الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها توفي هبة الله بن أحمد البغدادي، المقرىء المحقق إمام جامع دمشق. ختم عليه خلق كثير، وله اعتناء بالحديث.
سنة سبع وثلاثين وخمس مائة
فيها توفي أبو الفتح بن البيضاوي القاضي عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد أخو القاضي القضاة أبي القاسم الزينبي لأمه. وفيها توفي صاحب المغرب علي بن يوسف بن تاشفين، كان يرجع إلى عدل ودين وتعبد وحسن طوية، وشدة إيثار لأهل العلم وتعظيم لهم، قيل: وهو الذي أمر بإحراق كتب الإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي، والذي وثب عليه ابن تومرت الملقب بالمهدي الذي صحبه عبد المؤمن. توفي في رجب من السنة المذكورة. وفيها توفي الحافظ عمر بن محمد النسفي السمرقندي الحنفي. يقال له مائة مصنف. وفيها توفي قاضي دمشق وابن قاضيها أبو المعالي القرشي الشافعي. سمع من جماعة، وتفقه على الإمام أبي نصر المقدسي.
سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة
فيها حاصر سنجر مدينة خوارزم، وكاد أن يأخذها، فذل خوارزم شاه، وبذل الساعة. وفيها توفي الحافظ مفيد بغداد أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي. كان واسع إلىواية، متقناً دائم البشر، سريع الدمعة، جمع وخرج وحصل، ولم يتزوج قط. وفيها توفي الوزير أبو القاسم علي بن طراد الزينبي العباسي، وزير المسترشد والمقتفي. اشتغل بالعبادة والخير لما تغير عليه المقتفي إلى أن مات، وكان يضرب به المثل بحسنه في صباه. وفيها توفي أبو الفتوح محمد بن الفضل الأسفيائيني، الواعظ المتكلم. له تصانيف في الأصول والتصوف. قال الحافظ ابن عساكر: أجرى من رأيت لماناً وجناناً، وأسرعهم جواباً، وأسلمهم خطاباً. لازمت حضور مجلسه، فما رأيت مثله واعظاً ولا مذكراً. وفيها توفي العلامة النحوي اللغوي المفسر المعتزلي أبو القاسم محمود بن عمر
الزمخشري الخوارزمي، صاحب الكشاف والمفصل. عاش إحدى وسبعين سنة متفنناً في التفسير والحديث والنحو واللغة وعلم البيان إمام عصره في فنونه. وله التصانيف البديعة الكثيرة الممدوحة الشهيرة، عدد بعضهم منها نحو ثلاثين مصنفاً في التفسير والحديث وإلىواة وعلم الفيائض والنحو والفقه واللغة والأمثال والأصول والعروض والشعر. ومن ذلك كتاب شافي العي من كلام الشافعي وغير ذلك، وكان شروعه في تأليف المفضل في غرة شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وخمس مائة، وفيغ منه في غرة المحرم، أظنه قال: سنة خمس عشرة وخمس مائة. وكان قد جاور بمكة زماناً، فصار يقال له: جار الله لذلك، حتى صار هذا اللقب علماً عليه. وكانت إحدى رجليه ساقطة، فكان يمشي في خشب. وسبب سقوطها أنه أصابه في بعض أسفاره برد شديد وثلج كثير، وكان معه محضر فيه شهادة خلق كثير ممن اطلعوا على حقيقة ذلك خوفاً من أن يظن قطعها لريبة.
وذكر بعض المؤرخين أنه أمسك عصفوراً، وربطه بخيط في رجله، ففلت من يده، فأدركه وقد دخل في جرق، فجذبه فانقطعت رجله في الخيط، فتألمت والدته لذلك، ودعت عليه بقطع رجله كما قطع رجله. فلما وصل إلى سن الطلب، رحل إلى بخارى لطلب العلم، فسقط عن ألفابة، فانكسرت رجله، وبلغت إلى حالة اقتضت قطعها - والله أعلم أي ذلك كان -. ولما صنف كتاب الكشاف استتفتح الخطبة بالحمد لله الذي خلق القرآن، فقيل له: متى تركته على هذه آلهيئة هجره الناس، فغيره بالذي أنزل القرآن. وقيل: هذا إصلاح الناس لا إصلاح المصنف، ومن شعره يرثي شيخه أبا مضر:
وقائلة ما هذه الدرر التي
…
تساقط من عينيك سمطين سمطين
فقلت لها الدر الذي كان قد حشى
…
أبو مضر أذني تساقط من عيني
وهذا مثل قول القاضي أبي بكر الأرجان، ولا يدري أيهما أخذ من الآخر، لأنهما كانا متعاصرين وهو.
ولم يبكني إلا حديث فياقهم
…
لما أسرته إلى أدمعي