المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة خمس وعشرين وخمس مائة - مرآة الجنان وعبرة اليقظان - جـ ٣

[اليافعي]

فهرس الكتاب

- ‌سنة اثنتين واربع مائة

- ‌سنة ثلاث وأربع مائة

- ‌سنة أربع وأربع مائة

- ‌سنة خمس وأربع مائة

- ‌سنة ست واربع مائة

- ‌سنة سبع واربع مائة

- ‌سنة ثمان وأربع مائة

- ‌سنة تسع وأربعمائة

- ‌سنة عشر وأربع مائة

- ‌سنة احدى عشرة وأربع مائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وأربعمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وأربع مائة

- ‌سنة أربع عشرة وأربع مائة

- ‌سنة خمس عشرة وأربع مائة

- ‌سنة ست عشرة وأربع مائة

- ‌سنة سبع عشرة وأربع مائة

- ‌سنة ثمان عشرة وأربع مائة

- ‌سنة تسع عشرة وأربع مائة

- ‌سنة عشرين واربع مائة

- ‌سنة احدى وعشرين واربع مائة

- ‌سنة واثنتين وعشرين واربع مائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين واربع مائة

- ‌سنة اربع وعشرين واربع مائة

- ‌سنة خمس وعشرين واربع مائة

- ‌سنة ست وعشرين واربع مائة

- ‌سنة سبع وعشرين واربع مائة

- ‌سنة ثمان وعشرين واربع مائة

- ‌سنة تسع وعشرين واربع مائة

- ‌سنة ثلاثين واربع مائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين واربع مائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وأربعمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين واربع مائة

- ‌سنة ست وثلاثين واربع مائة

- ‌سنة سبع وثلاثين واربع مائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين واربع مائة

- ‌سنة تسع وثلاتين وأربع مائة

- ‌سنة اربعين واربع مائة

- ‌سنة احدى واربعين واربع مائة

- ‌سنة اثنتين واربعين واربع مائة

- ‌سنة ثلاث واربعين واربع مائة

- ‌سنة أربع وأربعين وأربع مائة

- ‌سنة خمس وأربعين وأربع مائة

- ‌سنة ست واربعين واربع مائة

- ‌سنة سبع واربعين واربع مائة

- ‌سنة ثمان واربعين واربع مائة

- ‌سنة تسع واربعين واربع مائة

- ‌سنة خمسين واربع مائة

- ‌‌‌سنة احدى وخمسين واربع مائة

- ‌سنة احدى وخمسين واربع مائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين واربع مائة

- ‌سنة أربع وخمسين واربع مائة

- ‌سنة خمس وخمسين واربع مائة

- ‌سنة ست وخمسين واربع مائة

- ‌سنة سبع وخمسين واربع مائة

- ‌سنة ثمان وخمسين واربع مائة

- ‌سنة تسع وخمسين واربع مائة

- ‌سنة ستين واربع مائة

- ‌سنة احدى وستين واربع مائة

- ‌سنة اثنتين وستين وأربع مائة

- ‌سنة ثلاث وستين واربع مائة

- ‌سنة اربع وستين واربع مائة

- ‌سنة خمس وستين واربع مائة

- ‌سنة ست وستين واربع مائة

- ‌سنة سبع وستين واربع مائة

- ‌سنة ثمان وستين واربع مائة

- ‌سنة تسع وستين واربع مائة

- ‌سنة سبعين وإربع مائة

- ‌سنة احدى وسبعين واربع مائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين واربع مائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين واربع مائة

- ‌سنة اربع رسبعين واريع مائة

- ‌سنة خمس وسبعين واربع مائة

- ‌سنة. ست وسبعين واربع مائه

- ‌سنة سبع وسبعين واربع مائة

- ‌سنة تسع وسبعين واربع مائة

- ‌سنة ثمانين واربع مائة

- ‌سنة احدى وثمانين واربع مائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وأربع مائة

