " قال: حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت. هذا لفظ لمسلم. وليس عند ابن ماجه ذكر جبير بن نفير.
ورواه مسلم 2/ 663 والترمذي (1025) والنسائي 4/ 73 وأحمد 6/ 28 والبيهقي 4/ 40 وابن الجارود في "المنتقى"(539) كلهم من طريق عبد الرحمن بن جبير عن أبيه به بلفظ: "اللهم اغفر له وارحمه. واعف عنه وعافه. وأكرم نزله. ووسع مدخله. واغسله بماءٍ وثلج وبرد. ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. وأبدله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله وزوجًا خيرًا من زوجه وقه فتنة القبر وعذاب النار" قال عوف: تمنيت أن لو كنت أنا الميت؛ لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الميت. هذا اللفظ لمسلم.
قال الترمذي 3/ 410: هذا حديث حسن صحيح. قال محمد بن إسماعيل: أصح شيء في هذا الباب هذا الحديث .. اهـ.
* * *
565 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إذا صَلَّى على جِنازةٍ يقول: "اللهمَّ اغفِرْ لِحَيِّنا ومَيِّتنا، وشاهدِنا وغائبنا، وصغيرِنا وكبيرِنا، وذكرِنا وأُنثانا، اللهمَّ مَن أحيَيتَه مِنّا فأَحيِهِ على الإسلامِ، ومَن تَوَفَّيتَه مِنَّا فتوفَّه على الإيمانِ، اللهمَّ لا تحرِمنا أجرَهُ، ولا تُضِلَّنا بعده". رواه مسلم والأربعة.
رواه الترمذي (1024) والنسائي في "الكبرى" 1/ 643 وفي "الصغرى" 4/ 74 وأحمد 4/ 170 والبيهقي 4/ 40 - 41 كلهم من
طريق يحيى بن أبي كثير. حدثني أبو إبراهيم الأشهلي عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى على جنازة قال: "اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا".
قال الترمذي 3/ 400: حديث والد أبي إبراهيم حديث حسن صحيح. وقال: سمعت محمدًا يقول: أصح الروايات في هذا: حديث يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم الأشهلي عن أبيه. وسألته عن اسم أبي إبراهيم فلم يعرفه. اهـ.
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 332 عن أبيه أنه قال: لا يدرى من هو ولا أبوه. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 12/ 3: وقال قوم: إنه عبد الله بن أبي قتادة ولا يصح أنه من بني سلمة هذا من بني عبد الأشهل. اهـ.
ولهذا أعله أبو حاتم كما في "علل ابنه"(1076) أنه سأل أباه عن حديث رواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي إبراهيم الأنصاري رجل من بني عبد الأشهل قال: حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الصلاة على الميت: "اللهم اغفر
…
" قال أبي: أبو إبراهيم مجهول هو وأباه.
ثم قال أبو محمد: وتوهم بعض الناس أنه عبد الله بن أبي قتادة وغلط فإن أبا قتادة من بني سلمة وأبو إبراهيم رجل من بني عبد الأشهل. اهـ. وأبو محمد هو ابن أبي حاتم.
ورواه أبو داود (3201) وأحمد 2/ 368 وابن حبان في "الموارد"(757) والبيهقي 4/ 41 والحاكم 1/ 511 كلهم من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: صَلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فقال: "اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأُنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإيمان، ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام. اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده" هذا اللفظ لأبي داود.
قال الحاكم 1/ 511: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. اهـ.
ورواه ابن ماجه (1498) من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة به بمثله.
قلت: في إسناده ابن إسحاق وسبق الكلام عليه (1) وقد أعل طريق أبي سلمة بالإرسال. قال ابن أبي حاتم في "العلل"(1058): سألت أبي عن حديث رواه محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه صلى على جنازة فقال:"اللهم اغفر لحينا وميتنا وذكرنا وأنثانا"، قال أبي: رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم. مرسل. لا يقول: أبو هريرة ولا يوصله عن أبي هريرة إلا غير متقن. والصحيح مرسل. اهـ.
(1) راجع باب: ما جاء في الاستنجاء بالماء من التبرز.
وقال أيضًا ابن أبي حاتم في "العلل"(1047) سألت أبي عن حديث رواه محمد بن ذكوان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صَلَّى على جنازة قال:"اللهم اغفر لحينا وميتنا". قال أبي: هذا خطأ. الحفاظ لا يقولون: أبا هريرة إنما يقولون: أبا سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
وقال الترمذي 3/ 400: روى هشام الدستوائي وعلي بن المبارك هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. اهـ.
تنبيه: عزو حديث أبي هريرة إلى مسلم كما فعل الحافظ ابن حجر وَهْمٌ. وهو إما أن يكون من الحافظ ابن حجر أو من النساخ وهو الأقرب، لأن الحافظ ابن حجر لما ذكر الحديث في "تلخيص الحبير" 2/ 130 عزاه إلى السنن وأحمد ولم يعزه إلى مسلم.
