الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أنكاد] القرن الرابع
لم يزل هذا القرن من أوّله إلى آخره فتنا وغلاء وجوعا وقحطا وقتلا (3)، واتّصال الفتن فيه من القرن الثالث. وفيه كان ظهور العجمىّ وكسر الحجر الأسود، ثمّ أخذ وقتل. وفيه كان ظهور رجل باليمامة وادّعى النبوّة، وافتعل قرآنا بزعمه، وقتل بأرض حمص. وفيه كان ظهور الفرنج على المسلمين فى جميع البلاد. وفتحوا بيت المقدس بالسيف عنوة، وقتلوا جميع من كان فيه من المسلمين. وفيه استولوا أيضا الفرنج على جزيرة الأندلس. ولم يبق للمسلمين منها غير مسافة أربعة أيّام. ولم تزل الناس فى أعظم الشدايد طول ذلك القرن
[أنكاد] القرن الخامس
فيه أيضا الفتن متّصلة من الفرنج ووصل زيتون إلى باب دمشق، ونهب دارايا، وقتلوا كلّ من كان فيه. وفيه كان غرقة دمشق.
ووقع فى الشرق الغلا العظيم. وفيه اضمحلّت كلمة العبيديّين خلفا مصر والعبّاسيّين خلفا بغداد. وظهر كلمة نور الدين محمود بن زنكىّ بالشرق والشأم والموصل. واستولى على أكثر البلاد، وكان بينه وبين الفرنج حروب ووقاع تشيب الأطفال. وما زال السيف فيه يغنّى والخيول ترقص والدم ينقط. وفيه ظهرت دولة بنى أيّوب. وكانت الفتن العظيمة بمصر بين شاور (18) وأسد الدين شيركوه والإفرنج
[أنكاد] القرن السادس
فيه كان ظهور التتار. وظهرت كلمة جكز خان وقتلهم العباد، وخرابهم البلاد، كما قد تقدّم من ذكر أفعالهم القبيحة. وفيه كان نزول الفرنج
(3) فتنا وغلاء وجوعا وقحطا وقتلا: فتن وغلا وجوع وقحط وقتل
(18)
شاور: ششاور
على ثغر دمياط، وملكوا البلاد وأشرفوا على أخذ الديار المصريّة.
وأراد الملك الكامل الهرب إلى اليمن ويدع الديار المصريّة للفرنج، لولا ما أدرك الله تعالى الإسلام بلطفه وحسن عنايته. واستأسر للفرنسيس (3) وعتقوه. وفيه كان قتل البحريّة لابن أستاذهم الملك المعظّم توران شاه بن الملك الصالح، حسبما ذكرنا من خبره. ولم يزل السيف يقطر الدما-كلّ ذلك بقضاء إله الأرض والسما، الذى لا تتحرّك ذرّة إلاّ بإذنه-إلى سنة تسع وتسعين وستّ ماية. فكانت نوبة غازان بوادى الخزندار، حسبما تقدّم من الأخبار. وكان ذلك فى أيّام تغلّب بيبرس وسلاّر.
ولم يزل الأمر كذلك إلى أن أعلى الله تعالى كلمة مولانا السلطان. وإن كانت لم تزل عالية فى الآفاق، أدام الله عزّ سلطانها إلى يوم العرض والتلاق، الذى وإن أطنبنا فى وصف بعض مناقبه كان اللفظ قاصر، سيّدنا ومولانا ومالك رقّنا السلطان الأعظم الملك الناصر. فانظر أيّها الفاضل بعين الإنصاف، ودع الجدل والخلاف، فهل رأيت مذ مكّنه الله من رقاب أعدايه المتمرّدين، من خلل وقع فى أمر هذا الدين؟ أو من حادث يشين زمانه، أو من قحط وجوع وغلاء حصل فى أوانه، أو من خوف عدوّ نخشاه؟ كلاّ والله، ما كان هذا قطّ فى أيّام دولته وحاشاه (15)، فالحمد لله الذى خصّنا، إذ جعلنا من أمّة نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، وخلقنا وأحيانا فى أيّام دولة وليّه محمد السلطان الأعظم الملك الناصر، والليث (18) الكاسر، لا زالت أيّامه جواهر قلايد أعناق الزمن، يتقلّد منه بها فى عنقه المنن، وأدام أيّامه، ونصر أعلامه إلى يوم القيامة
(3) للفرنسيس: الفرنسيس
(15)
وحاشاه: وحشاه
(18)
والليث: ولليث