- ‌سنة اربع وثمانين واربع مائة

- ‌سنة خمس وثمانين واربع مائة

- ‌سنة ست وثمانين واربع مائة

- ‌سنة سبع وثمانين واربع مائة

- ‌سنة ثمان وثمانين واربع مائة

- ‌سنة تسع وثمانين وأربعمائة

- ‌سنة تسعين واربع مائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وأربع مائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين واربع مائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين واربع مائة

- ‌سنة أربع وتسعين وأربعمائة

- ‌سنة خمس وتسعين واربع مائة

- ‌سنة ست وتسعين واربع مائة

- ‌سبع وتسعين واربع مائة

- ‌سنة ثمان وتسعين واربع مائة

- ‌سنة تسع وتسعين واربع مائة

- ‌سنة خمس مائة

- ‌سنة احدى وخمس مائة

- ‌سنة اثنتين وخمس مائة

- ‌سنة ثلاث وخمس مائة

- ‌سنة أربع وخمس مائة

- ‌سنة خمس وخمس مائة

- ‌سنة ست وخمس مائة

- ‌سنة سبع وخمس مائة

- ‌سنة ثمان وخمس مائة

- ‌سنة تسع وخمس مائة

- ‌سنة عشرة وخمس مائة

- ‌سنة احدى عشرة وخمس مائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وخمس مائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وخمس مائة

- ‌سنة أربع عشرة وخمس مائة

- ‌سنة خمس عشرة وخمس مائة

- ‌سنة ست عشرة وخمس مائة

- ‌سنة سبع عشرة وخمس مائة

- ‌سنة ثمان عشرة وخمس مائة

- ‌سنة تسع عشرة وخمس مائة

- ‌سنة عشرين وخمس مائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وخمس مائة

- ‌سنة اربع وعثسرين وخمس مائة

- ‌سنة خمس وعشرين وخمس مائة

- ‌سنة ست وعشرين وخمس مائة

- ‌سنة سبع وعشرين وخمس مائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وخمس مائة

- ‌سنة تسع وعشرين وخمس مائة

- ‌سنة ثلاثين وخمس مائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وخمس مائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وخمس مائة

- ‌سنة ست وثلاثين وخمس مائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وخمس مائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وخمس مائة

- ‌سنة أربعين وخمس مائة

- ‌سنة احدى واربعين وخمس مائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة

- ‌سنة ثلاث واربعين وخمس مائة

- ‌سنة أربع وأربعين وخمس مائة

- ‌سنة ست وأربعين وخمس مائة

- ‌سنة سبع وأربعين وخمس مائة

- ‌سنة ثمان واربعين وخمس مائة

- ‌سنة تسع وأربعين وخمس مائة

- ‌سنة خمسين وخمس مائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وخمس مائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وخمس مائة

- ‌سنة أربع وخمسين وخمس مائة

- ‌سنة خمس وخمسين وخمس مائة

- ‌سنة ست وخمسين وخمس مائة

- ‌سنة سبع وخمسين وخمس مائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وخمس مائة

- ‌سنة تسع وخمسين وخمس مائة

- ‌سنة ستين وخمس مائة

- ‌سنة إحدى وستين وخمس مائة

- ‌ذكروالشيخ عبد ألفادر بن أبي صالح الزاهد

- ‌نسبه ومولده وصنعته رضي الله تعالى عنه

- ‌شيء من علمه وتسمية بعض شيوخه

- ‌سنة اثنتين وستين وخمس مائة

- ‌سنة ثلاث وستين وخمس مائة

- ‌سنة أربع وستين وخمس مائة

- ‌سنة خمس وستين وخمس مائة

- ‌سنة ست وستين وخمس مائة

- ‌سنة سبع وستين وخمس مائة

- ‌سنة ثمان وستين وخمس مائة

- ‌سنة تسع وستين وخمس مائة

- ‌سنة سبعين وخمس مائة

- ‌سنة احدى وسبعين وخمس مائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة

