الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حقيقة واحدة:
فكل الرسل- عليهم الصلاة والسلام- قد أدركوا حقيقة "التوحيد"، وكلهم بعثوا بها، وكلهم دعا إلى عبادة الله الواحد، دعا إلى الحقيقة التي تلقاها وأمر أن يبلغها، وكان إدراكهم لها هو المنطق الفطري الناشئ من إيقاع الناموس الواحد في الفطرة الواصلة، كما أن نهوضهم لتبليغها هو النتيجة الطبيعية لإيمانهم المطلق بكونها الحقيقة، وبكونها صادرة إليهم من الله الواحد الذي لا يتعدد. . . ومن ثم كان هناك مصدر واحد يتلقى منه البشر التصور الصادق الكامل الشامل لحقيقة الوجود كله ولحقيقة الإنسان، ولغاية الوجود كله وغاية الوجود الإنساني.
ثبات. . لا تطور
. .
مصدر واحد هو مصدر الرسالات. . . جبهة واحدة لا تتعدد، هي التي أنزلت الكتاب بالحق، هذا الكتاب الذي أنزله الله بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، وهو كتاب واحد في حقيقته جاء به الرسل جميعا، فهو كتاب واحد في أصله، وهي ملة واحدة في مجموعها، وهو تصور واحد في قاعدته: إله واحد، ورب واحد، ومعبود واحد، ومشرع واحد لبني البشر، ثم تختلف التفصيلات بعد ذلك وفق حاجات الأمم والأجيال، ووفق أطوار الحياة والارتباطات، حتى تكون الصورة الأخيرة التي جاء بها الإسلام، وأطلق الحياة تنمو في محيطها الواسع الشامل بلا عوائق بأمر الله ومنهجه وشريعته الحية المتجددة في حدود ذلك المحيط الشامل الكبير.
وهذا الذي يقرره القرآن، في أمر الكتاب، هو النظرية الإسلامية في