الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر [حوادث] سنة أربع وعشرين وسبع ماية
النيل المبارك فى هذه السنة: الماء القديم. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وأربعة عشر إصبعا
ما لخص من الحوادث
الخليفة: الإمام المستكفى بالله أبو الربيع سليمان أمير المؤمنين، ومولانا السلطان الأعظم: الملك الناصر سلطان العالم، كتبه الله آخر الدهر سالم، والنوّاب بمصر والشام، حسبما سقناه من الكلام، فى تلك الأعوام
فيها تولّى الوزارة الأمير علاء الدين مغلطاى الجمالىّ الناصرىّ عوضا عن أمين الدين بن العنام يوم <الخميس> ثامن رمضان المعظّم (9).
ورسم على أمين الدين، ثمّ عفى عنه وأطلقه، ونزل إلى بيته
وفيها أحضر كريم الدين الصغير من صفد، وأخذ منه أموالا أخر.
وكان قد تولّى نظر الدولة القاضى شمس الدين غبريال. أتى به من دمشق.
ثمّ أخلع على كريم الدين الصغير، وسيّر ناظرا بدمشق عوضا عن شمس الدين غبريال. واستقرّ مع غبريال فى النظر شهاب الدين بن الأقفاصىّ، وكان فى البيوت
وفيها أحضر كريم الدين الكبير من القدس الشريف صحبة الأمير سيف الدين قطلبغا المغربىّ وتوجّه إلى أسوان. ثمّ وصل الخبر فى العشرين من شهر شوّال من هذه السنة أن كريم الدين الكبير شنق نفسه بمدينة أسوان.
فرسم بحضور ولده عبد الله. وظهرت له بعد ذلك ودايع وذخاير
(9) ثامن رمضان المعظم: السبت سلخ ربيع الآخر؛ مصحح بالهامش
وأموال، وراح له شى كثير مع التجّار الإفرنج، فإنّه كان يودعهم الأموال العظيمة، وكان نيّته الهروب إلى بلاد الإفرنج فى تلك السنة التى مسك فيها، فلم يمهل. فإنّه كان قصد أن يدخل الجزاير مرّة فى مرّة من ثغر الإسكندريّة، فلم يمكنه ذلك لما فى الثغر من الاحتراز. فحسّن لمولانا السلطان تلك السنة أنّه يتوجّه يعمّر اللاذقيّة، ويجعلها مينا كإسكندريّة، وكان نيّته غير ذلك، وأن يتوجّه منها إلى الجزاير ببلاد الإفرنج. فعاجله مولانا السلطان وقبض عليه بقوّة سعده، زاده الله من فضله، وانقطع خبر كريم الدين الكبير حتى كأن لم يكن. فسبحان الدايم الذى لا ينقطع، وارث الأرض ومن عليها، الذى هو كلّ يوم فى شأن (9)
وفيها حجّ القاضى فخر الدين ناظر الجيوش المنصورة، وعاد فى السنة الأخرى ثالث المحرّم، ولم يرا أسرع من عودته
وفى شهر شعبان رسم بحفر الخليج الناصرىّ إلى سرياقوس
وفيها حضر الأمير بدر الدين بكمش الظاهرىّ وبدر الدين أبو غدة (13) من بلاد بركة، فإنّه كان توجّه فى سنة ثلاث وعشرين وسبع ماية. فحضر صحبتهما رسل من الملك أزبك وصحبتهم هدايا حسنة
وفيها حضرت رسل الملك أبى (16) سعيد، وصحبتهم هديّة أبى سعيد، وذلك يوم الاثنين ثامن ذى الحجّة، وهى عدّة قطر بخاتىّ مزيّنة ملبسة وعليها صناديق بجلود بلق، وخيل مسرجة بعددها وهديّة حسنة. وهذا شى ما عهد قط أن تسيّر ملوك المغل مثل هذه الهديّة، فالحمد لله الذى أيّد الملّة المحمديّة، والحمد لله الذى اختصّ سلطاننا بهذه الفضيلة، وأفرده بهذه الموهبة الجزيلة، والحمد لله على هذه النعمة التى أوفت على
(9) هو كل يوم فى شأن: قارن السورة 55 الآية 29
(13)
وبدر الدين أبو غده: بالهامش
(16)
أبى: ابو.
النعم، واستغرقت مدى (1) الأفضال والكرم، فأدام الله أيّام دولته، ولا قلّص عنّا ظلّ نعمته!
وفيها حضر ملك التكرور طالبا للحجاز الشريف، واسمه أبو بكر بن موسى. وحضر بين يدى المواقف الشريفة وقبّل الأرض. وأقام بالديار المصريّة سنة حتى توجّه إلى الحجاز. وكان معه ذهب كثير، وبلاده هى البلاد التى تنبت الذهب. وسمعت القاضى فخر الدين ناظر الجيوش المنصورة يقول: سألت من ملك التكرور: كيف هى صفة منبت الذهب عندهم؟ -فقال: ليس هو فى أرضنا المختصّة بالمسلمين، بل فى الأرض المختصّة بالنصارى من التكرور، ونحن نسيّر نأخذ منهم صفة حقوق لنا موجبة عليهم. وهى أراضى مخصوصة تنبت الذهب على هذه الصورة: وهو قطيعات صغار مختلفة الهندام، فشئ شبه الحليقات الصغار، وشى شبه نوى الخرّوب ومثل ذلك. -قال القاضى فخر الدين:
فقلت: فلم لا تغلبوهم على هذه الأرض؟ -فقال: إذا غلبناهم وأخذناها منهم لم ينبت شى. وقد فعلنا ذلك بطرق (14) عديدة، فلم نرا فيها شيئا.
فإذا عادت لهم نبتت على عادتها. وهذا الأمر من أعجب ما يكون. ولعلّ هذا لزيادة فى طغيان النصارى. -ثمّ إن ملك التكرور وأصحابه اشتروا من القاهرة ومصر من ساير الأصناف. وظنّوا أنّ مالهم لا ينفد. فلمّا استغرقوا فى المشترى ووجدوا أصناف هذه الديار لا لها حدّ يحدّ، وكلّ يوم ينظروا شيئا (19) أحسن من شى نفد ما كان معهم، واحتاجوا للقرض.
فأقرضهم الطمّاعة من الناس رجا الفايدة الكبيرة فى عودتهم. فراح جميع
(1) مدى: مدنى؟؟؟
(14)
بطرق: طرق--شيئا: شى
(19)
شيئا: شئ