- ‌سنة اربع وسبعين وخمس مائة

- ‌سنة خمس وسبعين وخمس مائة

- ‌سنة ست وسبعين وخمس مائة

- ‌سنة سبع وسبعين وخمس مائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وخمس مائة

- ‌سنة تسع وسبعين وخمس مائة

- ‌سنة ثمانين وخمس مائة

- ‌سنة احدى وثمانين وخمس مائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وخمس مائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وخمس مائة

- ‌سنة اربع وثمانين وخمس مائة

- ‌سنة خمس وثمانين وخمس مائة

- ‌سنة ست وثمانين وخمس مائة

- ‌سنة سبع وثمانين وخمس مائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وخمس مائة

- ‌سنة تسع وثمانين وخمس مائة

- ‌فصل

- ‌انتهاء اللولة العبيدية واقامة الدولة العباسية

- ‌ذكر أئمة العبيديين وعدد سني دولتهم

- ‌ذكر خلفاء بني العباس وعدد سني دولتهم

- ‌ذكر ملوك بني أمية وعدد سني دولتهم

- ‌ذكر عدد الخلفاء الراشدين ومدة خلافتهم

- ‌سنة تسعين وخمس مائة

- ‌سنة احدى وتسعين وخمس مائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة

- ‌سنة ئلاث وتسعين وخمس مائة

- ‌سنة اربع وتسعين وخمس مائة

- ‌سنة خمس وتسعين وخمس مائة

- ‌سنة ست وتسعين وخمس مائة

- ‌سنة سبع وتسعين وخمس مائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وخمس مائة

- ‌سنة تسع وتسعين وخمس مائة

- ‌سنة ست مائة

الفصل: ‌سنة خمس وعشرين وخمس مائة

وفيها توفي الآمر بأحكام الله أبو علي منصور بن المستعلي بالله العبيدي - صاحب مصر - كان مشتهراً بالظلم والفسق، امتدت دولته ثلاثين سنة. فلما تمكن وكبر قتل وزيره الأفضل، وأقام في الوزارة الشامون البطائحي، ثم صادره وقتله، ولما خرج إلى الجيزة في وقت كمن له قوم بالسلاح، فلما مر على الجسر نزلوا عليه بالسيوف، ولم يكن له عقب، فبايعوا بعده ابن عمه الحافظ عبد الحميد ابن الأمير محمد بن المستنصر. وفيها توفي أبو محمد بن الأكفاني هبة الله بن أحمد بن محمد الأنصاري الدمشقي الحافظ. وفيها توفيت فاطمة الجوزدانية بالجيم وبعد الواو زاي وذال معجمة وبين الألف وياء النسبة نون أم ابراهيم بنت عبد الله الأصبهانية، سمعت من ابن ريذة معجم الطبراني، وعاشت تسعاً وتسعين سنة.

‌سنة خمس وعشرين وخمس مائة

وفيها توفي الشيخ الكبير الولي الشهير ألفارف بالله، الخبير ذو الكرامات الكريمات والأحوال العظيمات والمقامات العلية والطريقة السنية أبو عبد الله حماد بن مسلم الدباس، كان أمياً، وفتح عليه بالمعارف والأسرار، وصار قدوة للمشايخ الكبار، وكبرت به الأصاغر، وهو الشيخ الذي خضعت له رقاب الشيوخ الأكابر محيي الدين أبي محمد عبد ألفادر الجيلاني - رضي الله تعالى عنهم، ونفعنا بهم آمين - ولكل واحد من الكرامات ما لا يسعه إلا مجلمات، وقد ذكرت شيئاً من ذلك في غير هذا الكتاب يدهش من سمعه من ذوي القلوب والألفاب، وكانت وفاة الشيخ المذكور ذي المناقب المشهورة في شهر رمضان من السنة المذكورة. وفيها توفي عن ثمان وثمانين سنة الولي الكبير الشهير الإمام النجيب النبيه المعروف بالشيخ محمد بن عبدويه: المشهور بالفضل والورع والاحسان المدفون في بلاد اليمن في جزيرة كمران - بفتح الحروف الثلاثة - تفقه على الشيخ الإمام أبي إسحاق الشيرازي في بغداد بكتابه المهذب ومسائل الخلاف وبكتبه في الأصول والجدل، ودخل اليمن بكتاب المهذب، وهو أول من دخل به اليمن - على ما بلغني - وسكن عدن مدة، ثم انتقل إلى زبيد - وملوكها الحبشة يومئذ - فدخلها مفضل بن أبي البركات بعسكر من العرب، وكان للشيخ

