الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دون:
تكون (دون) ظرفا وغير ظرف، فهي غير ظرفية بمعنى حقير، وخسيس، ومسترذل، يقال ثوب دون أي حقير. ورجل دون أي مسترذل ليس بلا حق هو دونك أي حقيرك. جاء في (المختص):" دون تقصير عن الغاية. وتمكن ولما اقتضي التقصير، وصفوا به ما ليس برفيع فقال: رجل دون وثوب دون"(1).
ومعناها ظرفية إفادة التقريب، يقال هذا دون ذلك أي أقرب منه (2) فلا تتصرف عند الجمهور جاء في (الهمع): " من الظروف المبنية في بعض الأحوال دون .. وهو للمكان تقول: قعد زيد دون عمرو، أي في مكان منخفض عن مكانه، وهو ممنوع التصرف عند سيبويه وجمهور البصريين. وذهب الأخفش والكوفيون إلى أنه يتصرف لكن بقلة وخرج عليه (ومنادون ذلك (3)) (4).
" وقال بعض النحويين: لدون تسعة معان تكون بمعنى قبل، وبعنى أمام، وبمعنى وراء بمعنى تحت، وبمعنى فوق، وبمعنى الساقط من الناس، وغيرهم، وبمعنى الشريف، وبمعنى الأمر، وبمعنى الوعيد، وبمعنى الإغراء.
فأما دون بمعنى قبل فكقولك: دون النهر قتال، ودون قتل الأسد أهوال، أي ما قبل أن تصل إلى ذلك.
ودون بمعنى وراء كقولك: هذا أمير على ما دون جيحون، أي ما على ما وراءه، ما وراءه، والوعيد كقولك: دونك صراعي ودونك فتمرس بي.
وفي الأمر دونك الدرهم أي أخذه.
(1) المخصص 14/ 60، لسان العرب 17/ 21
(2)
لسان العرب 17/ 21
(3)
الجن 11
(4)
الهمع 1/ 213، وانظر سيبويه 1/ 204
وفي الإغراء دونك أي الزم زيدا في حفظه.
وبمعنى تحت كقولك: دون قدمك خذ عدوك، أي تحت قدمك، وبمعنى فوق كقولك: إن فلانا لشريف، فجيب آخر فيقول: ودون ذلك، أي فوق ذلك (1).
وجاء في (الرضي على الكافية): " وقد يدخل (دون) التي بمعنى (قدام) معنيان آخران هي في أحدهما متصرفة وذلك معنى أسفل، نحو أنت دون زيد، إذا كان لزيد مرتبة عالية وللمخاطب مرتبة تحتها، فيوصل إلى المخاطب قبل الوصول إلى زيد، ويتصرف فيها بهذا المعنى نحو هذا الشيء، دون أي خسيس.
ومعناها الآخر (غير)، ولا يتصرف بهذا المعنى، وذلك نحو قوله تعالى:{آتخذ من دونه إلهة} (2)[يس: 23]. وقوله: {ويعلمون عملا دون ذلك} [الأنبياء: 82]، وقوله:{إلهين من دون الله} [المائدة: 116].
وجاء في (البرهان): " وقد تكون صفة لا بمعنى رديء، ولكن على معناه من الظرفية نحو: رأيت رجلا دونك .. ومنه الدون للحقير ويستعمل للتفاوت في الحال، نحو زيد دون عمرو، أي في الشرف والعلم.
واتسع فيه فاستعمل في تجاوز حد إلى حد، نحو قوله تعالى:{أولياء من دون المؤمنين} [آل عمران: 28]، أي لا يتجاوزون ولاية المؤمنين إلى ولاية الكافرين" (3).
يتبين من هذا أنها تكون وصفا بمعنى الحقير، وظرفا لمعان عدة يجمعها التقريب واسما بمعنى غير واغراء وأمرا.
(1) لسان العرب 17/ 23
(2)
الرضي 1/ 205
(3)
البرهان 4/ 275 - 276