الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أدخل المدينة وطيف به حول حجرة إلىسول صلى الله عليه وآله وسلم. وكان ولده الملقب جلال الدولة من الأدباء الفضلاء البلماء الكرماء، وله ديوان رسائل أجاد فيه، وجمعه أبو السعادات بن الأثير وسماه: كتاب الجواهر واللآلىء من إملاء المولى الوزير الجلالي.
سنة ستين وخمس مائة
فيها وقعت فتنةهائلة بأصبهان تعصباً للمذاهب، وبقي الشر والقتل والقتال ثمانية أيام حتى قتل خلق كثير، وأحرقت أماكن كثيرة. وفيها توفي أبو المعمر حذيفة بن سعد الأزجي. وفيها توفي فقيه أهل الجزيرة أبو القاسم عمر بن محمد الشافعي الجزري، إمام جزيرة ابن عمر ومفتيها. تفقه على الإمام الغزالي وغيره، وسمع عليه وعلى أخيه، وصحب ألفاشي صاحب كتاب المستظهري، واشتغل أولاً على الشيخ أبي الغنائم السلمي ألفارقي وعلى الكبار، وصار أحفظ أهل زمانه للمذهب، وله مصنف كبيرعلى أشكالات المهذب وغريب ألفاظه وأسماء رجاله، وكان من العلم والدين في محل رفيع، وانتفع به خلق كثير. وفيها توفي القاضي أبو يعلى الصغير محمد بن محمد ابن القاضي الكبير، أبو يعلى ابن الفراء البغدادي الحنبلي. وكان موصوفاً بالذكاء والفصاحة، ولي قضاء واسط، ثم عزل منها. وفيها توفي أبو طالب العلوي محمد بن محمد بن محمد الشريف الحسني البصري نقيب ألفالبين. روى عن أبي علي التستري وجعفر العبادي وجماعة، واستقدمه ابن هبيرة لسماع السنن، فروى الكتاب بالإجازة سوى الجزء الأول، فإنه بالسماع من التستري. وفيها توفي أبو الحسن ابن التلميذ أمين الدولة هبة الله بن صاعد النصراني البغدادي شيخ قومه وقسيسيهم.
وفيها توفي شيخ الطب جالينوس عصره صاحب التصانيف ووزير المقتفي أبو المظفر الملقب عون الدين يحيى بن محمد بن هبيرة. دخل بغداد شاباً، فطلب العلم وتفقه، وسمع الحديث وقرأ القراءات، وشارك في الفنون، وصار من فضلاء زمانه. ثم دخل في الكتاب، وولي مصارف الخزانة، ثم ترقى وولي ديوان ألفاص، ثم استوزره المقتفي، فبقي وزيراً إلى أن مات، وكان شامة بين الوزراء لعدله ودينه وتواضعه ومعروفه وفضائله. روى عن جماعة، ولما ولاه المقتفي امتنع من لبس خلعة الحرير، وحلف أنه لا يلبسها. وكان مجلسه معموراً بالعلماء والفقهاء والبحث وسماع الحديث. وشرح: الجمع بين الصحيحين، وألف كتاب العبادات في مذهب الإمام أحمد. ومات شهيداً مسموماً، وسمع منه خلق كثير منهم الحافظ أبو الفرج بن الجوزي واختصر كتاب إصلاح المنطق، وله أرجوزة في المقصور والممدود، وأرجوزة في علم الخط، وغير ذلك. ومدحه الشعراء منهم: أبو الفتح محمد بن عبد الله سبط ابن التعاويذي، قال:
سقاها الحياء أربع وطلول
…
حكت دنفي من بعدهم ونحولي
ضمنت لها أجفان عين قريحة
…
من الدمع مدرار الشوؤن همول
لئن حال رسم ألفارعما عهدته
…
فعهد الهوى في القلب غير محيل
خليلي قد هاج الغرام وشاقني
…
سنا بارق بالأجر عين كليل
ووكل طرفي بالسهاد بنظرتي
…
قضاء مليء بالديون ملول
إذا قلت قد أنحلت جسمي صبابة
…
يقول: وهل حب بغير نحول
وإن قلت دمعي بالأسى فيك شاهدي
…
يقول شهود الدمع غير عدول
فلا تعذلاني إن بكيت صبابة
…
على ناقض عهد الوفاء ملول
فابرح ما تمنى به الصب في الهوى
…
ملال حبيب أو ملام عذول
ودون الكئيب الفرد بيض عقائل
…
لعين بألفاب لنا وعقول
غداة التقت ألفاظها وقلوبنا
…
فلم يجل إلا عن دم وقتيل
ألا حبذا والي الأراك وقد وشت
…
برياك ريحا شمأل وقبول
وفي أبرديه كلما اعتلت الصباشفاء فؤاد بالغرامعليل
دعوت سلواً فيك غير مساعد
…
وحاولت صبراً عنك غير جميل
تعرفت أسباب الهوى وحملته
…
على كاهل للنائبات حمول
فلم أحظ من حب الغواني بطائل
…
سوى رعي ليل بالغرام طويل
إلى كم تمنيني اللمالي بما جد
…
رزين وقار الحلم غير عجول
أهز اختيالاً في هواه معاطفي
…
وأسحب تيهاً في ثراه ذيولي
لقد طال عهدي بالنوال وإنني
…
لصب إلى تقبيل كف مثيل