الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: «كنا مع سعد بن أبي وقاص في ركب، فنزل سعد ونزلت، واغتنمت نزوله فجعلت أمشي إلى جانبه، فحمدت الله، وأثنيت عليه، وقلتُ: إن معاوية طعن طعنا بيننا، لا أراها إلا قاتلته، وإن الناس قاتلون بقية أصحاب الشورى وبقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنشدك الله إن وليت شيئا من أمرهم، أو تشق عصاهم، وأن تفرق جمعهم، أو تدعهم إلى أمر هلكة. فحمد سعدٌ الله، وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فوالله لا أشق عصاهم، ولا أفرق جمعهم، ولا أدعهم إلى أمر هلكة حتى يأتوني بسيف يقول: يا سعد، هذا مؤمن فدعه، وهذا كافر فاقتله.
قال جندب: فعلمت أنه لا يدخل في شيء مما غيرا»
(1)
.
استقبال معاوية خبر مقتل عليٍّ:
عن مغيرة الضبي قال: «لما جاء قتل علي إلى معاوية جعل يبكي ويسترجع، فقالت له امرأته: تبكي عليه وقد كنت تقاتله؟ فقال لها: ويحك، إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم»
(2)
.
وبمقتل علي رضي الله عنه أُسدل الستار على فترة عصيبة من تاريخ هذه الأمة المباركة، وبدأت لوائح استقرار أوضاع البلاد تظهر في الأفق، خاصة بعد أن آل أمر الخلافة إلى الحسن بن علي رضي الله عنه، والذي أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم من صغره -كما سيأتي-، ولم تزل الأمة تحمد له فعله، وتضرب المثل بزهده وعفوه، وحسن تصرُّفه وجميل موقفه، والذي تمخَّض عنه بعد ذلك: ميلادُ خلافة معاوية رضي الله عنه.
(1)
إسناده صحيح: أخرجه الخلال في السنة (2/ 474).
(2)
إسناده ضعيف: أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (59/ 142)، وهو مرسل، فالمغيرة لم يدرك معاوية.