* * *
566 -
وعنه رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صَلَّيتُم على الميِّتِ فأخلِصُوا له الدعاءَ". رواه أبو داود وصححه ابنُ حبان.
رواه أبو داود (3199) وابن ماجه (1497) وابن حبان في "الموارد"(755) والبيهقي 4/ 40 كلهم من طريق محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة
ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا صليتُم على الميت فأخلصوا له الدعاء".
قلت: في إسناده محمد بن إسحاق وهو مدلس كما سبق (1).
لكن رواه ابن حبان في "الموارد"(754) وفيه تصريح ابن إسحاق بالسماع، وذلك من طريق إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن ابن إسحاق وقال: حدثني محمد بن إبراهيم عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن وسليمان الأغر مولى جهينة. كلهم حدثني عن أبي هريرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
لهذا قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 130: فيه ابن إسحاق وقد عنعن، لكن أخرجه ابن حبان من طريق أخرى عنه مصرحًا بالسماع. اهـ.
وقال الألباني في "الإرواء" 3/ 180: هذا سند حسن، ورجاله كلهم ثقات، إلا أن ابن إسحاق مدلس. وقد عنعنه لكن قال الحافظ في "التلخيص"
…
اهـ.
قلت: رجاله ثقات ومحمد بن إبراهيم بن الحارث ثقة من رجال الجماعة وقد وثقه أبو حاتم والنسائي وغيرهما لكن له أفراد. لهذا قال الإمام أحمد: في حديثه شيء يروى أحاديث مناكير. اهـ.
وفي الباب عن المغيرة بن شعبة وعائشة وأبي قتادة وواثلة بن الأسقع وابن عباس وابن مسعود.
(1) راجع باب: الاستنجاء بالماء من التبرز.
أولًا: حديث المغيرة بن شعبة وسيأتي تخريجه.
ثانيًا: حديث عائشة رواه الحاكم 1/ 511 قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا عمر بن يونس بن القاسم اليمامي ثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: سألت عائشة أم المؤمنين: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الميت؟ قالت: كان يقول: "اللهم اغفر لحينا وميتنا وذكرنا وأُنثانا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان".
قال الحاكم 1/ 511: صحيح على شرط مسلم. اه. ووافقه الذهبي.
قلت: عكرمة بن عمار العجلي. تكُلِّم فيه خصوصًا فيما رواه عن يحيى بن أبي كثير. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: عكرمة مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير. اه.
ونحوه نقل أبو زرعة الدمشقي عن الإمام أحمد، وقال ابن المديني: أحاديث عكرمة عن يحيى بن أبي كثير ليست بذاك مناكير، كان يحيى بن سعيد يضعفها. اه. وقال البخاري: مضطرب في حديث يحيى بن أبي كثير. اه.
وكذا قال أبو داود. وقال أبو حاتم: كان صدوقًا وربما وهم في حديثه وربما دلس. وفي حديثه عن يحيى بن أبي كثير بعض الأغاليط. اهـ.
وقال النسائي: ليس به بأس إلا في حديث يحيى بن أبي كثير. اه. ولهذا قال الترمذي 3/ 4: وروى عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم. حديث عكرمة بن عمار غير محفوظ. وعكرمة ربما يهم في حديث يحيى. اه.
ثالثًا: حديث أبي قتادة رواه أحمد 5/ 299 قال: حدثنا عبد الصمد ثنا همام ثنا يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه: أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم. صلَّى على ميت فسمعه يقول: "اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا" قال يحيى: وزاد فيه أبو سلمة: "اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان".
ورواه أحمد 5/ 308 قال: ثنا عفان ثنا همام به.
قلت: رجاله ثقات. وإسناده قوي.
رابعًا: حديث واثلة بن الأسقع رواه أبو داود (3202) وابن ماجه (1499) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا مروان بن جناح حدثني يونس بن ميسرة بن حلس عن واثلة بن الأسقع؛ قال: صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من المسلمين فأسمعه يقول: "اللهمَّ إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك، فقه من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق -والحمد- فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم.
قلت: رجاله لا بأس بهم. لكن في إسناده الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد صرح بالتحديث عن شيخه، وكذا شيخ شيخه صرح
بالتحديث، لكن وصف الوليد بأنه يدلس تدليس التسوية. فقيل: يلزم أن يصرح بالتحديث في الإسناد كله. وقد وقع هذا فيما أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" 5/ 441 قال: حدثنا موسى بن هارون بن جناح قال: حدثنا يونس بن ميسرة بن حليس أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول: فذكره مرفوعًا فالحديث. إسناده قوي.
