الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الظروف المركبة:
من الظروف غير المتصرفة، الظروف المركبة نحو صباح مساء، وليل نهار، ويوم يوم، وحين حين، نحو هو يزورنا صباح مساء، ومعنى (صباح مساء) كل صباح ومساء، وهي مبنية على فتح الجزءين، جاء في (الهمع): " الحق بالممنوع التصرف في التزام النصب على الظرفية ما لم يضف مركب الأحيان، كفلان يزورنا صباح مساء، ويوم يوم أي كل صباح ومساء، وكل يوم .. وقال:
آت الرزق يوم يوم فأجمل
…
طلبا وابغ للقيامة زادا
وهي مبني حينئذ لتضمنه معنى حرف العطف، كخمسة عشر، بخلاف ما إذا أضيف الصدر إلى العجز، فإنه يتصرف فيقع ظرفا وغير ظرف كقوله:
ولولا يوم يوم ما أردنا
وكذا إذا لم يركب بل عطف نحو فلان يتعاهدنا صباحا ومساء (1).
وجاء في (شرح الرضي على الكافية): " وقد استعمل جوازا كخمسة عشر مبنية الجزءين ظروف كيوم يوم، وصباح مساء، وحين حين .. ويجوز أيضا إضافة الصدر من هذه الظروف والأحوال إلى العجز .. إذ يحتمل أن يكون كلها بتقدير حروف العطف وأن لا تكون فإذا قدرنها قلنا أن معنى لقيته يوم يوم وصباح مساء وحين حين أي يوما فيوما وصباحا فمساء وحينا فحينا أي كل يوم وكل صباح، ومساء وكل حين، والفاء يؤدي معنى هذا العموم، كما في قولك انتظرته ساعة ساعة، أي في كل ساعة، إذ فائدة الفاء التعقيب، فيكون المعنى يوما فيوما عقيبة بلا فصل إلى مالا يتناهي .. وإن لم تقدر حرف العطف قلنا أن المعنى يوما بعد يوم، وصباحا بعد مساء، وحينا بعد حين"(2).
(1) الهمع 1/ 196 - 197
(2)
الرضي 2/ 101 - 102
وجاء في (الكتاب): "ومثل ذلك أنه ليسار عليه صباح مساء، إنما معناه صباحا، ومساء وليس يريد بقوله صباحا ومساء، وصباحا واحدا، ومساء واحدا، ولكنه يريد صباح أيامه ومساءها (1) ".
وذهب الحريري في (درة الغواص) إلى أن معنى الإضافة غير معنى التركيب، فقولك: هو يزورنا صباح مساء، معناه أنه يزورنا في الصباح، وأما في قولك: صباح مساء فمعناه هو يزورنا صباحا ومساء، جاء في (درة الغواص):" ومن ذلك أنهم لا يفرقون بين قولهم (زيد يأتينا صباح مساء) على الإضافة، ويأتينا (صباح مساء) على التركيب، وبينهما فرق يختلف المعنى فيه، وهو أن المراد به مع الإضافة أنه يأتي في الصباح وحده، إذ تقدير الكلام يأتينا في صباح مساء، والمراد عند تركيب الإسمين وبنيتهما على الفتح أنه يأتي في الصباح والمساء، وكان الأصل: هو يأتينا صباحا ومساء، فحذفت الواو العاطفة، وركب الاسمان وبنيا على الفتح. لأنه أخف الحركات كما فعل في العدد المركب من أحد عشر إلى تسعة عشر"(2).
وعند الجمهور أن المعنى في التركيب والإضافة والعطف واحد (3).
وجاء في (الهمع): أن ابن بري رد على الحريري زعمه هذا (بأن هذا الفرق لم يقله أحد، بل صرح السيرافي بأن (سير عليه صباح مساء) و (صباح مساءِ) و (صباحا ومساء) معناهن واحد، ثم قال: وليس (سير عليه صباح مساء) مثل قولك (ضربت غلامَ زيدٍ) في أن السير لا يكون إلا في الصباح، كما شهر أن الضرب لا يقع إلا بالأول وهو الغلام دون الثاني، لأنك إذا لم ترد أن السير وقع فيهما لم يكن في مجيئك بالمساء فائدة، وهذا نص واضح" (4).
(1) سيبويه 1/ 116
(2)
درة الغواص 193
(3)
حاشية الصبان 2/ 132
(4)
الهمع 1/ 197