الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها وقع <نزاع> بين أهل حوران وقتل منهم نحو من ألفى نفر وفيها وردت الأخبار أنّ خدابنداه ملك التتار أظهر الرفض وسبّ الصحابة رضوان الله عليهم، وأمر الخطبا بجميع ممالكه إسقاط اسم الخلفا الراشدين من الخطبة
وفيها هلك التاج بن سعيد الدولة قبل حلول الركاب الشريف حتى قيل: إنّه سقى نفسه سمّا (6)
وفيها توفّى الشيخ تاج الدين أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطا المحدّث، قدّس الله روحه، وكانت له جنازة عظيمة ما شهد مثلها
ذكر [حوادث] سنة عشر وسبع ماية
النيل المبارك فى هذه السنة: الماء القديم
ما يخصّ من الحوادث
الخليفة: الإمام المستكفى بالله أبو (12) الربيع سليمان أمير المؤمنين، ومولانا السلطان الأعظم: الملك الناصر أعزّ الله أنصاره، وضاعف اقتداره، سلطان الإسلام، وملك الأنام، وقد عادت أيّامه التى هى لذاذة كالأحلام، وتشرّفت بها الأيّام، وساير الجمع والشهور والأعوام
والنّواب بمصر والشام، حسبما سقناه فى ذلك العام، وهم: الأمير سيف الدين بكتمر الجوكندار نايبا بالديار المصريّة، والوزير الصاحب فخر الدين بن الخليلىّ، والحاجب الأمير شمس الدين الكمالىّ، والأمير بدر
(6) سما: سم
(12)
أبو: ابى
الدين محمد بن الوزيرىّ، ثمّ استقرّ لمّا جرّد الكمالىّ، وأمير النقبا علاء الدين طيبرس الخزندارىّ، والنايب بدمشق الأمير شمس الدين قراسنقر المنصورىّ، وبحلب الأمير سيف الدين أسندمر، وحمص الأمير سيف الدين أغرلوا العادلىّ، وحماة بها الأمير سيف الدين قبجق إلى حين وفاته فى هذه السنة (5)، وطرابلس الأمير جمال الدين الأفرم، وصفد الأمير سيف الدين قطلبك، وغزّة الأمير سيف الدين قطلقتمر
والملوك: مكّة-شرّفها الله تعالى-مع الأميرين حميضة ورميثة وقد عادا إليها، والمدينة-على ساكنها أفضل الصلاة والسلام (8) -مع منصور بن جمّاز بن شيحة، واليمن الملك المؤيّد هزبر الدين داود بحاله، وماردين الملك المنصور نجم الدين إيلغازى بن الملك المظفّر قرا أرسلان بن السعيد الأرتقىّ بحاله.
والعراقين مع خراسان إلى حدود الفراة خدابنداه بن أرغون بن أبغا بن هلاوون، والملك <فى> ماورا النهر جبارا بن قيدوا بن قنجى بن طلوا بن جكز خان، وكرسىّ ملكه كاشغر ببخارا وتركستان وقبالق، وصاحب التخت ببلاد الصين قلاصاق بن شرمون بن منغلاى بن قبليه خان بن طلوا (14) ابن جكز خان، وصاحب البلاد الشماليّة بمملكة التتار طقطاى بن منكوتمر ابن طغان بن باطوا بن جكز خان وكرسىّ ملكه صراى (16)، وصاحب البلاد الشرقيّة ببلاد التتار أيضا منغطاى بن قنجى بن أردوا (17) بن دوشى خان ابن جكز خان
والملوك بالمغرب: مرّاكش ملكها يومئذ أبو الربيع سليمان بن عبد الله ابن يوسف بن يعقوب. وصاحب الغرب الأقصى بتونس وإفريقيّة أبو البقا
(5) فى هذه السنة: بالهامش
(8)
والسلام: والسلم
(14)
طلوا: قطلوا انظر ص 42
(16)
وكرسى ملكه صراى: بالهامش
(17)
أردوا: أردوا--دوشى: دوسى. انظر ص 42
