الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب التيمم
التيمم في اللغة: القصدُ، وأصله: التعمُّد والتوخِّي.
قال امرؤ القيس: [من الطويل]
تَيَمَّمْتُهَا مِنْ أَذْرِعَاتَ وَأَهْلُهُا
…
بِيَثْرِبَ أَدْنَى دارَهَا نَظَرٌ عَالِي (1)
أي: قصدتها.
وقال ابن السِّكِّيت في قوله تعالى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [المائدة: 6]؛ أي: اقصدوا الصعيدَ الطيب (2).
وفي الشرع: القصدُ إلى الصعيد بمسح الوجه واليدين، بنيَّةِ استباحةِ الصلاة، ونحوها (3).
وفي كلام فقهائنا: التيمم لغةً: القصد (4).
(1) انظر: "ديوانه"(ص: 31)، (ق: 2/ 18)، ووقع في "الديوان":"تنورتها" بدل "تيممتها".
(2)
انظر: "إصلاح المنطق" لابن السِّكيت (2/ 315).
(3)
انظر: "فتح الباري" لابن حجر (1/ 431).
(4)
انظر: "الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" للأزهري (ص: 52)، و"المطلع على أبواب المقنع" لابن أبي الفتح (ص: 32).
وشرعاً: مسح وجه ويدين بترابٍ طهورٍ على وجهٍ مخصوص (1).
والأصل في التيمم: الكتاب، والسنة، والإجماع.
أما الكتاب، فقوله تعالى:{فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} [المائدة: 6].
وأما السنة: فالأحاديث الآتية وغيرها.
وأما الإجماع: فقد أجمعت الأمة على مشروعيته في الجملة.
وتقدم أن التيمم من خصائص هذه الأمة؛ لأن الله تعالى [لم] يجعله طهورًا لغيرها؛ توسعةً عليها، وإحسانًا إليها.
قال الحافظ ابن حجر في "شرح البخاري": اختُلف في التيمم هل هو عزيمة، أو رخصة؟
قال: وفصَّل بعضهم، فقال: هو لعدم الماء عزيمةٌ، وللعذر رخصةٌ، انتهى (2).
وفي "شرح الوجيز": أن التيمم رخصة، وجزم في "الإقناع": بأنه عزيمة (3)، والله أعلم.
ثم إن الحافظ - رحمه الله تعالى - ذكر في هذا الباب ثلاثة أحاديث.
* * *
(1) انظر: "كشاف القناع" للبهوتي (1/ 160).
(2)
انظر: "فتح الباري" لابن حجر (1/ 432).
(3)
انظر: "الإقناع" للحجَّاوي (1/ 77).