الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي الصحيحين عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله أنه قال: «أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا. . .) (1)» وهي صفات خاصة بالهيكل المادي لا تنصرف لغيره.
بقي أن نسأل أنفسنا أيضا: هذه الأعضاء التي عن طريقها نتعامل مع الإنسان في هذه الدنيا، أهي نفسها التي ستعود ليحتلها الروح يوم البعث؟. . أم هي خلف لها وبديل يخلقها الله بقدرته الخارقة؟.
ليس بالمستغرب في منطق العقل والإيمان أن يعيد سبحانه متفرقات الأجزاء التي دمرها البلى وتناثرت في آلاف بل ملايين الملايين من العناصر الأرضية. . ولكن أي فرق موضوعي بين أجزاء ترابية يستخلصها ربنا بأمره من متاهاتها التي لا يحيط بها علما غيره، وبين أجزاء بديلة يبدعها من جديد، ومن المادة نفسها، ما دامت المسؤولية كلها واقعة على الذات المتحكمة الفاعلة؟. . أو ليس في قول ربنا سبحانه بشأن أهل النار {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} (2) مما يؤكد هذه الحقيقة وهي كون الروح وحده هو مناط الحساب والعقاب!. .
(1) صحيح البخاري تفسير القرآن (4625)، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2860)، سنن الترمذي تفسير القرآن (3167)، سنن النسائي الجنائز (2087)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 253)، سنن الدارمي الرقاق (2802).
(2)
سورة النساء الآية 56
الأحلام والرؤى
.
ولنتأمل قليلا في حركه الحياة التي نشاهدها في كياننا المادي كله من الأظفار إلى الأشعار إلى الأبشار. . أليست مستمرة التبدل والتجدد حتى ليمكن القول بأن هذا الكيان الذي أخاطبك من خلاله الآن هو موجود آخر غير الذي كان قبل بضع سنوات مثلا!. . وإنها لحقيقة لا مجال فيها للخلاف بين أهل العلم. . وهي تحفزنا لأن نطرح على أنفسنا هذا السؤال الأخر: أي هذه الأجزاء المستمرة التبدل والتجدد هو الذي ترتديه