ص: 185

المذكور مال يتجر به، فانتهب مع جملة ما نهب من زبيد، قال الامام المعروف بابن سمرة في تاريخه: وأظن ذلك وقع في الوقعة الأولى سنة تسمع وتسعين وأربعمائة. ثم خرج ابن عبدويه المذكور فسكن في جزيرة كمران، قلت وبها توفي، وأنا ممن زار قبره هنالك. قال ابن سمرة: وكانت أهل التوحيد وأهل الجلالات - يأتون للسلام عليه، ويقبلون رأسه - وهو قاعد - وكان كثير الزهد والورع، متحرياً في المطعم، لا يأكل إلا الأرز من بلاد آلهند، وكان عبيده يسافرون إلى الحبشة وآلهند ومكة وعدن للتجارة، فأخلف الله تعالى عليه أموالاً، فكان ينفق على طلبة العلم منها، وكان ظاهر التقوى مؤألفا للمسلمين من كل أفق. وله تصنيف في أصول الفقه سماه الإرشاد، وكان له ولد عالم بعلم الكلام والأصول مع تنوير في الفقه يسمى عبد الله، تفقه بأبيه، ومات قبله في سنة ثلاث وعشرين وخمس مائة، ودفن في الجزيرة المذكورة، ودفن والده لما توفى إلى جنبه، وقبرهما هنالك بجنب المسجد يزاران، يزورهم الصالحون وغيرهم، ويتبرك بترابهما. قال ابن سمرة: وله ذرية فقراء في هذه الجزيرة إلى اليوم، وهم ذوو مروءة ودين، وذكر أنه حج من عدن في البحر مع الشيخ الكبير الولي الشهير: مدافع بن سعيد التميمي، ومروا بالجزيرة المذكورة في سنة أربع وسبعين وخمس مائة، فكنا نقصد القبرين، ونزورهما واردين وصادرين، ونتبرك بالمسجد والقبرين وآثار الفقيهين وآثار التدريس. وفي المسجد ختمة موقوفة، ذكر بعض ذرية الشيخ محمد أنه بخط جده محمد المذكور، هذا بعض كلام ابن سمرة في ذلك. قلت: وقد زرت المسجد والقبرين، فأدركت بعض ذرية الوليين المذكورين، وأضافوني خبزاً وتمراً وملما، وسمكاً يقال له الشيراز، وكان الشيخ في ذلك الزمان لمكان الشيخ أحمد الأسوم، من أهل الصلاح وممن أشار إليه بالسر والصلاح، وكان الشيخ ابن عبدويه المذكور معظماً عند الناس غزير العلم كريم النفس، ارتحل إليه خلائق من فقهاء اليمن من بلمان شتى لعلمه وجوده وإتقانه وفهمه، وأخذوا عنه العلم، وكتب للشيخ أبي إسحاق المهذب وغيره، والتاريخ قرأه بعضهم عليه في سنة تسع عشرة وخمس مائة، كان قد ابتلي بذهاب البصر، فقال عند ذلك مخاطباً لنفسه - رحمة الله عليه -:

