الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: جامع في موقف الإمام من الميت إذا صلى عليه
558 -
وعن سَمُرَةَ بن جُندُبٍ رضي الله عنه قال: صلَّيتُ وراءَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على امرأةٍ ماتت في نِفاسِها فقامَ وَسَطَها. متفق عليه.
رواه البخاري (1332) ومسلم 2/ 664 وأبو داود (3195) والنسائي 4/ 70 وابن ماجه (1493) والترمذي (1035) وأحمد 5/ 14 والبيهقي 4/ 33 والبغوي في "شرح السنة" 5/ 359، كلهم من طريق عبد الله بن بريدة؛ قال: قال سمرة بن جندب: لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما، فكنت أحفظ عنه، فما يمنعني من القول إلا أن ها هنا رجالًا هم أَسنّ مني، وقد صليت وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نفاسها، فقام عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة وسطها.
وفي رواية ابن المثنى قال: حدثني عبد الله بن بريدة قال: فقام عليها وسطها. هذا لفظ مسلم.
وعند أحمد 5/ 14: بلفظ: صلَّى النبي صلى الله عليه وسلم على أم فلان ماتت في نفاسها فقام وسطها.
وعند مسلم 2/ 664 والنسائي 4/ 70 والبيهقي 4/ 33 جزموا بذكر اسم هذه المرأة وأنها هي أم كعب.
ورواه أحمد بن منيع كما في "المطالب"(871) قال: حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا حسين المعلم عن ابن بريدة عن عمران بن حصين رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على أم فلان في نفاسها فقام وسطها.
قلت: إسناده فيه وهم. والصواب أنه من مسند سمرة. كما رواه الحفاظ عن حسين المعلم.
فقد رواه البخاري في "صحيحه"(332) من طريق شعبة عن حسين المعلم عن ابن بريدة عن سمرة بن جندب به.
وتابع شعبة كلٌّ من ابن المبارك والفضل بن موسى كما عند الترمذي (1035)، ويزيد بن زريع كما عند أبي داود (3195) وروح بن عبادة كما عند البيهقي 4/ 34، وابن المبارك كما عند عبد الرزاق (6353).
ورواه مسلم 2/ 664 والنسائي 4/ 77 من طريق عبد الوارث بن سعيد عن حسين بن ذكوان عن عبد الله بن بريدة عن سمرة به.
وتابع عبد الوارث أبو أسامة كما عند ابن ماجه (1493).
لهذا قال الحافظ في تعليقه على "المطالب" عن إسناد أحمد بن منيع: رجاله ثقات، إلا أنه معلول، بالمحفوظ بهذا الإسناد عن ابن بريدة عن سمرة لا عن عمران. وحديث سمرة رضي الله عنه في الصحيح. اهـ.
وفي الباب عن أنس بن مالك وعمارة بن أبي عمار وأثر عن أبي رافع وابن مسعود وابن عمر.
أولًا: حديث أنس بن مالك رواه الترمذي (1034) وابن ماجه (1494) كلاهما من طريق سعيد بن عامر عن همَّام عن أبي غالب قال: صلَّيت مع أنس بن مالك على جنازة رجل، فقام حيال رأسه، ثم جاؤوا بجنازة امرأة من قريش، فقالوا يا أبا حمزة! صلِّ عليها. فقام حيال وسط السَّرير، فقال له العلاء بن زياد: هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قام على الجنازة مقامك منها، ومن الرجل مقامك منه؟ قال: نعم، فلما فرغ قال: احفظوا.
ورواه أبو داود (3194) من طريق عبد الوارث عن نافع أبي غالب به وفي آخره قصة.
ورواه أحمد 3/ 118 قال: حدثني وكيع، حدثني همام عن غالب، هكذا قال وكيع: غالب، وإنما هو أبو غالب. انتهى كلام أحمد. ونحوه قال الترمذي 3/ 410 وهكذا وقع عند ابن أبي شيبة 3/ 195.
ورواه البيهقي 4/ 33 من طريق أبي داود الطيالسي ثنا همام به.
قلت: رجاله ثقات. وإسناده قوي. قال الترمذي 3/ 410: حديث أنس هذا حديث حسن. وقد روى غير واحد عن همام مثل هذا. اهـ.
