الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1)
.
فعبد الله بن عمرو مع كونه مع أبيه عمرو ومعاوية، إلا أنه لم يرتضِ تأويل معاوية، وأجرى الحديث على ظاهره، مُقِرَّاً بأن من باشر القتل هو الباغي.
ولكن ثمَّ تأويلٌ آخر، لعل له وجهاً وحظَّاً من النظر، ذكره شيخ الإسلام ابن تيْميَّة، وهو قوله:
(2)
.
ليلة الهرير، وآخر أيام القتال:
بعد أن قُتل عمَّار اشتعلتْ نار الحرب مرة أخرى، وأذكى لهيبَها حماسُ جيش علي، بعدما تبين لهم أنهم أولى بالحق من غيرهم، وفي المقابل استمات أهل الشام في المقاومة والدفاع، وبلغ الأمر أن صلَّى عليٌّ في تلك الليلة صلاة الخوف.
قال الشافعيُّ: «وحُفظ عن عليٍّ أنه صلَّى صلاة الخوف ليلة الهرير»
(3)
.
(1)
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6538)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 39) والنسائي في خصائص علي (164)، وقال الذهبي في المعجم المختص (ص: 96): "إسناده جيد".
(2)
مجموع الفتاوى (35/ 76 - 77).
(3)
التلخيص الحبير (2/ 157).
وقال البيهقيُّ: «ويُذكر عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أن عليَّاً رضي الله عنه صلى المغرب صلاة الخوف ليلة الهرير»
(1)
.
(2)
.
وقال أبو إسحاق ابن ديزيل: «وهو في تلك الليالي هي ليله الهرير، جعل يهرُّ بعضهم على بعض.
والهرير: الصوت يشبه النباح، لأنهم تراموا بالنبل حتى فنيت، وتطاعنوا الرماح حتى اندقت، وتضاربوا بالسيوف حتى انقضت، ثم نزل القوم يمشي بعضهم إلى بعض قد كسروا جفون سيوفهم، واضطربوا بما بقي من السيوف وعمد الحديد، فلا تسمع إلا غمغمة القوم والحديد في الهام، ولما صارت السيوف كالمناجل تراموا بالحجارة، ثم جثوا على الركب فتحاثوا بالتراب، ثم تكادموا بالأفواه، وكسفت الشمس، وثار القتام، وارتفع الغبار، وضلت الألوية والرايات، ومرت أوقات أربع صلوات، لأن القتال كان بعد صلاة الصبح واقتتلوا إلى نصف الليل»
(3)
.
(1)
السنن الكبرى (3/ 358).
(2)
البداية والنهاية (10/ 541 - 542).
(3)
التذكرة للقرطبي (ص: 1086 - 1087).