الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتوى برقم 1687 وتاريخ 11/ 11 / 1397 هـ
السؤال الأول:
شخص ترتيبه الثالث في إخوته ورضع مع بنت من أسرة أخرى، فهل هذه البنت تعتبر أختا لجميع إخوته سواء الصغار منهم والكبار أم لا وكذلك إخوتها من أم أخرى؟
الجواب:
الرضاع الذي يحصل به التحريم
هو ما بلغ خمس رضعات فأكثر وكان في الحولين لقوله تعالى {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} (1) ولما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك (2)» . والرضعة هي أن يمتص الطفل اللبن من الثدي ثم يتركه لتنفس أو انتقال ونحو ذلك فإذا عاد فرضعة أخرى وهكذا إذا ثبت أن الشخص رضع من أم البنت أو من لبن زوجة لأبيها ما سبق ذكره من الرضاع فإنه يكون أخا لهذه البنت ولجميع إخوانها وأخواتها من أب وأم أو من أب أو من أم، أما إخوته فيجوز لأي واحد منهم أن يتزوج هذه البنت أو أي واحدة من أخواتها ولا أثر لهذا الرضاع على الزواج المذكور.
السؤال الثاني:
شخص لحق الجماعة في بعض الصلاة ثم أتى شخص آخر ليصلي
(1) سورة البقرة الآية 233
(2)
صحيح مسلم الرضاع (1452)، سنن النسائي النكاح (3307)، سنن أبو داود النكاح (2062)، موطأ مالك الرضاع (1293)، سنن الدارمي النكاح (2253).
ووجد الشخص قد قام لإتمام الصلاة فهل يجوز للشخص الأخير الإتمام والاقتداء بالشخص الأول؟
الجواب:
نعم يجوز للشخص الذي جاء متأخرا أن يقتدي بالشخص الذي لحق الجماعة في بعض الصلاة ثم قام ليتم ما بقي من صلاته بعد سلام الإمام، والأصل في ذلك ما أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه وابن خزيمة وصححه وابن حبان والحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي وحده فقال:«ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه (1)» ، وما رواه الجماعة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:«بت عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فقمنا نصلي معه وقمت عن يساره فأخذ برأسي وأقامني عن يمينه (2)» . وما رواه أحمد ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان فجئت فقمت خلفه وقام رجل فقام إلى جنبي ثم جاء آخر حتى كنا رهطا، فلما أحس رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا خلفه تجوز في صلاته ثم قام فدخل منزله فصلى صلاة لم يصلها عندنا، فلما أصبحنا قلنا: يا رسول الله أفطنت بنا الليلة؟ قال: (نعم فذلك الذي حملني على ما صنعت (3)» .
وعن عائشة رضي الله عنها «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في حجرته وجدار الحجرة قصير فرأى الناس شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقام ناس يصلون بصلاته فأصبحوا فتحدثوا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الليلة الثانية فقام ناس يصلون بصلاته (4)» . رواه البخاري. هذه الأدلة وردت في جواز انتقال المنفرد إلى الإمامة في أثناء الصلاة والأصل عدم الفرق بين الفرض والنفل إلا بدليل يقتضي التخصيص وكونه مسبوقا لا يمنع
(1) سنن أبو داود الصلاة (574)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 85)، سنن الدارمي الصلاة (1368).
(2)
صحيح البخاري الوضوء (138)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (763)، سنن الترمذي الصلاة (232)، سنن النسائي التطبيق (1121)، سنن أبو داود الصلاة (1357)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (973)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 369)، موطأ مالك النداء للصلاة (267)، سنن الدارمي الصلاة (1255).
(3)
صحيح مسلم الصيام (1104)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 193).
(4)
صحيح البخاري الأذان (729)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (761)، سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (1604)، سنن أبو داود الصلاة (1373)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 268)، موطأ مالك النداء للصلاة (250).