خالد بن أبى زكريا يحيى بن أبى حفص، وصاحب الأندلس بغرناطة أبو الجيوش نصر بن أحمد بن محمد بن الأحمر، وصاحب تلمسان عثمان بن زيان
فيها وقع الطلب على الأمير سيف الدين سلاّر من الشوبك إلى الأبواب العالية السلطانيّة. ومسك نايبه بدمشق سيف الدين بكتمر وأخذ منه أموال جزيلة. ووصل الأمير سيف الدين أسندمر من حلب بطلب سلاّر حيث كان. ثمّ إنّه سيّر إلى الأمير شمس الدين قراسنقر يسأله أن يطلب له أمانا (7) من مولانا السلطان، وأن يتصدّق عليه أن يقيم بالقدس الشريف هو وأهله وإخوته وعياله. ولمّا كان أواخر شهر ربيع الآخر وصل الأمير سيف الدين سلاّر إلى الأبواب العالية، وكان آخر العهد به، فكان كما قيل:
بينما (11)
…
المرء على ظهرها
إذا هو خبر من الأخبار
وكان فيما أتاه أيضا كما قيل <من الطويل>:
فأحجم لمّا لم يجد فيك مطمعا
…
وأقدم لمّا لم يجد عنك مهربا
وكما قيل <من الكامل>:
أين المفرّ ولا مفرّ لهارب
…
ولك البسيطان الثرى والماء
وفيها تولّى الأمير سيف الدين بكتمر الحاجب الوزارة بالديار المصريّة عوضا عن فخر الدين الخليلىّ، وهو الخامس من المكلوتين الذين ولّوا الوزارة بالديار المصريّة حسبما ذكرنا من قبل ذلك
وفيها كانت التجاريد إلى الشأم صحبة الأمرا، منهم-وهو المقدّم عليهم- الأمير سيف الدين كراى المنصورىّ والأمير شمس الدين سنقر الكمالىّ
(7) أمانا: امان
(11)
بينما. . . الأخبار: البيت مضطرب الوزن وانظر ديوان أبى الحسن التهامى ص 27
وعدّة من الأمرا. ومسك الأمير سيف الدين أسندمر من حلب باحتيال كراى عليه، وذلك أنّه فارق حلب مسيرة ثلاثة أيّام، وعاد إليها فى يوم وليلة. وكان أسندمر قد أمن، لمّا قطع العسكر عنه هذه المسافة. فلم يشعر إلاّ وقد أحيط به وأخذ أذلّ من كلّ شئ
وفيها تخيّل قراسنقر وخرج من دمشق على حميّة، وتوجّه على طريق سلميّة
وفيها استعفى الوالد رحمه الله من الولاية، ودخل مستجيرا بالآدر الشريفة، لما كان فى خدمتهم عند مجيهم من الكرك المحروس إلى الديار المصريّة. فخاطبوا المقام الشريف فى أمره، فأعفاه من الولاية، عفا الله عنه. وخيّره بين الإقامة بمصر أو الشأم، فاختار الشأم. وذلك بسبب ما كان بينه وبين الجوكندار من الواقع بسبب العرب أولاد نجم من بنى عبيد فى حديث طويل، فخشى على نفسه منه وطلب الشأم. فأنعم عليه مولانا السلطان خلّد الله ملكه بعدّة إمرة. ورتّبه مهمندارا بالشأم.
فتوجّهنا فى شهر رمضان المعظّم. فوصلنا إلى دمشق ووجدنا المجرّدين عليها وقراسنقر مبرزا عنها. فلمّا تولّى كراى كاتب فى الوالد من غير أن يعلمه، ووردت المراسم الشريفة أن يتولّى الشادّ بالشأم مضافا إلى المهمنداريّة. فامتنع من ذلك. فالتزم كراى بالطلاق من نساه، إذا (17) لم يوافق ضربه أربع ماية عصاة. وقيّده وسيّره إلى الأبواب، وكاتب فيه أنّه خالف مرسوم السلطان. فباشر الوالد شادّ الدواوين عوضا عن الأمير سيف الدين طوغان نايب البيرة كان. ولم يزل الوالد فى الشادّ حتى
(17) إذا: اذ