الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآفة تسليما، وسلمته إليه تسليما فتسلمه، أعطيته فتناوله. وأسلم العدو: خذله، وأسلم أمره إلى الله: سلمه. وكان ابن عمر رضي الله عنهما، ينهى أن يقال: أسلمت إلى فلان أو أعطيته السلم، بمعنى السلف، وكان يقول: الإسلام لله، وأحب أن يكون هذا الاسم محضا في طاعة الله لا يدخله شيء غيره. وعند استعماله لازما يكون معناه: الانقياد والدخول في السلم، أي الاستسلام، كما أن الإصباح هو الدخول في الصباح، والإحرام هو الدخول في الحرمة.
ومعنى الإسلام لازما يرجع إلى معناه متعديا، لأن من انقاد واستسلم للغير فقد سلم إليه نفسه وألقى إليه بمقاليده.
موازنة بين الإسلام والإيمان في اللغة:
وبالمقارنة بين هاتين الكلمتين في استعمالها لازمتين، نجد أن التصديق، وهو اعتقاد الصدق، محله القلب، وإذا سمينا الإقرار والاعتراف باللسان تصديقا، فإنما نسميه بذلك لكونه ترجمة لذلك التصديق القلبي وعبارة عنه، وكذلك امتثال الأمر يسمى تصديقا - لغويا- من باب المجاز.
أما الانقياد، وهو الطاعة والامتثال فإنه بحسب حقيقته اللغوية يتسع للمراتب الثلاثة لأنه إما بالظاهر أو الباطن أو بكليهما، وعلى هذا فمعنى الإسلام لغة أعم من الإيمان عموما مطلقا.
وعلى هذا يكون معنى الإسلام غير معنى الإيمان لأن أحدهما استسلام بالظاهر والآخر إذعان بالباطن - ولا تلازم بينهما- بل قد