الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إنه نداء موجه من بارئ الكون إلى الناس جميعا فحري بهم أن يتهيئوا لاستماع جوابه بكل ما يملكون من طاقة الوعي. ويخص بالذكر أولئك الذين صرفتهم الغفلة عن مشاهدة الحقائق الناطقة في حيواتهم نفسها، حتى تسلل إلى قلوبهم الشك في إمكان العودة بعد الموت. ويبدأ العرض بمنشأ الإنسان الأول إذ بدأ خلقه من الطين وهي قضية مسلمة لا يختلف فيها عاقلان، وإن غاب عن كثير من المفكرين كيفية الانبثاق الذي أحدث الحركة الحية في ذلك الكائن. . . وتتوالى عملية الخلق إذ تأتي مرحلة التوالد الذاتي حيث تأخذ الحياة سبيلها التكاثري عن طريق التناسل التطوري، فنشهد البذرة الإنسانية في مسيرتها العجيبة نطفة ثم علقة ثم مضغة. . مما لم يكن قد تيسر لأحد من الخلق رصدها قبل العصر الحديث الذي أتيح لذوي التخصص من أهله أن يشاهدوا تلك المراحل عيانا، عن طريق الأشعة الكونية والمناظير الإلكترونية، إلى أن تبرز هذه البذرة خلقا آخر في صورة الطفولة المشهودة.
شهادة كونية
.
ويمضي العرض مع هذا الكائن خلال رحلته الجديدة حتى يبلغ أشده ثم ينتهي إلى أرذل العمر حتى تتعطل ملكاته فتنقطع الصلة بين أمسه ويومه، ويعود كما بدأ لا يستطيع شيئا إلا بمعونة الآخرين. . حتى يحتل مكانه من التراب الذي بدأ منه.
وفجأة يتغير المشهد فإذا نحن أمام ظاهرة الموت تغمر الأرض اليباب، حتى إذا مستها نفحة من رحمة الله استأنفت حركتها نحو النمو والازدهار والإنتاج. . . وقبل أن تتحرك شفاهنا بالتساؤل عن العلاقة بين الظاهرتين نجد أبصارنا وعقولنا مشدودة إلى التعليل الإلهي الشافي الكافي.