وقالوا قد دها عينيك سوء

فلو عالجته بالقدح زالا

فقلت إلىب مختبري بهذا

فإن أصبر أنل منه الجلالا

وإن أجزع حرمت الأجر منه

وكان حصيصتي منه الوبالا

وإني صابر راض شكور

ولست مغيراً ما قد أنا لا

ص: 186

صنيع مليكنا حسن جميل

وليس لصنعه شيء مثالاً

وربي غير متصف بحيف

تعالى ربنا عن ذا تعالى

ولما توفي ولده المتقدم ذكره رثاه بعض فقهاء اليمن بقصيدة، قال في بعضها:

أمن بعد عبد الله نجل محمد

يصون دموع العين من كان مسلما

وقد غاض بحر العلم مذ غاب شخصه

ولكن بحر الوجد من بعده طمى

وفي السنة المذكورة توفي أبو العلاء - ابن عبد الملك الإيادي الإشبيلي طبيب الأندلس صاحب التصانيف، حدث عن أبي الغساني وجماعة، وله شعر رائق ورئاسة كبيرة. وفيها توفي الملقب بعين القضاة أبو المعالي عبد الله بن محمد آلهمداني الفقيه العلامة الأديب، وأحد من يضرب به المثل في الذكاء ألفارع النجيب، دخل فى مذهب التصوف، وأخذ في الكلام والإشارات الدقيقة وما لا يفهمه الخلق من أسرار الحقيقة مما نسب فيه إلى الكفيان فقتل به مصلوباً بهمذان. وفيها توفي السلطان مغيث الدين محمود ابن السلطان محمد بن ملكشاه السلجوقي، وكان قد خطب له ببغداد وغيرها، وله معرفة بالنحو والشعر والتاريخ، وكان شديد الميل إلى أهل العلم والخير - وتوفي بهمذان. وفيها توفي مسند العراق هبة الله بن حصين الشيباني البغدادي. وفيها توفي محمد بن عبد الملك بن زهير الإيادي الأندلسي الإشبيلي، من أهل بيت كلهم وزراء وعلماء ورؤساء وحكماء. قال الحافظ أبو الخطاب ابن دحية في كتابه المسمى المطرب من أشعار أهل المغرب، وكان شيخنا أبو بكر - يعني ابن زهير المذكور بمكان من اللغة مكين، ومورد من الطب معين، كان يحفظ شعر ذي إلىمة وهو ثلث لغة العرب، مع الإشراف على جميع أقوال أهل الطب والمنزلة العلما عند أصحاب المغرب، مع سمو النسب وكثرة الأموال والنشب، صحبته زماناً طويلاً، واستفدت منه أدباً جليلاً، ومن شعر ابن زهير المذكور وقد شاخ وغلب عليه الشيب:

إني نظرت إلى المرآة إذ جليت

فأنكرت مقلماي كل ما رأنا

رأيت فيها شويخاً لست أعرفه

وكنت أعهده من قبل ذاك فتى

فقلت: أين الذي بالأمس كان هنا

متى ترحل عن هذا المكان متى؟

ص: 187

فاسضحكت ثم قالت وهي معجبة

إن الذي أنكرته مقلماك أتى

كانت سليمى تنادي يا أخي وقد

صارت سليمى تنادي اليوم يا أبتا

قلت وقد عارضت هذه الأبيات لما أنشدها بعض المغاربة بقصيدة تنيف على ثمانين بيتاً سميتها: الرياض في الوعظ والاتعاظ وفي بيان حدود الأسنان والعراض وهي هذه:

