الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طريق الخلاص:
وإن طريق الخلاص وعنوان السعادة وسبب النجاة من عذاب الله هو التمسك بكتاب الله تعالى ذلك الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وكذلك التمسك بالسنة المطهرة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (1) فإنهما، أعني الكتاب والسنة المصدران الأساسيان للتشريع الإسلامي.
(1) سورة النجم الآية 4
كمال هذا الدين:
فإن من أمعن النظر فيما شرعه الله لنا مما تضمنه الكتاب العزيز ودلت عليه السنة، علم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة على أكمل وجه وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها. لا يحيد عنها إلا هالك قد مرض قلبه. . وخاسر قد طاش في مهاوي الضلال لبه. فإن الله تعالى قد بين للناس قواعد الدين وأكملها، قال تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (1) فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أكمل لنا هذا الدين بما أنزله في كتابه العربي المبين وعلى لسان نبيه الصادق الأمين. مما بلغ من الأحكام وبين لنا من حلال وحرام، فلم يكن هناك من خير إلا دلنا عليه وسهل لنا الطرق الموصلة إليه ولم يكن هناك من شر إلا حذرنا منه، كما قال صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمرو «ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ويحذرهم من شر ما يعلمه لهم (2)» ) (3)
(1) سورة المائدة الآية 3
(2)
صحيح مسلم الإمارة (1844)، سنن النسائي البيعة (4191)، سنن ابن ماجه الفتن (3956)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 191).
(3)
رواه مسلم بهذا المعنى في الإمارة.