الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان بالقاهرة مقدّم بدار الولاية يسمّى محمد بن الأشمونىّ، وكان جلدا فى الظلمة، لا يخيفه (2) منجسّة ولا يفوته حرامىّ، فاطّلع على جميع هذه المصايب. وكان مولانا السلطان قد علم من هذا المقدّم النهضة (3)، فعاد يقرّبه ويتحدّث معه، فربّما أنّ هذا المقدّم تكلّم بين رفاقه بشى ممّا أنكره من هذه الأحوال. فبلغ ذلك الوالى ابن المحسنىّ، فخشى غايلته، فاستغنم غيبة الركاب الشريف فى الصيد، لا بل فى الحجاز الشريف، واختلق له ذنوبا، ولم يزل يضربه بالمقارع ضرب التلف حتى علم أنّه قد قضى شغله. فلم يقم المقدّم إلاّ أيّاما (8) يسيرة وهلك. فلمّا حلّ الركاب الشريف من الحجاز الشريف بلغ المسامع الشريفة بعض شى، لا هذه الأحوال بجملتها. وفهم ابن المحسنىّ ذلك، فسعى سعيا عظيما حتى إنّه لمّا انفصل لم يعارض، ولا أخذ منه الدرهم الفرد. وخرج من الولاية فى تأريخ ما يذكر، وقد حصّل من الأموال ما لا يحصيه إلاّ الله تعالى
ذكر [حوادث] سنة إحدى وثلاثين وسبع ماية
النيل المبارك فى هذه السنة: الماء القديم
ما لخص من الحوادث
الخليفة: الإمام المستكفى بالله أبو (16) الربيع سليمان أمير المؤمنين، ومولانا السلطان الأعظم: الملك الناصر سلطان الإسلام، سربله الله من سلطانه سلطانا جديدا، ونظم له من توفيقه قلايد (18) وعقودا، والنوّاب بمصر والشام، حسبما تقدّم من الكلام، فى ذلك العام، وكذلك الملوك. على هذا السلوك
(2) يخيفه: يخفاه
(3)
النهضة: النهظة
(8)
أياما: ايام
(16)
أبو: ابى
(18)
قلايد: قلايدا
وفيها فى أوّل المحرّم برزت المراسم الشريفة بتغيّر المناظر الظاهريّة بالميدان المبارك السعيد. وكان ذلك بشادّ محمد المحسنىّ متولّى القاهرة يومئذ، ونظر الأمير سيف الدين آقبغا عبد الواحد. وانتهت العمارة المباركة فى شهر ذى الحجّة. ولعب فيه مولانا السلطان عزّ نصره الأكرة يوم السبت سابع عشر الشهر المذكور. وفرّق فيه الخيول على الموالى الأمرا بسروجها. وأنعم بالخلع والحوايص الذهب على الأمرا والمقدّمين، وأخلع على الأمير سيف الدين آقبغا عبد الواحد أطلس بطرز زركش كامل وحياصة ذهب مجوهرة، وعلى محمد بن المحسنىّ كنجىّ تمام وكلوتة زركش وحياصة ذهب، وعلى علاء الدين بن أمير حاجب والى مصر ملوّن كامل تمام، وعلى الأمير سيف الدين الملك ابا وكندار قباء مقصّب بطرز
وفيها يوم الاثنين سادس وعشرين ذى الحجّة أنعم مولانا السلطان عزّ نصره على نجله الشريف أمير أحمد بن مولانا السلطان بإمرة، ولبس من المدرسة وشقّ القاهرة بشربوش العادة وخلعة كنجىّ مصمت (14) العادة وسنجق وثلاثة أجمال، ولبس الأمير سيف الدين ألماس أمير حاجب أطلس كامل، الأمير علاء الدين أيدغمش مثله، الأمير سيف الدين آقول طرد كامل، الأمير بدر الدين بن مسعود بن خطير مثله، الأمير سيف الدين تمر الموسوىّ مثله، عزّ الدين دقماق مثله، أمير علم مثله، علاء الدين الدوادار مثله، ابن عيّاش كنجىّ أحمر، شهاب الدين صاروجا كنجىّ أحمر تمام، السنجقداريّة بغلطاق، الوشاقىّ بغلطاق، علىّ الدمشقىّ بغلطاق، خضر بن شاملك (21) بغلطاق
(14) مصمت: لعله مسمط
(21)
شاملك: كذا فى الأصل ولعل صوابه «شاه ملك»
فلمّا كان يوم الثلاثا سابع عشرين ذى الحجّة نزل مولانا السلطان عزّ نصره إلى الميدان الذى تحت القلعة المنصورة، وسفّر ولده المشار إليه الأمير شهاب الدين أمير أحمد إلى الكرك المحروس، وصحبته الأمير سيف الدين أرم بغا أمير جاندار. وخرج بطلبه وجنايبه، وخرج فى خدمته لتوديعه الأمير سيف الدين بكتمر الساقى. وولده أمير أحمد، والأمير سيف الدين ألماس الحاجب، وآقول المحمدىّ، والأمير بدر الدين أمير مسعود، وعزّ الدين أيدمر دقماق، وشهاب الدين صاروجا
وفيها يوم السبت خامس عشر رمضان حمل مهر النجل الشريف السلطانىّ آنوك بن خوند طغاى (9) إلى بيت المقرّ السيفىّ بكتمر الساقى على ثلاثة بغال، الأوّل صندوقين ضمنها خمسة آلاف دينار، وبغلين قماش، وثلاثة أرؤس خيل فحل، وحجرتين بسروج ذهب، وخمسة مماليك على يد كلّ مملوك بقجة. وأخلع الأمير سيف الدين بكتمر عليهم من الخلع: الأمير علاء الدين أيدغمش أمير آخور أطلس كامل بحياصة مجوهرة، الأمير سيف الدين طقتمر الخازن مثله. شمس الدين موسى بن التاج إسحق أبيض كنجىّ كامل، قاسم السيروان ملوّن كامل، الوشاقيّة خلعة، غلمان الخزانة كذلك
وفى هذه السنة كان بالديار المصريّة وباء يسير، وتوفّى جماعة من الأمرا الكبار، وهم: الأمير سيف الدين قجليس أمير سلاح، والأمير سيف الدين منكلى بغا السلحدار. والأمير سيف الدين طرجى أمير مجلس، والأمير حسام الدين لاجين الزيرباج، وشهاب الدين بن سنقر الأشقر.
ووردت الأخبار بوفاة الأمير سيف الدين أرغون بحلب. رحمهم الله تعالى
(9) طغاى: بالهامش