وناعم فاقد ألفا يذكرنا

نجداً واحداً وسلما والصفا ومنى

ومن بها حل والعيش الذي انصرمت

واللمالي التي فيها بلوغ منى

وسادة كانت الأيام زاهرة

بالنور واليمن فيهم زينوا اليمنا

ما بين حلى سقي من غيث رحمته ربي ثرى من بها ثاو ومن عدنا

إن قلت في فضل سادات لنا سلفوا

فقول حسان في الأسلاف قد حسنا

لكنني في مديحي قد عممت به

شيوخ الإسلام لم أخصص أحبتنا

من كان في شرق أرض أو بمغربها

والشام واليمن ألفاوي لمحتدنا

ومدح شيب أتت في الشرع مدحته

معارضاً من له بالذم أفهمنا

يا من رأى منقبات الشيب منقصه

لم تدر كم قيل في علماه حدثنا

وكم روى من إمام نور ذاك عدا

وما به من وقار قد رووه لنا

كذلك الحق يستحيي تبارك من

ذي شيبة كلها تروي أئمتنا

صغرته إذ شويخاً قلت مع خطأ

التصغير أيضاً خطا واوبه قرنا

كبره واقصد به تعظيم حرمة من

بالدين دانوا وزانوا بالحلي الزمنا

قل غيرنا وبه للنفس مدحتها

فالله يعلم منك السر والعلنا

لما نظرت إلى المرآة قد جليت

شاهدت في تلك شيخاً قد علاه سنا

فقلت من ذا وعهدي قبل ذاك فتى

بالزهور يرفل في ثوب الشباب هنا

فقال منها لمان ألفال ذاك مضى

في ليل جهل قبيل الصبح حين دنا

وذا بدا حين فجر العقل ضاء به

نور الوقار مع الأحلام قد سكنا

وبين ذين بدت أعلام نور بها

كهولة زانها وشي وحسن ثنا

وهكذا العمر دولات كفاكهة

زهو وأرطابها قد أورثت شحنا

وبعد أرطابها تمر فضيلته

مشهورة فيه قوت للفقير غنى

ففي الثلاثين للشبان منزلة

فيها ثناها انتهى ما بعد ذاك بنا

في تلك عيش نفوس أخضر وبها

نعيم دنيا عني قد شابه وضنا

تكدير صفو ومن بعد الحياة فنا

فالحزن يتلو سروراً والبكاء عنا

منازل الشيخ من خمسين قبل بدت

من أربعين وفيها الانتهاء فنا

ص: 188

وبعد ذاك رحيل نحو دار بقا

فيها نعيم وسعد وشقا وعنا

حسب اكتساب لماعات ومعصية

إليهما ألفابق المقدور قاد لنا

فضلاً وعدلاً، ومن شاء الكريم حبا

عفواً وخير الذي عصيانه ودنا

منازل الكهل بين المنزلين ثوت

للصاليحن بها عيش القلوب هنا

إلى نهايات غايات الحياة بها

رياض فضل لأرباب القلوب مفا

وللجنان جنان الوصل مثمرة

فكم فواكه فيها للنفوس من حنا

على مدى الدهر قد زادت زكاوتها

لذاذة عند ذي ذوق وطيب جنا

من فاكهات فعال الصألفات جنوا

وذو البطالات يجني الشوك مشبهنا

يا مشبهي يافعي في بطالته

وضيعة العمر قولوا يا مصيبتنا

يا حسرتا بالنحاس الدون جوهرة

النفيس بعنا، وما الدنيا له ثمنا

بل كل فيد من إنماس الحياة سما

فضلاً على عيش دنيا معقباً فتنا

يا غبن من باع داراً بالفلوس إذا

ما مفلس الدين جا بالدين مرتهنا

قد ضيع العمر لا علم ولا عمل

مسوده أبيض والعظم القوي وهنا

هل بعدما ابيض زرع في منارعه

إلا حصاد وهل في وقت ذاك ونا

حصد القضا بغتة تأتيه أمنية

خف النوازل فالمغرور من أمنا

فكم صغير زروع حصد ذاك أتى

فانهض بعزم وحزم عل ذاك دنا

