الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بشى. فوسّط وعلّق على باب زويلة. قلت: والله لو لم يكن لمولانا السلطان من مماليكه من يحرسه ويكلؤه (2)، لكان له من يحفظه ويرعاه، من ملايكة الله بأمر الله {لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ} (4)
وفيها (5) كان قدوم الأمير حسام الدين مهنّا بن عيسى مذعنا بالطاعة، دايسا لبساط العدل، فسبحان من أذلّ لمولانا السلطان رقاب الأمم، من ملوك العرب والعجم. وكان وصوله إلى الأبواب الشريفة يوم الأحد أذان العصر، العشرين من شهر ذى الحجّة سنة أربع وثلاثين وسبع ماية. وتوجّه مع سلامة الله ورضى الخواطر الشريفة عليه، يوم الخميس عشيّة النهار الرابع والعشرين من ذى الحجّة المذكور، وسنذكر بعد ذلك ما كان من إحسان مولانا السلطان إليه وصدقته عليه (11)
ذكر [حوادث] سنة خمس وثلاثين وسبع ماية
النيل المبارك فى هذه السنة: الماء القديم. مبلغ الزيادة: ثمانية عشر ذراعا وأحد عشر إصبعا، وانتهت (14) الزيادة فى سنة ستّ وثلاثين وسبع ماية
ما لخص من الحوادث
الخليفة: الإمام المستكفى بالله أبو (16) الربيع سليمان أمير المؤمنين، ومولانا السلطان الأعظم: الملك الناصر سلطان الإسلام. أدام الله أيّامه إلى آخر الأبد، وعمّره فى الدنيا كعمرى لبيد ولبد
(2) يكلؤه: يكلاه
(4)
السورة 13 الآية 11
(5 - 11) وفيها. . . حليه: بالهامش
(14)
وانتهت. . . وسبع ماية: بالهامش
(16)
أبو: ابى
وأمير حاجب: الأمير بدر الدين أمير مسعود بن خطير، أحسن الله إليه، وزاد فى إحسانه عليه، وأخوه الأمير شرف الدين محمود حاجبا، والأمير سيف الدين جاريك أيضا، وأمير النقبا: الأمير شهاب الدين صاروجا، والمتحدّث فى أمور الوزارة فى استخراج الأموال الديوانيّة:
الأمير سيف الدين ألاكز الناصرىّ، وبدر الدين لؤلؤ بين يديه، والأمير ركن الدين الأحمدىّ أمير جاندارا، وكذلك الأمير سيف الدين أرم بغا، والأمير سيف الدين بلبان الحسنىّ، والأمير سيف الدين آقبغا عبد الواحد أستادارا، وقد أضيف إليه تقدمة المماليك السلطانيّة، كرّمهم الله تعالى، بحكم انفصال الطواشى عنبر السحرتى، والناظر بالديوان المنصورىّ بالجيوش المنصورة: القاضى مكين الدين بن قروينة
والنوّاب بالشأم: الأمير سيف الدين تنكز ملك الأمرا بدمشق المحروسة، وكان قد حضر إلى الأبواب العالية فى السنة الخالية (12)، يوم الخميس ثامن عشر جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وسبع ماية. وطلع إلى القلعة المحروسة والأمرا فى الموكب، ودخل إلى بين يدى المواقف الشريفة قبل دخول الأمرا. وأخلع عليه فى ساعته أطلس تمام بطرز زركش، وكلوتة زركش، وشاش خليفتىّ بأطراف زركش، وحياصة ذهب بثلاث بيكاريات جوهر. وبعد الخدمة رتّبت فى خدمته النقبا، ودخل إلى الآدر الشريفة ابنته خوند، أصان الله حجابها، وحصل له من الفرح والسرور ما لا يقع عليه قياس، لصلتها بالمقام الشريف السلطانىّ عزّ نصره. ولم يزل فى أنعم عيش وأرغده، وأهناه وأسعده، حتى توجّه مع سلامة الله وعونه
(12) بعد الكلمة «الخالية» يوجد فى المخطوطة «يوم الأربعا تاسع شهر رجب» مع ملاحظة وجود عدة خطوط فوق الكلمات المذكورة
إلى محلّ نيابته، وذلك يوم الخميس ثالث شهر رجب الفرد سنة (1) أربع وثلاثين وسبع ماية (2) بعد الخوان. وخرج لتوديعه الأمير سيف الدين قوصون وجاريك الحاجب، والمقرّ البدرىّ أمير مسعود، وعزّ الدين دقماق. وكان مدّة الإقامة أربعة عشر يوما
وأمّا بقيّة النوّاب: فالأمير علاء الدين ألطنبغا بحلب، والأمير جمال الدين آقوش نايب الكرك بطرابلس، والأمير سيف الدين الحاجّ أرقطاى بصفد، والأمير سيف الدين طينال بغزّة
والملوك بالأقطار: مكّة شرّفها الله تعالى: صاحبها الأميرين رميثة وعطيفة، وصاحب المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام: كبيش ابن منصور بن جمّاز بن شيحة، وصاحب اليمن: الملك المجاهد علاء الدين بن الملك المؤيّد هزبر الدين داود، وصاحب ماردين: الملك الصالح شمس الدين محمد بن الملك المنصور بن الملك المظفّر، وصاحب حماة: الملك ناصر الدين محمد بن الملك عماد الدين إسماعيل بن الأفضل نور الدين علىّ، وصاحب العراقين إلى خراسان: الملك أبو سعيد، ورسله فى كلّ وقت واردة إلى الأبواب العالية حسبما ذكرناه، وصحبتهم الهدايا والتحف من كلّ فنّ حسن، وصاحب بلاد بركة: الملك أزبك، ورسله فى كلّ وقت واصلة إلى الأبواب العالية بالهدايا والتحف والجوارى (17) والمماليك وغير ذلك، تقرّبا إلى الخواطر الشريفة السلطانيّة. وبقيّة ملوك التتار حسبما تقدّم من ذكرهم وأسماهم فى السنين المتقدّمة
وفى أوّل هذه السنة سخط مولانا السلطان على الدواوين وأمر بمسكهم ومصادرتهم. فمسكوا وصودروا وعوقبوا بأنواع العذاب، والحمل وارد
(1 - 2) سنة. . . وسبع ماية: بالهامش
(17)
والجوارى: والجوار