الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها توفّى الشيخ تقىّ الدين بن التيميّة، رحمه الله تعالى
وفيها حضروا رسل الملك أبى (2) سعيد ونظروا دمرداش فى الخدمة الشريفة، وما هو فيه من الإحسان إليه والإقبال عليه. وتوجّه فى جوابهم الأمير سيف الدين أروج، وعاد من البلاد فى الثامن والعشرين من شهر شعبان المكرّم
وفيها وردت الأخبار بوفاة قراسنقر فى البلاد، وانقطعت أخباره
ذكر [حوادث] سنة تسع وعشرين وسبع ماية
النيل المبارك فى هذه السنة: الماء القديم. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وسبعة عشر إصبعا
[ما لخص من الحوادث]
الخليفة: الإمام المستكفى بالله أبو (10) الربيع سليمان أمير المؤمنين، ومولانا السلطان عزّ (11) نصره: الملك الناصر
والأبواب العالية بغير نايب ولا وزير بحكم ضعف الأمير علاء الدين الجمالىّ، والمتحدّث فى محلّ الوزارة واستخلاص الأموال، مضافا إلى ما كان بيده من شادّ الخاصّ الشريف: علاء الدين بن هلال الدولة، واجتمع له من الشدود والوظايف (15) السنيّة بالأبواب الشريفة ما لم يجتمع لغيره، حتى عادت ساير الأحوال المتعلّقة بالمملكة الشريفة مغدوقة به وتحت أمره ونهيه، كلّ ذلك توصّل إليه بمكره وحيله التى لو أنّ البطّال الذى يحكى عنه سيرته أدركه فى زمانه لكان يتعلّم من مكره وحيلته. وتوصّل إلى ذلك بما حصّله من الخزانة التى كانت قد خرجت مع كريم الدين الكبير عام
(2) أبى: أبو
(10)
أبو: ابى
(11)
عز. . . الناصر: بالهامش
(15)
والوظايف: والوصايف
مسك، حسبما ذكرناه. وهذا ابن هلال الدولة (1) ليس له أصالة ولا بيت.
وإنما أصله من فلاّحين البهنسا، من قرية تسمّى دير القضون بالأعمال المذكورة. وكان جدّ خاله يسمّى هلالا (3)، وكان من فلاّحين الطواشى بلال المغيثىّ. فلمّا توصّل خاله المجد، وخدم فى شدود من جهات القاهرة تسمّى بابن هلال الدولة، وأعلى ما وصل إليه خاله الأصلىّ شادّ المواريث. وكان هذا علىّ يركب حماره بقباء مقطّع وزربول فى رجله، صفة غلام خلف خاله المجد، ولم يزل كذلك زمانا طويلا (7). ولقد شاهدته فى خدمة إحدى خشداشيّتنا (8) كان يسمّى بيبرس الدوادارىّ، وكان بيبرس المذكور قد فوّضه كتبغا شادّ عمارة المدرسة التى كان قد أنشأها، وعادت لمولانا السلطان عزّ نصره المعروفة الآن بالناصريّة. وكان هذا علىّ واقفا (10) جندارا فى أضعف حال يكون. فتوصّل حتى خدم القاضى شهاب الدين ابن عبادة، وكيل الخاصّ الشريف فى أوّل حلول الركاب الشريف السلطانىّ من الكرك المحروس. ثمّ كان فى خدمة القاضى كريم الدين الكبير. فحصّل من الأموال السلطانيّة مالا عظيما (14). فلمّا مسك كريم الدين احتوى على الخزانة المقدّم ذكرها، وخدم الناس بأموال السلطان حتى نال أغراضه، وأنعم عليه بطبلخاناه، وعاد وزيرا مستقلاّ، لم ينقص عن ذلك إلاّ اسم الوزارة. وحصّل من الأموال ما لا يعلم إلاّ الله عز وجل، ولم يزل مستقلاّ بالأمر إلى حين نظر مولانا السلطان فى حال الإسلام، وتسليطه على خلق الله تعالى. فمسك فى سنة أربع وثلاثين وسبع ماية، حسبما نذكر من خبره فى تأريخه إنشا الله تعالى
(1) الدولة: بالهامش
(3)
هلالا: هلال
(7)
زمانا طويلا: زمان طويل
(8)
خشداشيتنا: خشداشينا
(10)
واقفا: واقف
(14)
مالا عظيما: مال عظيم
وفيها عزل مجد الدين بن لفينة من نظر الدولة ورفيقه الشمس ابن قروينه (2). وتولّى عوضهما علم الدين بن التاج إسحق ورفيقه تقىّ الدين ابن السلعوس
وفيها تولّى القاضى محيى الدين بن فضل الله صحابة (4) ديوان الإنشا الشريف، بحكم ضعف القاضى علاء الدين بن الأثير بمرض الفالج الذى ما شهد بمصر مثله، لما ناله من الضعف والمرض الغريب حتى بطل ساير جسده، ولا عاد يتحرّك فيه غير جفونه. وعادت زوجته تحضر اللوح والدواة قدّامه وتكتب من أوّل الحروف، فكلّ حرف يكون متضمّنا (8) اسم الحاجة التى يقصدها يكسر جفنه لها، فتفهم منه أنّه ذلك الحرف حتى تجمع من تلك الأحرف اسم تلك الحاجة التى يطلبها، فتحضرها له. وهذا من غريب البلايا، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلىّ العظيم، فإنّنى كنت إذا رأيته على هذه الحالة تتقطّع كبدى عليه أسفا، لما كان بيننا من الصحبة المتأكدة. ولم يزل كذلك حتى توفّى فى سنة ثلاثين وسبع ماية، رحمه الله تعالى
وفيها يوم الاثنين سلخ جمادى الآخر حضر رسل الملك أبى (14) سعيد وهم:
تمربغا وولده أمير زان ورفقتهما وصحبتهما من الهدايا: خيول أربعة عشر إكدش، طيور عشرة، مماليك سبعة. وأكرمهما مولانا السلطان غاية الإكرام، وأحضرهما على الخوان، وبعد شيل الخوان دخلت السقاة، فتناول مولانا عزّ نصره الهناب من الساقى وأسقى الرسول تمربغا من يده الشريفة، بسطها الله بالعدل والإحسان إلى آخر الزمان
(2) قروينة: قروينه
(4)
صحابة: صحاب
(8)
متضمنا: متضمن
(14)
أبى: ابو