شمر وعمر بحصن القلب حارسه

ومن العدو الذي أمسى له وطنا

أين الجهاد وإكثار السهاد إذا

لذ إلىقاد نفى عن طرفه الوسنا

وأين تأديب نفس في رياضتها

بالجوع والصمت والسمت الذي حسنا

وبئس مثلي بثوب العجز مشتملاً

نحو التكاسل قد مهر الجياد ثنا

يلقى علائقه أمست عوائقه

عن كسب خير وفي القلب الونا وطنا

سلم الذنوب وداء من عيوب هوى

قد صيرا كل من قد ثبط زمنا

يا بارد القلب يا خالي الفؤاد ومن

ما هزه ذكر من في حاجز سكنا

ولا نسيم صبا نجد الغرام ولا

نشر الحزام ولا من في النقا عطنا

ولا خيام لسلمى دون ذي سلم

ولا العقيق ومن من رامتين دنا

ولا صفا عند جيران الصفا وهوى

من في خيام زهت من دون خيف منا

من يشرب الحب لم ماء العذيب يذقومن زكا بالهوى ما شم طيب منا

ولا بكى عندما ناح الحمام ولا

يرتاح إن لاح من برق الحجاز سنا

ص: 189

ولا لنعما ونعمان هواه ولا

يشتاق في المنزل الأصلي إلىضا وطنا

ولا دنا من خيام في حمى وهوى

نور الجمال الذي كم عاشق فتنا

مثلي بعيد وكل قد ألم به

النذير لاه ومن سطواته أمنا

نذير هادم لذات الشبيب فتى

مفيق لجماعات الصحاب دنا

ومسكت ذا فصاحات به شمت الأ

عدا وسروا وأحباب بكوا حزنا

وقدموا لرحيل حان مركبه

مطية إلىاحلين النعش والكفنا

وشيعوه إلى أن جاء منزله

تحت الجنادل في بيت البلاد فنا

في ضيق للحد ترعى الدود آكلة

خدين يا طألفا بالحسن قد فتنا

ومقلة حل فيها الحسن سائلة

وطيب الريح أضحى جيفه نتنا

وبعد ذاك نشور وإلىحيل إلى

دار الجزا فعذاب أو لماء منا

ما لا يبال ولا عين رأته ولا

لوصفه جاء ذكر طارق أذنا

هذا مقالي تناهى في العراض وفي

اعتذاري عن اللوم الملم بنا

ما أحسن الحق والإنصاف حيث هما

حلا ولو في مساكين هما سكنا

فافهم هديت سوى نهج إلىشاد وكن

محققاً ومحقاً من ملا فطنا

حسن البلاغة مع حسن استعارتها

ضاعا مع العي أو من يكتم الحسنا

من ليس يمدح سلمى عندما جليت

يحكي لمن في الثرى البدر البهي دفنا

يا سامعاً لفظ نظمي لا تظن به

مدحي لنفسي قبيح إن أقول: أنا

لا تحسبن فيه تخصيصاً لمدحتها

والله ما طرف قلبي نحو ذاك رنا

لكني عارضت في مدح الشيوخ به

من ذمهم في مديح والسباب عنى

من لفظه ذاك مفهوم ومعذرتي

في ذكر نفسي جلي عند من فطنا

ما لي طريق ومرآة بها نظري

شخصي سوى ما أرى غيري بها كمنا

إلا الذي قلت في روم العراض به

مثل الذي قال: لاسوء يظن بنا

والله ما أرتضي فيها مطالعتي

كيلا أرى شين وجه للذنوب جنا

هاك المقال الذي جاء العراض لمن

قال له ينهى ألفافيات بنا

نظرت يوماً إلى المرآة إذ جليت

فانكرت مقلماي عندما رأتا

رأيت فيها شويخاً لست أعرفه

وكنت أعرف فيها قبل ذاك فتى

فقلت اين الذي بالأمس كان هنامتى ترحل عن هذا المحل متى؟

فاستضحكت ثم قالت وهي ما نطقت

قد كان ذاك وهذا بعد ذاك أتى

هذا بذاك وكل لا دوام له

أما ترى العود يذوي بعدما نبتا؟

ص: 190