الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشبهة الخامسة: قتل معاوية لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد:
(1)
.
والجواب عن هذه الشبهة من وجوه:
أولاً: أن سندها ضعيف لا يصح
(2)
.
قال ابن كثير: «وزعم بعضهم أن ذلك عن أمر معاوية له في ذلك، ولا يصح، والله أعلم»
(3)
.
(1)
تاريخ الطبري (5/ 227).
(2)
ففي سنده: مسلمة بن محارب الزيادي، فيه جهالة، فقد ترجم له البخاري في التاريخ الكبير (7/ 387)، وابن أبي حاتم في الجرح التعديل (8/ 266)، وابن حبان في الثقات (7/ 490)، ولم يذكروا فيه شيئا، كذلك لم يذكروا له رواية عن معاوية رضي الله عنه، إنما يروي عنه بواسطة أبيه.
وللقصة طريق آخر عند البلاذري في أنساب الأشراف (5/ 109)، عن الواقدي قال:"توفي خالد بن الوليد بن المغيرة بحمص سنة عشرين، وأوصى إلى عمر بن الخطاب، وكان عبد الرحمن بن خالد يلي الصوائف فيبلي ويحسن أثره، فعظم أمره بالشام، فدس إليه معاوية متطببا يقال له ابن أثال ليقتله، وجعل له خراج حمص، فسقاه شربة فمات، فاعترض خالد بن المهاجر بن خالد- ويقال خالد بن عبد الرحمن بن خالد- ابن أثال فضربه بالسيف فقتله، فرفع أمره إلى معاوية، فحبسه أياما وأغرمه ديته ولم يقده به".
لكنها لا تقل ضعفا عن الطريق السابق، ففيها الواقدي، مع إرساله للقصة.
(3)
البداية والنهاية (11/ 174).
ثانياً: هذه الرواية- بالإضافة إلى ضعف سندها- يوجد اختلاف في متنها مع الواقع الملموس، فمعاوية رضي الله عنه بيده عزل الأمراء أو توليتهم كما هو معروف، وليس بالصعوبة على معاوية أن يطلب من عبد الرحمن بن خالد أن يتنحى عن قيادة الصوائف على الثغر الرومي، وتكون النتيجة أن يهمل عبد الرحمن بن خالد، ثم لا يكون له أي مكانة يُخشى منها.
ثالثاً: أورد الطبري ذكر غزوة البحر سنة 48 هـ، فذكر أن عقبة بن عامر الجهني كان على أهل مصر، وعلى أهل المدينة المنذر بن زهير، وعلى جميعهم خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
(1)
، فكيف يرضى معاوية -بعد قتل عبد الرحمن- أن يكون ولده قائداً كبيراً من بعده؟! هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى: كيف يرضى أن يقوم ولده خالد بقيادة الجيش لمعاوية إن كان معاوية قاتلَ أبيه؟! وهل يمكن أن يخفى على ولده هذا الأمر وهو أقرب الناس إليه
(2)
؟!
(1)
تاريخ الطبري (5/ 231).
(2)
معاوية بن أبي سفيان، كشف شبهات ورد مفتريات (ص: 247).