الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ترك الإمام الصلاة على قاتل نفسه ونحوه من المعاصي
553 -
وعن جابرِ بن سَمُرَةَ رضي الله عنهما قال: أُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم برجلٍ قتل نفسَه بمَشاقِصَ، فلم يُصَلِّ عليه. رواه مسلم.
رواه مسلم 2/ 672 وأبو داود (3185) والنسائي 4/ 66 وأحمد 5/ 87 - 92 والبيهقي 4/ 19 كلهم من طريق سماك قال: حدثني جابر بن سمرة قال: أُتي النبيُّ صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص، فلم يصل عليه. هذا لفظ مسلم.
وعند أبي داود بلفظ: قال: مرض رجل فصيح عليه، فجاء جاره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: إنه قد مات. قال: "وما يدريك؟ " قال: أنا رأيته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه لم يمت". قال: فرجع، فصيح طيه، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه قد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنه لم يمت"، فرجع فصيح عليه، فقالت امرأته: انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبِرْه، فقال الرجل: اللهمَّ العنْهُ. قال: ثم انطلق الرجل فرآه قد نحر نفسَه بمشقَصٍ معه، فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قد مات، فقال:"وما يدريك؟ " قال: رأيته ينحر نفسَه بمشاقص معه، قال:"أنت رأيته؟ " قال: نعم. قال: "إذًا لا أصلي عليه".
وفي الباب عن زيد بن خالد الجهني وعمران بن الحصين.
أولًا: حديث زيد بن خالد الجهني رواه أحمد 4/ 114، 5/ 192 وأبو داود (2710) والنسائي 4/ 64 وابن ماجه (2848) والحاكم 1/ 518 كلهم من طريق يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن أبي عمرة عن زيد بن خالد الجهني، أن رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم توفى يوم خيبر فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"صلوا على صاحبكم" فتغيرت وجوه الناس لذلك. فقال: "إن صاحبكم غلَّ في سبيل الله"، ففتشنا متاعه فوجدنا خرزًا من خرز يهود لا يساوي درهمين.
ووقع عند أحمد 4/ 114: ابن أبي عمرة عن أبي عمرة أنه سمع زيد بن خالد.
ورواه البعض بإسقاط أبي عمرة. والصواب إثباته كما في الإسناد وهو أبو عمرة وليس ابن أبي عمرة وبينهما فرق.
قال ابن أبي حاتم في "العلل"(1048): سألت أبي عن حديث رواه حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن زيد بن خالد: أن رجلًا مات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلم يصل عليه. وقال لأصحابه. صلوا.
قال أبي: كذا رواه حماد بن زيد. ورواه جماعة عن يحيى عن محمد بن يحيى عن أبي عمرة عن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم: القصة. وهو الصحيح. اهـ.
قلت: أبو عمرة الأنصاري. لم أجد فيه توثيقًا غير أن ابن حبان ذكره في "الثقات".
وذكره الذهبي في "الميزان" 4/ 558 فقال: أبو عمرة عن مولاه زيد بن خالد. ما روى عنه سوى محمد بن يحيى بن حبان. اهـ.
وأبعد الحاكم رحمه الله فقال 2/ 138: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وأظنهما لم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي.
قلت: الذي يظهر أنهما ظنا أن أبا عمرة هو ابن أبي عمرة واسمه عبد الرحمن وهذا خطأ كما قال أبو حاتم.
ثانيًا: حديث عمران بن الحصين رواه أحمد 4/ 446 قال: حدثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن الحسن البصري عن عمران بن الحصين؛ أن رجلًا أعتق عند موته ستة رجلة له، فجاء ورثته من الأعراب، فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع. قال:"أو فعل ذلك؟ " قال: "لو علمنا إن شاء الله ما صلينا عليه". قال: فأقرع بينهم، فأعتق منهم اثنين ورد أربعة في الرق.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 41: رجاله رجال الصحيح. اهـ.
قلت: في إسناده سماك بن حرب وقد سبق الكلام عليها (1).
(1) راجع باب: جواز اغتسال الرجل بفضل المرأة، وباب: جامع في سنن الجمعة.
وكذلك الحسن البصري وصف بالتدليس، ونقل العلائي في "جامع التحصيل" ص 163 عن ابن المديني أنه قال: لم يسمع من عمران بن حصين. اهـ.
وقال أيضًا العلائي ص 164: قال علي بن المديني: سمعت يحيى -يعني القطان- وقيل له: كان الحسن يقول: سمعت عمران بن حصين. فقال: أما عن ثقة فلا.
وذكر صالح بن أحمد أنه أنكر على من يقول عن الحسن: حدثني عمران بن حصين أي أنه لم يسمع عنه. اهـ.
* * *