الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وخميس جده الأعلى، والجهني نسبة إلى جهينة القبيلة المعروفة من قضاعة، سكن في قرية من الموصل مجاور القرية التي فيها العين المعروفة بعين القيارة التي ينفع الاستحمام بها من ألفالج والرياح ألفاردة، وهي مشهورة في بر الموصل.
سنة ثلاث وخمسين وخمس مائة
قال ابن الأثير: فيها نزل ألف وسبعمائة من الإسماعيلية على رزق كبير للتركمان، فأخذوه، فأسرع عسكر التركمان، فأحاطوا بهم، ووضعوا فيهم السيف، فلم ينج منهم إلا تسعة أنفس - والحمد لله -. وفيها توفي الفقيه ألفاضل الورع الزاهد عمر بن اسماعيل بن يوسف. أخذ عن الإمام زيد بن الحسن المهذب وأصول الفقه، وكان رفيق الإمام يحيى بن أبي الخير في رحلتهما إلى احاطة، ورويا عنه: غريب الحديث في اللغة لأبي عبيد، ومختصر العين للمافي، وغير ذلك، وكان فاضلاً إماماً في العربية. أخذ الإمام يحيى عنه ألفافي والجمل للزجاجي، وأخذ عنه محمد بن موسى العمراني: الناسخ والمنسوخ في القرآن لأبي جعفر الصفار. وفيها توفي مسند الدنيا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي ثم آلهروي الصوفي في الزاهد. كان مكثراً من الحديث عالي الإسناد، طالت مدته، فألحق الأصاغر والأكابر، سمع صحيح البخاري ومسند ألفارمي وعبد بن حميد بن جمال الإسلام ألفاؤدي في سنة خمس وستين وأربع مائة، وسمع من أبي عاصم الفضيلي ومحمد بن أبي مسعود ألفارسي وطائفة، وصحب شيخ الإسلام الأنصاري، وخدمه، وعمر ودخل بغداد، فازدحم الخلق عليه. وكان خيراً متواضعاً متودداً حسن السمت، متين الديانة محباً للرواية. وكانت ولادته بهراة في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، ووفاته ببغداد في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين وخمس مائة في رباط فيروز، وصلي عليه بالجامع صلاة الشامة، وكان الإمام في تلك الصلاة شيخ الشيوخ الأكابر أبو محمد محيي الدين عبد ألفادر الجيلي - قدس الله روحه - وكان الجمع متوافياً، ودفن في الشونيزي في الدكة المدفون فيها الشيخ رويم، وهو اخر من روى في الدنيا
عن ألفاؤدي. وفيها توفي الحافظ أبو مسعود عبد الجليل بن محمد الأصبهاني، أوحد وقته، وفي علمه، مع حسن طريقه وتواضعه. كان جيد المعرفة حسن الحفظ، ذا عفة وقناعة وإكرام للغرباء. وفيها توفي علي ابن عساكر المقدسي ثم الدمشقي الحساب، صحب الفقيه نصر المقدسي. وفيها توفي العلامة أبو حفص عمر بن أحمد النيسابوري الصفار، كان من كبار الشافعية ويذكر مع محمد بن يحيى، ويزيد عليه بالأصول، قال ابن السمعاني: هو إمام بارع مبرز، جامع لأنواع من العلوم الشرعية، سديد السيرة. مات يوم عيد الأضحى. وفيها توفي محمد بن عبد الله ألفاتب المعروف بابن التعاويذي البغدادي، ألفاعر المشهور، وله ديوان شعر. وكان باسمه - رأيته في أيام الناصر لدين الله، فالتمس أن ينقل باسم أولاده. ولما عمي سأل أن يجدد له راتب مدة حياته، فكان يواصل بشيء من الخشكار إلىومي، فكتب أبياتاً إلى صاحب المخزن الملقب بفخر الدين، ومن جملتها:
حاشاك ترضى أن تكون خزانتي
…
كخزانة البواب والنقاط
سوداء مثل الليل شعر قفيزها
…
ما بين طسوج إلى قيراط
