الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاستثناء المفرغ:
وهو ما لم يذكر فيه المستثنى منه، نحو (ما حضر إلا سالم) وكقوله تعالى:{إن هذا إلا أساطير الأولين} [الأنعام: 25]، ولا يكون هذا الاستثناء عند اكثر النحاة إلا في الموجب، وهو المسبوق بنفي، أو نهي، أو استفهام نحو:{هل هذا إلا بشر مثلكم} [الأنبياء: 3]، و (لا تضرب إلا المقصر)، ولا يجوز وقوعه في الموجب، فلا يصح أن تقول (حضر إلا خالد) لأن المعنى حضر جميع الناس إلا خالدا، وهو باطل (1).
فإذا استقام المعنى في الإيجاب صح وذلك كأن تكون هناك قرينة على إرادة جماعة مخصوصة، فنقول (قام إلا محمد) إذا كنت تستثنى محمدا من جماعة مخصوصة، وتقول (قرات إلا يوم الخميس) إذا خصصت يوم الخميس من اسبوع معين، جاء في (شرح الرضي على الكافية): " ويمكن أن يقع في بعض المواضع على بعض معين من الجنس المعلوم، دخول لمستثنى فيه دليل كما أنه إذا قيل لك (ما لقيت صناع البلد) فتقول (لقيت إلا فلانا) لكن الأغلب عدم التفريغ في الموجب (2).
فنقول في الإيجاب (يعلم تعالى الأقدم العالم أو حدوث ذاته) وقال تعالى: {ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله} [الأنفال: 16]، فهذا الاستثناء مفرغ من الإيجاب (3). لأن المعنى مستقيم وقد يفرغ في الإيجاب لقصد المبالغة كأن تقول:(ضربني إلا محمد) والمراد كل من يتصور منه الضرب من معارفك، أو المقصود منه المبالغة في غلو المجتمعين على ضربك" (4).
ويجوز التفريغ في موجب مؤول بالنفي (5) كقوله تعالى: {فأبى أثكر الناس إلا
(1) انظر الهمع: 1/ 223، التصريح 1/ 348
(2)
الرضي 1/ 255، وانظر ملا جاي 168، حاشية الصبان 2/ 150
(3)
انظر الرضي 1/ 255
(4)
ملا جامي 169
(5)
البرهان 4/ 241