الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المراسلات بين علي ومعاوية:
قال الطبريُّ -متحدِّثاً عن أحداث سنة سبع وثلاثين-: «فكان في أول شهر منها- وهو المحرم- موادعة الحرب بين علي ومعاوية، قد توادعا على ترك الحرب فيه إلى انقضائه طمعاً في الصلح»
(1)
.
وقد جاءت عدة روايات تفيد أن ثمَّة مراسلات تمت بين الطرفين، ابتدأها علي رضي الله عنه، في محاولة لتجنُّب القتال، إلا أن هذه المحاولات باءتْ في النهاية بالفشل
(2)
!
وهذه الروايات جميعها ليس فيها ما يصلح للاستشهاد به، ففضلا عن ضعف إسنادها
(3)
؛ ففي متونها نكارة شديدة
(4)
.
(5)
.
على كل حالٍ: فخلاصة الروايات -مع ضعف سندها، ونكارة متنها- أن الصلح لم يقع بين الطرفين، وآل الأمر في نهايته إلى القتال، وهذا لا خلافَ عليه.
قال الطبريُّ: «ثم لم تزل الرسل تتردد بين عليٍّ ومعاوية، والناس كافُّون عن القتال، حتى انسلخ المحرم من هذه السنة، ولم يقع بينهم صلح»
(6)
.
(1)
تاريخ الطبري (5/ 5).
(2)
تاريخ الطبري (4/ 573 - 575، 5/ 5 - 9).
(3)
كل هذه الروايات جاءت من طريق أبي مخنف، وقد تقدَّم الكلام عنه.
(4)
انظر نقد هذه المرويات في: مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري (ص: 297 - 310).
(5)
البداية والنهاية (10/ 505).
(6)
البداية والنهاية (10/ 509)، ولم أقف عليه في تاريخ الطبري!