الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإن ربعي هذا تابعي كبير من الكوفة والغالب على الظن أنه سمع عليا يخطب في الكوفة.
وقال مسلم: حدثنا علي بن ربيعة قال أتيت المسجد والمغيرة أمير الكوفة على المنبر، قال فقال المغيرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (1)» .
وقد ذكرنا في بحث (البوادر الأولى لنقد الحديث) أن عددا من الصحابة تكلموا في الجرح والتعديل منهم: عبد الله بن عباس (68 هـ) وأنس بن مالك (92 هـ) وعائشة (52 هـ) وعمران بن حصين (52 هـ) وأبو هريرة (59 هـ) وعبد الله بن عمرو بن العاص (65 هـ) وعبد الله بن عمر (73 هـ) وأبو سعيد الخدري (74 هـ).
(1) مقدمة مسلم / 10
3 -
نقد الحديث في دور التابعين:
ثم جاء دور كبار التابعين، وخلفوا هذا العلم من الصحابة، وسلكوا مسلكهم واختاروا سنة نبيهم وسنة أصحابه ورفعوا هذا الصرح بوضع لبنات أخرى؛ لئلا يجترئ كذاب أو منافق أو ملحد من إدخال المكذوبات في السنن النبوية الطاهرة الزكية، وخصوصا بعد أن وجدت فرق ضالة مضلة وآراء ملحدة في دين الله، ومنافقون ظاهرو النفاق يريدون أن يبثوا سمومهم ويجعلوا من هذا الأصل الإسلامي الثاني ظلاما حالكا لا يرى فيه الحق من الباطل.
قال السخاوي: (1) وتكلم في الرجال، كما قاله الذهبي، جماعة من
(1) فتح المغيث 2/ 318
الصحابة ثم من التابعين كالشعبي وابن سرين ولكنه في التابعين بقلة؛ لقلة الضعف في متبوعيهم؛ إذ أكثرهم صحابه عدول وغير الصحابة من المتبوعين أكثرهم ثقات. ولا يكاد يوجد في القرن الأول الذي انقرض في الصحابة وكبار التابعين ضعيف إلا الواحد بعد الواحد كالحارث الأعور (65 هـ) والمختار الكذاب (67 هـ) - وقال أبو حاتم ابن حبان: ثم أخذ مسلكهم (مسلك الصحابة) واستن بسنتهم واهتدى بهديهم فيما استنوا من التيقظ في الروايات جماعة من أهل المدينة من سادات التابعين منهم: سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد بن أبي بكر وسالم بن عبد الله بن عمر وعلي بن الحسين بن علي وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وعبيد الله بن عتبة وخارجة بن زيد بن ثابت وعروة بن الزبير، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وسليمان بن اليسار. فجدوا في حفظ السنن والرحلة فيها والتفتيش عنها والتفقه فيها (1).
وقال: ثم أخذ عنه العلم وتتبع الطرق وانتقاء الرجال، ورحل في جمع السنن جماعة بعدهم، منهم: الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة وسعد بن إبراهيم في جماعة معهم من أهل المدينة إلا أن أكثرهم تيقظا وأوسعهم حفظا وأدومهم رحلة وأعلاهم همة الزهري - رحمة الله عليه (2).
ومن المعلوم بالضرورة لكل مطلع على حركة سير الحديث النبوي نحو
(1) كتاب المجروحين 1/ 38
(2)
كتاب المجروحين 1/ 39