خامسًا: حديث ابن عباس رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 418 قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلم الرازي ثنا سليم بن منصور بن عمار ثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي ثنا أبو عبادة الزرقي عن الزهري عن عبيد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: أتي بجنازة جابر بن عتيك أو قال: سهل بن عتيك، وكان أول من صلي عليه في موضع الجنائز، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبر، فقرأ بأم القرآن، فجهر بها، ثم كبر الثانية، فصلى على نفسه، وعلى المرسلين، ثم كبر الثالثة، فدعا للميت فقال:"اللهم اغفر له، وارحمه وارفع درجته" ثم كبر الرابعة، فدعا للمؤمنين والمؤمنات، ثم سلم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 32: فيه يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، وهو ضعيف. اه.
قلت: فيه من هو أعظم منه ضعفًا وهو أبو عباده الزرقي، واسمه عيسى بن عبد الرحمن بن فروة الزرقي. قال أبو زرعة: ليس بالقوي. اه.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث شبيه بالمتروك، لا أعلمه روى عن الزهري حديثا صحيحًا. اه.
وقال البخاري: منكر الحديث. اه.
وكذا قال النسائي، وقال ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك. اه. وقال العقيلي: مضطرب الحديث. اه.
وروى الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 420 و"الكبير" 12/ 133 (12680) من طريق عطاء بن مسلم الخفاف عن العلاء بن المسيب عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا صلى على ميت، قال:"اللهم اغفر لحينا وميتنا، ولذكرنا ولأنثانا، ولصغيرنا ولكبيرنا، من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا، فتوفه على الإيمان، اللهم عفوك، عفوك".
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن حبيب إلا العلاء، وتفرد به عطاء. اهـ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 33: إسناده حسن. اه.
قلت: في إسناده عطاء بن مسلم الخفاف اختلف فيه فقد وثقه ابن معين.
وقال أبو زرعة: كان من أهل الكوفة دفن كتبه ثم روى من حفظه فوهم. وكان رجلًا صالحًا. اه.
وقال أبو حاتم: كان شيخًا صالحًا. وكان دفن كتبه فلا يثبت حديثه وليس بقوي. اه.
وقال الآجري عن أبي داود: ضعيف
…
اه.
وقال المروزي عن أحمد: مضطرب الحديث. اه.
وقال ابن عدي: له أحاديث وفيها بعض ما ينكر عليه. اه.
وكذلك في إسناده حبيب أبي ثابت ثقة من رجال الجماعة وقد وصف بالتدليس والإرسال وقد عنعن في الإسناد.
وروى الحاكم 1/ 512 والبيهقي 4/ 42 من طريق موسى بن يعقوب الزمعي حدثني شرحبيل بن سعد قال: حضرت ابن عباس رضي الله عنهما صلَّى بنا على جنازة بالأبواء وكبر، تم قرأ بأم القرآن رافعًا صوته بها، ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك يشهد أن لا إله إلا الله أنت وحدك لا شريك لك، ويشهد أن محمدًا عبدك ورسولك، أصبح فقيرًا إلى رحمتك، وأصبحت غنيًا عن عذابه، يخلي من الدنيا وأهلها، إن كان زكيًا فزكه وإن كان مخطئًا فاغفر له، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده. ثم كبر ثلاث تكبيرات ثم انصرف. فقال: يا أيها الناس إني لم أقرأ علنًا إلا لتعلموا أنها السنة.
قال الحاكم: لم يحتج الشيخان بشرحبيل بن سعد وهو من تابعي أهل المدينة، وأخرجته شاهدًا. اه. ووافقه الذهبي. وقد سبق الكلام على شرحبيل بن سعد (1).
(1) راجع باب: الاستنجاء بالماء.
ورواه أحمد بن منيع كما في "المطالب"(858) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا كثير بن زيد عن المطلب قال: قام ابن عباس رضي الله عنه يصلي على جنازة فكبر ثم افتتح أم القرآن رافعًا بها صوته، ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم وكبر فأخلص للميت الدعاء، ثم كبر ودعى للمؤمنين والمؤمنات ثم أقبل على الناس. فقال: يا أيها الناس إني والله ما رفعت صوتي بالقراءة إلا لتعلموا أنها سنة.
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه المطلب بن عبد الله لم يسمع من ابن عباس كما في "المراسيل" لأبن أبي حاتم ص 210.
سادسًا: حديث ابن مسعود رواه إسحاق كما في "المطالب"(857) قال: أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه كان إذا جيء بالميت فوضع بين يديه استقبلهم بوجهه قال: إنكم جئتم شفعاء فاشفعوا له، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، "مئه رجل أمة، ولن تجتمع أمة فيخلصون الدعاء لميتهم إلا وهب الله لهم ذنوبه وغفر لهم".
قلت: عطاء الخراساني لم يدرك ابن مسعود. وبه أعله الحافظ ابن حجر في تعليقه على "المطالب" وأيضًا الحديث مداره على عثمان بن عطاء وهو ضعيف.
* * *