الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ} (1){مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (2).
ويقرر الله تعالى هذه الحقيقة قاعدة عامة في دعوة كل الرسل فيقول سبحانه {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (3). {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (4).
(1) سورة المائدة الآية 116
(2)
سورة المائدة الآية 117
(3)
سورة الأنبياء الآية 25
(4)
سورة النحل الآية 36
التوحيد مفتاح دعوة الرسل:
فالتوحيد هو مفتاح دعوة الرسل، وهو أول ما يدخل به المرء في الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا، فهو أول واجب وآخر واجب،
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه وقد بعثه إلى اليمن: «إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله وحده - وفي رواية: فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله- فإن هم أطاعوا لك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم، فإن أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموالهم (1)» .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله (2)» .
وقد جعل الإمام البخاري رحمه الله هذا الحديث تفسيرا لقوله تعالى {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} (3)، فالتخلية في هذه الآية والعصمة في ذلك الحديث بمعنى واحد (4).
(1) أخرجه البخاري، الفتح 3/ 261، كتاب الزكاة، ومسلم 1/ 50، 51 كتاب الإيمان، وأبو داود 2/ 199 - 200، والترمذي 2/ 69، والنسائي 5/ 2 - 4، وابن ماجه 1/ 568 كلهم في الزكاة، والإمام أحمد في المسند 1/ 233، وكرائم الأموال هي جامعة الكمال الممكن في حقها من غزارة لبن وجمال صورة أو كثرة لحم وصوف.
(2)
أخرجه البخاري 1/ 75 كتاب الإيمان، ومسلم أيضا 1/ 51 - 52، وأبو داود 2/ 163 - 169 في الزكاة والترمذي 1/ 117 في الإيمان، والنسائي 5/ 14، وابن ماجه 1/ 27 والإمام أحمد 1/ 11، والدارمي في سننه 1/ 379، وابن أبي شيبة في المصنف 3/ 11.
(3)
سورة التوبة الآية 5
(4)
فتح الباري بشرح صحيح البخاري: للحافظ ابن حجر 1/ 75.