الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1)
.
الشبهة التاسعة: محاولة معاوية نقل منبر النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى الشام:
ذكر الطبري عدة روايات -في أحداث سنة خمسين من الهجرة- حول محاولة معاوية لنقل منبر النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه إلى الشام، إليك بيانها، والحكم عليها:
- عن شعيب بن عمرو الأموي قال: «وفي هذه السنة أمر معاويه بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يُحمل إلى الشام، فحُرِّك، فكسفت الشمس حتى رئيت النجوم بادية يومئذ، فأعظم الناس ذلك، فقال: لم أرد حمله، إنما خفت أن يكون قد أرض، فنظرت إليه، ثم كساه يومئذ» .
(1)
منهاج السنة النبوية (4/ 468).
(1)
.
هذه الروايات -كعادة كثير من هذه الشبهات- واهية الإسناد، منكرة المتن!
أما الإسناد: فكل هذه الطرق المذكورة من طريق محمد بن عمر الواقدي، ولم نجد له متابعا على هذه الأخبار، وقد تقدَّم أنه متروك في الحديث، مع علمه بالمغازي، ومثل هذه الأخبار لا يكون الواقدي حجةً فيها بحال، خاصة مع تفرده، ونكارة متنه.
وأما المتون المذكورة: فمن وجوه ردِّها ما يلي:
1 -
ربط تحريك المنبر بكسوف الشمس، وقد حدث الكسوف على زمن النبي صلى الله عليه وسلم مزامنة مع اليوم الذي مات فيه ولده إبراهيم عليه السلام، فربط الناس بين الحدثين؛ فصحَّح لهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك؛ وقال:«إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما، فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي»
(2)
.
2 -
اتهام معاوية لأهل المدينة جميعا بأنهم قتلة عثمان وأعداؤه، ويكفي في ردِّ هذه الفِرْية -وإن كان ضعفها يغني عن إضعافها، وبطلانها يغني عن إبطالها- أن معاوية كان يقرِّب الأنصار، ويعهد إليهم بمناصب هامة وحسَّاسة، ومن الشواهد على ذلك:
- توليته فضالة بن عبيد الأنصاري رضي الله عنه قضاء دمشق، وتوليته إياه منصب أمير البحرية الإسلامية في مصر.
(1)
الروايات الثلاثة في تاريخ الطبري (5/ 238 - 239).
(2)
متفق عليه: أخرجه البخاري (1060)، ومسلم (915)، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، وفيه قصة وفاة إبراهيم عليه السلام، وقول الناس:"انكسفت لموت إبراهيم".