قلت: نافع أبو غالب الخياط. تكلم فيه ابن حبان فقال في "الثقات" 5/ 471: لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. اهـ.
وتعقبه ابن عبد الهادي في "التنقيح" 2/ 1319 فقال: وقد تكلم بعضهم في نافع أبي غالب وهو الباهلي الخياط البصري. وقال
يحيى بن معين: هو صالح، وقال أبو حاتم الرازي: شيخ. وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات". اهـ.
ثانيًا: حديث عمار بن أبي عمار رواه أبو داود (3193) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي حدثنا ابن وهب عن ابن جريج عن يحيى بن صبيح قال: حدثني عمار مولى الحارث بن نوفل أنه شهد جنازة أم كلثوم وابنها، فجعل الغلام مما يلي الإمام فأنكرت ذلك، وفي القوم ابن عباس وأبو سعيد الخدري وأبو قتادة وأبو هريرة فقالوا: هذه السنة.
قلت: إسناده ضعيف فإن ابن جريج عبد الملك بن عبد العزيز مدلس كما سبق وقد عنعن. لكن رواه النسائي 4/ 71 أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سعيد قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب عن عطاء بن أبي رباح عن عمار به.
والإسناد مداره على عمَّار بن أبي عمار مولى الحارث بن نوفل. اختلف فيه وقد أخرج له مسلم. ووثقه أحمد وأبو داود وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي.
وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال: كان يخطئ. اهـ.
وقال البخاري في "الأوسط" بعد أن ساق حديثه عن ابن عباس في سن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يتابع عليه. قال: وكان شعبة يتكلم فيه" اهـ.
وقال أبو داود قلت لأحمد: روى شعبة عنه حديث الحيض قال: لم يسمع غيره. قلت: تركه عمدًا قال: لا لم يسمع. اهـ. فأرجو أن يعتبر بحديثه.
وقد صححه النووي فقال في "الخلاصة" 2/ 969: رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح. اهـ.
ثالثًا: أثر أبي رافع رواه ابن أبي شيبة 3/ 195 قال: حدثنا سهل بن يوسف عن حميد عن يزيد بن أبي منصور قال: قلت لأبي رافع: أين أقوم من الجنازة؟ فخلع نعليه ثم قال: ها هنا -يعني وسطها.
قلت: رجاله ثقات.
رابعًا: أثر عبد الله بن مسعود رواه ابن أبي شيبة 3/ 195 قال: حدثنا حفص عن أبي العميس عن أبي الحسين قال: كان عبد الله إذا صلى على جنازة قام وسطها ويرفع من صدر المرأة شيئًا.
قلت: رجاله ثقات غير أبي الحسين لم أميزه، وأما أبو العميس فهو عتبة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي المسعودي أبو العميس ثقة من رجال الجماعة.
خامسًا: أثر ابن عمر رواه النسائي 4/ 71 قال: أخبرنا محمد بن رافع قال: أنبأنا عبد الرزاق قال: أنبأنا ابن جريج قال: سمعت نافعًا يزعم أن ابن عمر صلى على تسع جنائز جميعًا فجعل الرِّجال يلون الإمام، والنساء يلين القبلة، فصفهُن صفًّا واحدًا ووضعت جنازة أم كلثوم بنت علي امرأة عمر بن الخطاب وابن لها يقال له زيد وضعا جميعًا، والإمام يومئذ سعيد بن العاص، وفي الناس ابن عمر وأبو هريرة وأبو سعيد وأبو قتادة فوضع الغلام مما يلي الإمام،
فقال رجل: فأنكرت ذلك فنظرت إلى ابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد وأبي قتادة فقلت ما هذا! قالوا: هي السنة.
قلت: رجاله ثقات وإسناده قوي. ورواه البيهقي 4/ 33 من طريق جعفر بن عون عن جريج به بمثله.
قال النووي في "الخلاصة" 2/ 969: رواه البيهقي بإسناد حسن. اهـ.
وفي الباب آثار أخرى عند ابن أبي شيبة 3/ 196 - 197، فيما إذا اجتمع جنائز رجال ونساء.