الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حلب وقد ضايقوها بالحصار - ثم عاد إلى الموصل، فأقام بها، وهو من كبراء الدولة السلجوقية، فقتله ألفاطنية بجامع الموصل - يوم الجمعة تاسع ذي القعدة سنة عشرين وخمس مائة - جلسوا له في الجامع بزي الصوفية، فلما انفتل من صلاته قاموا إليه واثخنوه جراحاً لأنه كان قد تصدى لقتلهم، وقتل منهم عصبة كبيرة، فلما قتل رسم المسترشد أمير المؤمنين بتولية الموصل لولده زنكي، فتوجه زنكي إلى الموصل، فتسلمها وما والاها من البلاد، ثم توجه إلى قلعة جعبر فحاصرها، حتى أشرف على أخذها، فأصبح مقتولاً كما تقدم. وفيها أخذت الفرنج طرابلس الغرب بالسيف ثم عمروها. وفيها توفي شيخ الشيوخ أبو البركات اسماعيل ابن الشيخ أبي سعد - أحمد بن محمود النيسابوري البغدادي، وكان جليل القدر. وفيها توفي زنكي الأتابك صاحب الموصل وحلب، وكان فارساً شجاعاً ميمون النقيبة شديد ألفاس، قوي إلىأس عظيم آلهيبة، ملك الموصل وحلب وحماه وحمص وبعلبك وإلىها والمعرة. قتله بعض غلمانه كما تقدم وهو نائم وهربوا إلى قلعة جعبر. وفيها توفي أبو الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري الأندلسي المحدث. كان فقيهاً عألفا متقناً، رحل إلى المشرق، وتفقه على الإمام أبي حامد الغزالي وشيخ المقرئين بالعراق. وفيها توفي المقرىء النحوي أبو محمد عبد الله بن علي البغدادي.
سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة
وفيها كان الغلاء المفيط - وفيما قبلها بإفريقية - حتى أكلوا لحوم الآدميين. وفيها توفي أبو الحسن بن الآبنوسي أحمد بن عبد الله البغدادي الشافعي الوكيل. سمع وتفقه وبرع، وقرأ الكلام والاعتزال، ثم لطف الله تعالى به وتحول سنياً.
وفيها توفي أبو جعفر أحمد بن عبد إلىحمن الأندلسي البطروجي أحد الأئمة. روى عن أبي علي الغساني وغيره. كان إماماً حافظاً بصيراً بالحديث ومعرفة رجآله وعلله، ومعرفة مذهب مالك ودقائقه. وله مصنفات مشهورة. وفيها توفي أبو القاسم علي ابن الإمام العلامة أبي نصر عبد السيد بن الصباغ. وفيها توفي أبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي ثم الدمشقي، الفقيه الشافعي الأصولي الأشعري. سمع من أبي بكر الخطيب، وتفقه على الإمام أبي نصر المقدسي، ودرس بالغزالية، وأفتى واشتغل، وصار شيخ دمشق في وقته. وفيها توفي الشريف أبو السعادات المعروف بابن الشجري: هبة الله بن علي العلوي الحسيني البغدادي النحوي اللغوي، صاحب التصانيف، كان متضلما من علم الآداب وأشعار العرب وأيامها وأحوآلها، كامل الفضائل. له عدة تصانيف، منها: كتاب الأماني، أو قال: الأمالي وهو أكبر تآليفه وأكثرها فائدة، أملاه في أربعة وثمانين مجلما، مشتملاً على خمسة فنون من علم الأدب. ولما فيغ من إملأنه حضر عنده أبو محمد المعروف بابن الخشاب، والتمس سماعه عليه، فلم يجبه إلى ذلك، فعاداه، ورد عليه في مواضع من الكتاب، ونسبه فيه إلى الخطأ. فوقف أبو السعادات المذكور على إلىد، فيد عليه في رده، وبين وجوه غلطه، وجمعه كتاباً سماه: الانتصار، وهو على صغر حجمه مفيد جداً، وسمعه عليه الناس. وجمع أيضاً كتاباً سماه: الحماسة، تضاهي به الحماسة لأبي تمام ألفائي، وهو كتاب مليح غريب، أحسن فيه. وله في النحو عدة تصانيف، وكان حسن الكلام حلو الألفاظ، فصيحاً جيد البيان والتفهيم، وقرأ الحديث على جماعة من الشيوخ المتأخرين. وذكره الحافظ أبو سعد بن السمعاني في كتاب الذيل، وقال: اجتمعت معه في دار الوزير أبي القاسم بن طراد الزينبي وقت قراءتي عليه الحديث، وعلقت عنه شيئاً من الشعر في المدرسة، ثم مضيت إليه وقرأت عليه جزءاً من أمالي أبي العباس الثعلب. وحكى أبو البركات عبد إلىحمن بن الأنباري في كتابه مناقب الأدباء: إن العلامة أبا القاسم محمود الزمخشري، لما قدم بغداد قاصداً للحج، مضى إلى زيارته شيخنا - أبو السعادات بن الشجري، ومضينا معه إليه فلما اجتمع به أنشده قول المتنبي:
واستأثر الأخبار قبل لمانه
…
فلما التقينا صغر الخبر الخبر