الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خط سير الأديان والعقائد. . . كل نبي جاء بهذا الدين الواحد في أصله، الذي يقوم على القاعدة الأصلية: قاعدة التوحيد المطلق. . . ثم يقع الانحراف عقب كل رسالة، وتتراكم الخرافات والأساطير حتى يبتعد الناس نهائيا عن ذلك الأصل الكبير، وهنا تجيء رسالة جديدة، تجدد العقيدة الأصيلة، وتنفي ما علق بها من الانحرافات وتراعي أحوال الأمة وأطوارها في التفصيلات.
وهذا الثبات في أصل التصور الإيماني هو الذي يتفق مع وظيفة الكتاب الذي أنزله الله بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه في كل زمان، ومع كل رسول، منذ أقدم الأزمان.
لا نفرق بين أحد من رسله:
ولذلك كان الإيمان برسل الله جميعا، دون تفريق " هو شرط الإيمان، وعدم الإيمان بواحد منهم هو كفر بهم جميعا، إذ الإيمان لا يتجزأ، فعندما يكفر بواحد من رسل الله يكون قد كذب الله الذي أرسله ولأن جميع الرسل عليهم السلام جاؤوا بكلمة التوحيد، فإن الله سبحانه يقول عمن يكذب بواحد منهم إنهم يكذبون الرسل- مع أنهم لم يرسل إليهم إلا رسولا واحدا، ليوحي التعبير بأن تكذيب الرسول الواحد هو بمثابة تكذيب الرسل كلهم، لأنهم كلهم يقولون ذات الشي، بلا تغيير- فمن كذب واحدا منهم فقد كذبهم جميعا.
{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} (1){إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ} (2){إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} (3){كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ} (4){إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ} (5){إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} (6){كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ} (7){إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ} (8){إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} (9){كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ} (10){إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ} (11){إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} (12){كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ} (13){إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ} (14){إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} (15).
ولذلك يتوعد الله تبارك وتعالى أولئك الذين يكذبون واحدا من الرسل، فيقول {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} (16){أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} (17).
وذلك هو شأن اليهود والنصارى، الذين كذبوا رسل الله إلى خلقه بوحيه، حيث فرقوا بين الله ورسله في الإيمان، فآمنوا ببعض الأنبياء وكفروا ببعض، بمجرد التشهي والعادة وما ألفوا عليه آباءهم، لا عن دليل قادهم إلى ذلك، فإنه لا سبيل إلى ذلك الدليل. بل بمجرد الهوى والعصبية، فاليهود- عليهم لعائن الله-: آمنوا بالأنبياء إلا عيسى ومحمدا، عليهما الصلاة والسلام، والسامرة منهم: لا يؤمنون بنبي بعد يوشع خليفة موسى بن عمران. والنصارى الضالون: آمنوا بعيسى (18) وبالأنبياء من قبله، وكفروا بخاتمهم وأشرفهم محمد صلى الله عليه وسلم ومن كلا الفريقين أو الطائفتين من آمن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولكن على أنه نبي للعرب
(1) سورة الشعراء الآية 105
(2)
سورة الشعراء الآية 106
(3)
سورة الشعراء الآية 107
(4)
سورة الشعراء الآية 123
(5)
سورة الشعراء الآية 124
(6)
سورة الشعراء الآية 125
(7)
سورة الشعراء الآية 141
(8)
سورة الشعراء الآية 142
(9)
سورة الشعراء الآية 143
(10)
سورة الشعراء الآية 160
(11)
سورة الشعراء الآية 161
(12)
سورة الشعراء الآية 162
(13)
سورة الشعراء الآية 176
(14)
سورة الشعراء الآية 177
(15)
سورة الشعراء الآية 178
(16)
سورة النساء الآية 150
(17)
سورة النساء الآية 151
(18)
آمنوا به على أنه إله أو ابن إله، فكفروا بذلك كفرا مضاعفا.