الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآخرة. وقتل معه ثلاثة آلاف فارس، وكان شيعياً، له محاسن ومكارم وحلم وجود، ملك العرب بعد أبيه اثنتين وعشرين سنة، وكان ذا بأس وسطوة وهيبة، نافر السلطان محمد ابن ملك شاه السلجوقي، واقتضت الحال الحرب بينهما، إلى أن قتل في المعركة في التاريخ المذكور، وحمل رأسه إلى بغداد، وكانت إمارة أبيه سبعاً وستين سنة. وفي السنة المذكورة توفي الرجل الصالح أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الصوفي الدوني، راوي السنن عن أبي نصر الكسار، وكان زاهداً عابداً سفياني المذهب. وفيها توفي أبو الفرج القزويني محمد ابن العلامة أبي حاتم محمود بن أحمد بن الحسن الأنصاري، وكان فقيهاً صالحاً وفيها توفي أبو سعد الأسدي محمد بن عبد الملك البغدادي المؤدب.
سنة اثنتين وخمس مائة
فيها حاصر جاولي بالجيم، الموصل - وبها زنكي - فأنجده صاحب الروم أرسلان، ففر جاولي، ودخل أرسلان الموصل، وحلفوا له، ثم التقى جاولي وأرسلان في ذي القعدة، فحمل أرسلان بنفسه، وضرب يد حامل العلم فأبانها، ثم ضرب جاولي بالسيف، فقطع السيف بعض لبوسه، وحمل أصحاب جاولي على الروميين فهزموهم، وبقي أرسلان في الوسط، فهز فرسه، ودخل نهر الخابور، فدخل به الفرس في ماء عميق، فغرق وطفا بعد أيام، فدفن، وساق جاولي، فأخذ الموصل، فظلم وغشم. وفيها تزوج المستظهر بالله بأخت السلطان محمد. وفيها ظهرت الإسماعيلية بالشام، ثم خذلت، وأخذتهم السيوف، فلم ينج منهم أحد. وفيها قتلت الباطنية الاسماعيلية بهمذان قاضي القضاة عبيد الله بن علي الخطيبي. وفيها قتلت بأصبهان يوم عيد الفطر أبا العلاء صاعد بن محمد البخاري. وفيها قتلت النيسابوري الحنفي المفتي، أحد الأئمة.
وفيها قتلت بجامع آمد يوم الجمعة في شهر الله المحرم فخر الإسلام القاضي أبا المحاسن عبد الواحد بن اسماعيل بن أحمد الروياني الفقيه الإمام، الشافعي مذهباً أحد الرؤوس الأكابر في أيامه، شيخ الشافعية فروعاً وأصولاً وخلافاً، صاحب التصانيف السنية، سمع الشيخ أبا الحسن عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبا عبيد الله محمد بن بيان الكازروني، وتفقه على مذهب الإمام الشافعي، وروى عنه زاهر بن طاهر الشحامي وغيره. وكان له الجاه العظيم والحرمة الوافرة، وكان الوزير نظام الملك كثير التعظيم له بكمال فضله، رحل إلى بخارى، ودخل غزنة، ونيسابور، ولقي الفضلاء، وحضر مجلس ناصر المروزي، وعلق عنه الحديث، وبنى بآمل طبرستان مدرسة، ثم انتقل إلى الري، ودرس بها، وقدم أصبهان، وأملأ بجامعها، وصنف الكتب المفيدة منها: بحر المذهب، هو من أطول كتب الشافعية، وكتاب الكافي، وكتاب حيلة المؤمن، وصنف في الأصول والخلاف. ونقل عنه أنه يقول: لو احترقت كتب الشافعي لأمليتها من خاطري، ذكره الحافظ أبو محمد عبد الله بن يوسف القاضي في طبقات أئمة الشافعي، وأثنى عليه. وذكره الحافظ يحيى بن منده، فأثنى عليه، وروى الحديث عن خلق كثير في بلاد متفزقة. وقال الحافظ أبو طاهر السلفي: بلغنا أن أبا المحاسن الرؤياني أملى بمدينة آمل، وقتل بعد فراغه من الإملاء بسبب التعصب في الدين. وذكر الحافظ أبو سعد السمعاني أنه قتل في الجامع يوم الجمعة - الحادي عشر من المحرم - من السنة المذكورة، قتله الملاحمة، وقال بعضهم: عاش سبعاً وثمانين سنة. وعظم الخطب بهؤلاء الملحدين، وخافهم كل أمير وعالم بهجومهم على الناس. وفي السنة المذكورة توفي أبو القاسم الربعي علي بن الحسين الفقيه الشافعي المعتزلي ببغداد، قلت: يعنون أنه شافعي الفروع، معتزلي الأصول، كما قيل إن جار الله الزمخشري حنفي الفررع معتزلي الأصول، وأشباه ذلك كثر، يكون أحدهم فروعي مذهب آخر. وفيها توفي أبو زكريا التبريزي الخطيب صاحب اللغة يحيى بن علي بن محمد الشيباني، صاحب التصانيف، أخذ اللغة عن أبي العلاء المعري، وسمع من سليمان بن أيوب بصور، وكان شيخ بغداد في الادب. وسمع الحديث بمدينة صور من الفقيه أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي وجماعة، وروى عنه الخطيب الحافظ أبو بكر وغيره من أعيان الأئمة، وتخرج عنه خلق كثير، وتلمذوا له، وصنف في الأدب كتباً مفيدة، منها شرح