قد كدرت حسني المضي وغيرت
…
طبعي السليم وأرقبت أخلاطي
أخنت عليها ألفادثات وأفيطت
…
فيها إلىداة أيما إفياط
فتول تدبيري فقد أنهيت ما
…
أشكوه من مرضي إلى بقراط
وكان وزير الديوان ابن البلدي قد عزل أرباب الولايات، وصادرهم وعاقبهم، فعمل أبياتاً في ذلك منها:
يا قاصداً بغداد جز عن بلدة
…
للجور فيها زجرة وعتاب
إن كنت طالب حاجة فارجع فقد
…
سدت على إلىاجي لها الأبواب
ليست وما بعد الزمان كعهدها
…
أيام يعمر ربعها الطلاب
ويجلها الرؤساء من ساداتها
…
والجلة الأدباء والكتاب
والدهر في أولى حداثته وللأ
…
يام فيها نضرة وشباب
والفضل في سوق الكرام يباع ل
…
غالي من الأثمان والآداب
بادرت وأهلوها معاً فبيوتهم
…
ببقاء مولانا الوزير خراب
قال ابن خانكا: وأما قصيدته المشتملة على التشبيب والمدح فإنها في نهاية الحسن، قلت: وقد اختصرت في ترجمته الكبيرة المشتملة على المحاسن النضيرة على هذه الألفاظ اليسيرة، التعاويذي نسبة إلى كتابة التعاويذ - بالذال المعجمة وهي الحروز. ذكر موته بعض المؤرخين في السنة المذكورة، وذكر بعهم في سنة أربع وثمانين - والله أعلم -. وفيها توفي الإمام الأوحد العالم الأمجد عبد الله بن يحيى بن أبي آلهثم الصنعي، وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وقيل إحدى وثمانين. وكانت مدرسته في سهفنة. وروى ابن سمرة بسنده أنت الإمام يحيى بن أبي الخير كان يقول: عبد الله بن يحيى شيخ الشيوخ، وكانا متحابين يتزاوران، وحضر الإمام يحيى جنازته وهو وأصحابه من ذي الشرف - قال: وكان فاضلاً زاهداً ورعاً. روي أن ناساً من بني مليك ضربوه بالسيوف فلم تقطع سيوفهم، فسألوه عن ذلك فقال: كنت أقرأ سورة ياسين. قال: والذي أرويه أنه كان يقرأ آيات، وهي قوله تعالى:" ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم "، - البقرة 255 -، " فالله خير حافظاً وهو أرحم إلىاحمين " - يوسف 64 - و " حفظاً من كل شيطان مارد " - الصامات 7 - " وحفظاً ذلك تقدير العزيزالعليم " - فصلت 12 - " أن كل نفس لما عليها حافظ " - ألفارق 4 - " إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدىء ويعيد وهو الغفور الودود " - البروج 12، 13، 14 -. إلى آخر السورة، قال: وهذه إلىواية وهي المشهورة. قال: وذكر أن الفقيه المذكور قال: خرجت يوماً مع جماعة، فيأينا ذئباً يلاعب شاة عجفاء، ولا يضرها بشيء، فلما دنونا منها نفي الذئب، فوجدنا في رقبة ألفاة كتاباً مربوطاً، فحللناه، فقرأنا فيه هذه الآيات. وله مصنفات مليحة منها: كتاب التعريف في الفقه، واحترازات المهذب، وكان يقوم بكفايته وما يحتاج إليه رجل من مشايخ بني يحيى، وهم بطن من يافع قلت: ويافع يقولون: هم أهل يحيى وأهل موسى وأهل عيسى، ثلاثة بطون بينهم بعض قرابة، وفيهم عز وشرف نفوس، فأهل موسى أخوالي - وألفالب عليهم الكرم والمشيخة وشرف النفوس - وأهل يحيى أخوال بني عمي - وألفالب عليهم العز والنجدة، ولا تزال الحرب بينهم وبين أعدأنهم ومن أهل يحيى المذكورين الولي الكبير الفقيه الشهير أبو بكر التغزي الذي كان السلطان الملك المؤيد في طوعه. وذكر ابن سمرة أنه تفقه بهذا الفقيه عبد الله بن يحيى المذكور خلق كثير.