الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معانيها
1 - أفعال اليقين
.
علم:
وهو فعل يفيد اليقين، نحو قوله تعالى:{الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا} [الأنفال: 66]، وكقولك:(علمت محمدا مسافرا).
وقيل تأتي للرجحان قليلا، كقوله تعالى:{فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن} [الممتحنة: 10]، لأنه لا سبيل إلى اليقين، فهي هنا بمعنى ظن (1).
والحق أنها للعلم لا للظن، فهناك فرق بين الظن والعلم، فقولك (ظننته مؤمنا) يختلف عن قولك (علمته مؤمنا) فإن الظن قد يكون بورود الأمر على الخاطر، وقد يكون بلا سبب يرجحه أو يكون السبب ضعيفا، بخلاف العلم، فإنه يكون بعد التثبت والاطلاع، ولذا جاء هذا القول بعد قوله تعالى:
{يا أيها الذين أمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار} [الممتحنة: 10].
علم وعرف:
يقول النحاة إنه إذا جاءت علم بمعنى عرف، تعدت إلى مفعول واحد جاء في (الكتاب):"وقد يكون علمت بمنزلة عرفت، لا تريد إلا علم الأول، فمن ذلك قوله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين} "[البقرة: 65]، وقال سبحانه:{وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم} [الأنفال: 60]، فهي ههنا بمنزلة عرفت (2).
(1) الأشموني 2/ 20، التصريح 1/ 248، حاشية الخضري 1/ 148
(2)
سيبويه: 1/ 18، المتقضب 3/ 189، اسرار العربية 157، ابن عقيل: 1/ 153
وقال ابن الناظم: " فإنها - أي علم - تكون لإدراك مضمون الجملة، فتنصب مفعولين وتكون لإدراك المفرد وهو العرفان، فتنصب مفعولا واحدًا كما تنصبه عرف .. قال (1):{لا تعلمهم نحن نعلمهم} [التوبة: 101].
وقد تقول: وهل هناك فرق في المعنى بين علم وعرف؟
والجواب أن النحاة اختلفوا في ذلك، فقد ذهب بعضهم إلى أنه لا فرق بينهما. قال الرضي: " ولا يتوهم أن بين علمت وعرفت فرقا معنويا كما قال بعضهم، فإن معنى (علمت أن زيدًا قائمًا) و (عرفت أن زيدًا قائم) واحد، إلا أن (عرف) لا ينصب جزءي الإسمية كما ينصب (علم)، لا لفرق معنوي بينهما بل هو موكول إلى اختيار العرب، فإنهم قد يخصون أحد المتساويين في المعنى، بحكم لفظي دون الآخر (2).
وقيل إن بينهما فرقا في العلم يتعلق بالصفات والمعرفة بالذوات. جاء في (منثور الفوائد): (علمت) إذا كانت بمعنى (عرفت) تعدت إلى مفعول واحد، وإذا كانت لغير ذلك تعدت إلى مفعولين، وبيان ذلك أنك إذا قلت (عرفت زيدًا) فالمعنى إنك عرفت ذاته، ولم ترد أنك عرفت وصفا من أوصافه، فإذا أردت هذا المعنى لم يتجاوز مفعولا لأن العلم والمعرفة تناولا الشيء نفسه ولم يقصد غير ذلك. وإذا قلت: علمت زيدًا قائمًا لم يكن المقصود أن العلم تناول كون زيد موصوفا بهذه الصفة (3).
وجاء في (حاشية الخضري) أن العلم " يتعلق بصفة الشيء وحكمه وبالكليات، والمعرفة بالجزئيات وبالذات فمعنى علمت زيدًا قائمًا علمت اتصافه بالقيام، ومعنى.
(عرفته) عرفت ذاته" (4). وجاء في _ (حاشية الصبان): " فمعنى (علمت أن زيدًا قائم) علمت اتصاف زيد بالقيام لا علمت حقيقة القيام المضاف إلى زيد في نفسه ومعنى
(1) ابن الناظم 89
(2)
الرضي على الكافية 2/ 307
(3)
منثور الفوائد (2 ب)
(4)
حاشية الخضري 1/ 153